قرأت لبعض الإخوة تعليقات ينكرون فيها التحذير من أهل البدع بأعيانهم !!! .
ويصفون ذلك بالتشهير الذي لا يجوز !!! .
فمن وافق أهل السنة في فعله ؟ المحذر أم المنكر ؟!!!
الجواب هو من أقوال الأئمة الذين بينوا منهج أهل السنة والجماعة في هذه المسألة المهمة جدا ...
1 : الإمام ابن الصلاح الشَّهْرَزُوري، عثمان بن عبدالرحمن (557 - 643هـ ، 1161-1245م).
سئل : هل تجوز غيبة المبتدع ابتداء وانتهاء .
فأجاب رحمه الله تعالى : " تجوز غيبة المبتدع بل ذكره بما هو عليه مطلقا غائبا وحاضرا إذا كان المقصود التنبيه على حاله ليحذروا .
وعلى هذا مضى السلف الصالحون أو من فعل ذلك منهم .
ثم يجوز ذلك ابتداء يبتدي به وإن لم يسأل .
ويجوز عند جريان سبب من سؤال وغيره "
فتاوى ابن الصلاح - (ج 2 / ص 497)
2 : شيخ الإسلام ابن تيمية
سئل عن أثر الحسن البصري ( لا غيبة لفاسق )
فأجاب : وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء :
أحدهما : أن يكون الرجل مظهرا للفجور مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة فإذا أظهر المنكر وجب الإنكار عليه بحسب القدرة .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } رواه مسلم .
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 219)........
ثم قال : وإذا كان مبتدعا يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك : بين أمره للناس ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله . وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى "
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 221)
وسئل - رحمه الله - :
عن الغيبة هل تجوز على أناس معينين أو يعين شخص بعينه ؟ وما حكم ذلك ؟ أفتونا بجواب بسيط ؛ ليعلم ذلك الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ويستمد كل واحد بحسب قوته بالعلم والحكم .
فأجاب :ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ؛
فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء .
"مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 231)
3 : الإمام ابن باز رحمه الله تعالى
: " وأما من أظهر المنكر أو البدعة فلا غيبة له فيما أظهر وبين .
"مجموع ابن باز 8 س25
قلت : السكوت عن ذكر أسماء من ينشر ما يخالف السنة وينشر البدع والدجل والشركيات ( خصوصا من تم نصحه وبيان الحق له ثم عاند واستكبر ) هو مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة على مر التأريخ الإسلامي ...
وفيه معاونة لأهل البدع وخيانة للإسلام وللمسلمين ...
فكم من العوام يغترون بفلان وفلان وهم في حقيقتهم جهلة أو مبتدعة يهدمون السنن ويحيون البدع وينشرونها بين صفوف المسلمين فتبلغ بدعهم الآفاق وقد يستحيل أو يصعب جدا محاربتها والقضاء عليها ...
ولكن بالتحذير منه باسمه وعينه مع بيان مخالفته وبدعته ودجله بالأدلة الشرعية سيقطع الطريق عليه ويفضح أمره بين المسلمين ولا يستطيع بعدها التلبيس على العامة بسهولة كما كان قبل فضحه ...
وهذه الحقيقة هي التي أدركها أئمة أهل السنة والجماعة ولم يدركها من أنكر على من حذر من أعيان أهل البدع ...
المعيصفي