أيها المصلحون أين أنتم ؟ ..
يعجب الناظر تألماً واستــغراباً من حال أهل الباطل ودعاة الرذيلة والغواية كيف يصبرون على نشر فسادهم وإفسادهم .. لهم الجلد الذي لا يفتر ، والتضحية الغريبة في نشر خرافاتهم وضلالاتهم فكراً وسلوكــاً وخلقاً ..
ومن همتهم العجيبة : نصر بعضهم لبعض ، وترابط فاق الوصف والبيان .. < وأمة الإصلاح !! > لهم تفرق فاق الحصر والسبر .. يحطم بعضهم بعضاً ، ويحسد هذا ذاك ، والهجر سنة متبعة ، وفضيلة مسلوكة !! .. فيا فرحة الشيطان بتفرقكم ، واجتماعهم ..
الإقصاء عند بعض المصلحين : وصل إلى هذه الوسيلة < الفيس بوكية > وغيرها، فبها يشفي غليله من الآخرين .. وجعل من الإقصاء والإعراض قربةً مبذولة ، وفعلةً مشكورة مبرورة !! ..
اليوم < أيها المتفرقون > : همةُ أهل الخرافة والفساد عالية ، وصبرهم في نشر تدليسهم وتلبيسهم وصل رقمًا قياسيًا .. الواحد منهم يكتب في يومه المقالات ، وفي أسبوعه المئات تضليلًا للأمة ، وإجالتها عن منهج الإسلام الصواب ..
وانظروا : الأفلام المرئية ، والمقاطع المطالبة بالسفور والعري والرذيلة .. همة تناطح صخر الجبال .. وما انتشر الفساد في الأرض إلا لـمَّـا انزوى أهل الخير في كهوف العزلة المنهزمة ، قارعـين سن الهزيمة والألم ، حطمتهم السآمة والملل ، متفرقين شذرَ مذرَ .. خادعـين أنفسهم بحيل شيطانية : أنَّ الزمان فسد ، فلا أمل في صلاحه وانتفاعه .. وتلك والله فرحـــة الشيطان ، وبغيته ومناه ..
فهل يعقل عقلاؤنا : أن الخير في صراع مع الشر حتى تنتهي قصة الحياة .. فمن له الأجر ، ومن عليه الوزر ..
وتذكروا ( أيها الدعاة ) قوله تعالى حاكيـــًا عن قومِ أهل البطل كيف صبروا وضحوا من أجل نصرة باطلهم ؛ بل قدموا أرواحهم في سبيل خدمة الشيطان : ( إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ) .. (وَانْطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ) .. فأين همتكم في صبركم على الحق الذي تدعونه ، واجتماعكم في نصرة الفضيلة ، ونشر الخير الذي تحملونه ؟! ..
حسن الحملي ..