" قال المؤلف رحمه الله: "أَوْ ينتَهي غايةُ الإِسنادِ إِلى التَّابِعيَ، وهو مَنْ لَقِيَ الصَّحابِيَّ كذلكَ"، أي لقي الصحابي مثل اللّقيا التي تقدّمت في الكلام عن الصّحابي.
"وهذا متعلِّقٌ باللُّقيِّ، وما ذُكِرَ معهُ"، أي في تعريف الصحابي في الكلام المتقدّم.
"إِلاَّ قَيْدُ الإِيمانِ بهِ؛ فذلكَ خاصٌّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم"، فلا يُقال التّابعي مَنْ لقي الصّحابي مؤمناً به، لأنّ الإيمان خاصّ بالنّبي صلى الله عليه وسلم.
قال: "وهذا"، أي التعريف للتّابعي.
"هُو المُختارُ؛ خلافاً لمَن اشْتَرَطَ في التَّابعيِّ طولَ المُلازمةِ"، هذا القول الذي هو أنّ التّابعي هو مَنْ لقي الصّحابي، هو الذي ارتضاه الحافظ وعليه عمل الأكثرين كما قال الحافظ العراقي -رحمه الله-، قال هذا القول عليه عمل الأكثرين، واحتجّوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "طوبى لـمَنْ رآني وآمن بي، وطوبى لــمَنْ رأى مَنْ رآني"، فبمجرّد الرّؤية ثبت له وصف التّابعية، صحّحه الحاكم والألباني، وحديث آخر يدلّ على ذلك أيضاً وهو ما أخرجه مسلم، قال: "يأتي على النّاس زمان يغزو فئام من النّاس"، يعني طائفة وجماعة من النّاس، "فيقال لهم: فيكم مَنْ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيُفْتَح لهم، ويغزو فئام من النّاس، فيقال لهم: فيكم مَنْ رأى مَنْ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيُفْتَح لهم، ثمّ يغزو فئام من النّاس، فيقال لهم: هل فيكم مَنْ رأى مَنْ صحب مَنْ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم فيُفْتَح لهم"، دلّ ذلك على أنّ الرؤية كافيّة في وصفهم أنّهم من أصحاب أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم.
قال: "خلافاً لمَن اشْتَرَطَ في التَّابعيِّ طولَ المُلازمةِ"، اي أنّه لا يوصف بأنّه تابعي إلّا إذا عُرِف أنّه لازم الصّحابي فترة طويلة.
"أَو صُحْبَةَ السَّماعِ"، يعني خلافاً أيضاً لــمَنْ اشترط صحبة السّماع، وصحبة السّماع المقصود بها الصّحبة مصحوبة بالسّماع، فلو صحبه أو صحب الرّجل الصّحابي ولم يسمع منه لا يعتبر تابعيّاً عند مَنْ اشترط هذا الشّرط، فاشترط الصّحبة مع السّماع.
"أَو التَّمييزَ". أي خلافاً لمن اشترط التّمييز، أي أن يكون مميِّزًا عند رؤيته للصّحابي، بعضهم اشترط هذا كابن حِبَّان، اشترط أن يكون مميِّزًا عند رؤيته للصّحابي كي يُسَمَّى تابعياً، والحافظ لا يُقِرُّ على ذلك. "
منقووول