من متشابهات القرآن الكريم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس كما في هاتين الآيتين الكريمتين:
قال تعالى:"ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء "(الأنعام 102)
وقال تعالى"ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو"(سورة المؤمن 62)
للسائل أن يسأل فيقول:لماذا قدم في سورة الأنعام قوله"لا إله إلا هو"على قوله" خالق كل شيء" وقدم في سورة المؤمن قوله" خالق كل شيء" على قوله " لا إله إلا هو"؟
والجواب أن يقال:لأن ما في سورة الأنعام جاء بعد قوله "وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم "فلما قال "ذلكم الله ربكم "أتى بعده بما يدفع قول من جعل له شريكا فقال" لا إله إلا هو " ثم قال "خالق كل شيء" وما في سورة المؤمن جاء بعد قوله "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون "فكان الكلام على تثبيت خلق الإنسان لا نفي الشريك عنه كما كان في الآية الأولى ،فكان تقديم "خالق كل شيء "ههنا أولى ،والله أعلم، والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.(1)
============================== ==============
(1) الخطيب الإسكافي - درة التنزيل وغرة التأويل-ص69 بتصرف يسير