تقريرعن تفسير المحرر الوجيزفى تفسيرالكتاب العزيز
لأبى محمد عبد الحق بن عطية
الأندلسى المتوفى سنة 541هـ
بقلم : رمضان زيدان
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله أنزل كتابه بالحق مفصلاً وهادياً بالحق وألهم المصطفين من عباده تفسيره لخلقه وتوضيحه لعباده فغفرالله لهؤلاء المصطفين
وأثابهم على ما ذللوا وفسروا ووضحوا من معانى كتابه الجليل وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله الذى زينه ربه بالآداب والناطق بالحق والصواب .


أما بعد .
هذا بحث فى كتاب المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسى المتوفى سنة 541هـ وقد سرت فى هذا البحث على خطة ترتكزعلى خمسة عناصر هــــــــــــــ ـى :
1- ترجمة المؤلف من كتب التراجم الموثقة.
2- التعريف بالكتاب وعنوانه واهتمام العلماء به .
3- منهج المؤلف فى الكتاب
4- مدى التعامل مع المصادر والمراجع فى الكتاب .
5- ملاحظات نقدية على منهج الكتاب .
أولاً : ترجمة المؤلف من كتب التراجم الموثقة:ـ
------------------------------------------
قال الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء : الإمام العلامة شيخ المفسرين أبو محمد عبد الحق بن الحافظ أبى بكر غالب بن عطية المحاربى الغرناطى . حدث عن أبيه وعن الحافظ أبى على العنانى ومحمد بن الفرج مولى ابن الطلاع وأبى الحسين يحى بن أبى زيد المقرىء وعدة. وكان إماماً فى الفقه وفى التفسير وفى العربية قوى المشاركة ذكياً فطناً مدركاً من أوعية العلم . مولده سنة 480هـ اعتنى به والده ولحق به الكبار وطلب العلم وهو مراهق وكان يتوقد ذكاء ولى قضاء المرية فى سنة 529هـ حدث عنه أولاده وأبوالقاسم بن حبيش الحافظ وأبو محمد بن عبد الله وأبو جعفر بن مضاء وعبد المنعم بن الفرس وأبوجعفر بن حكم وآخرون . توفى بحصن لورقة فى الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 541هـ وقال الحافظ خلف بن بشكوال توفى سنة 542هـ وكان واسع المعرفة قــوى الأدب متــفنناً فــى الــعلوم أخذ النــاس عــنه([1]) .
وقال ابن فرحون المالكى: كان القاضي أبو محمد عبدالحق فقيها عالما بالتفسير والأحكام والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب مقيداحسن التقييد له نظم ونثر ولي القضاء بمدينة المرية وكان غاية في الدهاء والذكاء والتهمم بالعلم سرى الهمة في اقتناء الكتب ولما ولي توخي الحق وعدل في الحكم وأعز الخطة وألف كتابه المسمى بالوجيز في التفسير وأحسن فيه وأبدع وطار بحسن نيته كل مطار.([2])
وكان رحمه الله عالماً فى النحو واللغة والأدب وله أشعارائقة روى ذلك الفيروزأبادى فى البلغة فقال:عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن بن غالب بن تمام بن عبدالرؤوف النحوي اللغوي الأديب الشاعرالضابط , ولي قضاء المرية وألف تفسيرا فجاءغريبا في بابه,وله كتاب ضمنه مروياته وأسماء شيوخه توفي سنة 541هـ بلورقة ومن شعره:
1ـ داء الزمان وأهله داء يعز له العـــــلاج 2ـ أطلعت في ظلماته نورا لما طلع الســـراج 3ـ لمعاشر أعي ثقا في من قناتهم اعوجــاج 4ـ كالدر إن لم تختبر فإن اختبرت فهم زجاج ([3])



ثانياً: التعريف بالكتاب وعنوانه واهتمام العلماء به:ـ
------------------------------------------------
عنوان الكتاب و الطبعة المعتمدة :
--------------------------------
وقد سمى ابن عطية كتابه المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز وقد اعتمدت طبعة دار الكتب العلمية – لبنان سنة 1413هـ - سنة 1993م الطبعة الأولى تحقيق عبد السلام عبد الشافى

مكانة تفسيرابن عطية العلمية واهتمام العلماء به :
-----------------------------------------------

قال شيخ الإسلام فى الفتاوى([4]) وتفسير ابن عطية خيرمن تفسيرالزمخشرى وأصح نقلاً وبحثاً وأبعد عن البدع وإن اشتمل على بعضها بل هوخير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير .
وقال ابن الأباربعد أن ترجمه ترجمة حافلة : وتأليفه فى التفسير جليل الفائدة كتبه الناس كثيراً وسمعوا منه وأخذوا عنه([5]) .
وهذه أسماء بعض من استفاد من تفسير ابن عطية:- ذكر السيوطى فى ترجمة عبد الكبير بن محمدالغافقى المرسى عن ابن الأبار قال :كان فقيهاً حافظاًمشاركا في الحديث، متقدما في الفُتْيَا. صنف تفسيراً جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشرى .([6])
وقال ابن حجر فى ترجمة أحمد بن عبد القادربن مكتوم النحوى : وجمع من تفسير أبى حيان مجلداً سماه الدر اللقيط من البحر المحيط قصره على مباحث أبى حيان مع ابن عطية والزمخشرى([7]) .

وجاء فى الضوء اللامع للسخاوى فى ترجمه عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبى الجزائرى المغربى المالكى وكان إماماً علامة مصنفاً اختصر تفسير ابن عطية فى جزئين([8]) .

ويقول د / الذهبى فى كتابه التفسير و المفسرون .كان أبو محمد بن عطية على مبلغ عظيم من العلم فكان فقيهاً جليلاًعارفاً بالأحكام والحديث والتفسيرثم قال :ووصفه أبو حيان فى مقدمة البحر المحيط بأنه : أجل من صنف فى علم التفسير وأفضل من تعرض فيه للتنقيح و التحرير ([9]).

والدلائل على عظيم تأثيره ومكانته تملأ كتب التراجم والطبقات ولولا الحرص على الاختصار لذكرت أضعافاً من ذلك كثيرة .

ثالثاً : منهج المؤلف فى الكتاب:ـ
----------------------------
وضع الدكتور الذهبى تفسيرابن عطية ضمن التفسيربالمأثور وعلى ذلك يمكن إجمال منهجه فى النقاط التالية :ـ
1ـ يورد من التفسير بالمأثور ويختار منه فى غير إكثار ودون ذكر السند غالباً . وفيما يلى نماذج ومناقشتها :.
جاء فى تفسير قوله تعالى:{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة : 223] قال جابر بن عبد الله و الربيع سببها أن اليهود قالت إن الرجل إذا أتى المرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول وعابت على العرب ذلك. ثم شرع فى تفسير الآية على مقتضى هذا النقل موجهاً الألفاظ لهذا المقتضى فقال : حرث تشبيه لأنهن مزدرع الذرية فلفظة الحرث تعطى أن الإباحة لم تقع إلا فى الفرج خاصة إذهو المزدرع وقوله أنّى شئتم معناه عند جمهورالعلمــاء من صــحابةو تابعين وأئمة من أى وجه شئتم مقبلة ومدبرة وعلى جنب وأنّى إنما تجىء سؤالاً أو إخباراً عن أمر له جهات .
ويظهر من تفسيره للآية أنه اختار القول الذى يراه مناسباً لتفسير الآية واقتصرمنه على قول جابر بن عبد الله والربيع ثم شرع فى توضيحه والانتصار له و الرد على المخالفين كما قال وذهبت فرقة ممن فسرها بأين ( أنى ) إلى أن الوطء فى الدبر جائزروى ذلك عبد الله بن عـمر و روى عـنه خـلافه وتكـفيــر مـن فعــله وهــذا هـو اللائــق بـــه .

2- الإكثار من الاهتمام بالصناعة النحوية والاستشهاد بالشعر العربى والشواهد الأدبية .
كما جاء عند تفسيره لقوله تعالى
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[آل عمران104]
قرأالحسن و الزهرى و أبو عبد الرحمن وعيسى بن عمر و أبو حيوة ولتكن بكسر اللام على الأصل إذ أصلها الكسر وكذلك قرؤوا لام الأمر فى جميع القرآن 0000 قال القضى فعلى هذا القول من للتبعيض وأمر الله الأمة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها 0000 وذهب الزجاج إلى أن المعنى ولتكونوا كلكم أمة يدعون ومن لبيان الجنس ومثله فى كتاب الله{ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج : 30]
ومثله من الشعر قول القائل :
أخو رغائب يعطيها ويسألها يأبى الظلامة منه النوفل الزفر( البسيط )
وهذه آية على هذا التأويل إنما هى عندى بمنزلة قولك ليكن منك رجل صالح ففيها المعنى الذى يسميه النحويون التجريد .

3- الإكثار من التعرض للقراءات وتنزيل المعانى عليها :
وذلك منتشر فى تفسيره فهو يبدأ تفسير الآيات بذكر القراءات ثم يبدأ فى التفسير و يستخدم القراءات فى التفسير وتنزيل المعانى عليها حسب الآيات وما تحمله فيقل ذكرالقراءات أو يكثر ومثال الإكثار من التعرض للقراءات وتنزيل المعانى عليها ما جاء فى تفسيرالفاتحة حيث قال : واختلف القراء فى قوله تعالى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }[الفاتحة4] فقرأ عاصم والكسائى مالك يوم الدين قال الفارسى وكذلك قرأها قتادة والأعمش .
قال مكى وروى الزهرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها كذلك بالألف واستمر فى ذكر القراءات وتوجهها وشمل ذلك الصفحات الثامنة والستين والتاسعة والستين و السبعين بأكملها ليرجح اختياره لقراءة من قرأ مالك يوم الدين على سواها من القراءات .

4- الموازنة بين الآراء الكلامية مع الميل إلى مذهب أهل السنة و الجماعة فى الغالب.
يقول ابن تيميه عن ابن عطية : ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لايحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وأنما يعنى بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة .
ثم ذكر تفسير ابن عطية لقولة تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) وقوله : قالت فرقة هى الجمهور : الحسنى الجنة والزيادة : النظر إلى الله عز وجل و روى فى ذلك حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم 0000 ثم يقول وقالت فرقة : الحسنى هى الحسنة و الزيادة هى تضعيف الحسنات إلى سبعمائة ثم قال وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول .

5- غلبة المذهب المالكى وأقوال أئمته على أرائه الفقهية مع ذكر بعض الخلاف ويرجع ذلك ألى غلبة الفقه المالكى على المغرب والأندلس وانشغال الناس به وتعصبهم له فعند تعرضه لتفسير قوله تعالى : ـ
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173

قال ولفظ الميتة عموم والمعنى مخصص لأن الحوت والجراد لم يدخل قط فى هذا العموم و الميتة ما مات دون ذكاة مما له نفس سائلة والطافى من الحوت جوزه مالك وغيره ومنعه العراقيون وفى الميت دون تسبب من الجراد خلاف منعه مالك وجمهور أصحابه وجوزه ابن نافع وابن عبد الحكم وقال ابن وهب إن ضُم فى غرائر فضمه ذكاته وقال ابن القاسم لا حتى تصنع به شىء يموت منه كقطع الرؤوس و الأجنحة و الأرجل وقال سحنون لايطرح فى ماء بارد وقال أشهب إن مات من قطع رجل أو جناح لم يؤكل لأنها حالة قد يعيش بها وينسل .

ونحن لا نرى هنا غير أقطاب المذهب المالكى يختلفون فيرجح بينهم فابن عبد الحكم وابن وهب وسحنون وأشهب هم كبار المالكية وعُمد المذهب فهو خلاف مالكى الجوهر والصورة .

6- قلل ابن عطية من الإسرائيليات ولم ينقل منها إلا ما له ضرورة فى إيضاح الآيات مع نقلها بصيغة التضعيف فى الغالب. كما جاء فى تفســــير ســورة البــــقرة عندذكربقرة بنى إسرائيل قال:وقوله(اضربوه ببعضها) آية من الله تعالى ..........فقيل ضربوه وقيل ضربوا قبره لأن ابن عباس ذكرأن أمر القتيل وقع قبل جواز البحر....وقال مجاهد وقتادة وعبيدة السلمانى ضرب بالفخذ وقيل ضرب باللسان وقيل بالذنب وقال أبو العالية بعظم من عظامها ([10])


رابعاً : مدى التعامل مع المصادر والمراجع فى الكتاب:ـ
----------------------------------------------------
اعتمد ابن عطية فى المقام الأول على عمدة المفسرين وسابقهم الإمام محمد بن جرير الطبرى فى تفسيره جامع البيان فى تفسير القرآن ثم أكثر النقل عن ابن عباس رضى الله عنه وابن مسعود رضى الله عنه و على رضى الله عنه وغيرهم من الصحابة ونقل عن مجاهد والحسن وغيرههما من التابعين و فى الفقه نقل عن مصادر الفقه المالكى كالموطأ و المدونة ونقل عن ابن القاسم وابن وهب وفى النحو أكثر النقل عن سيبويه والخليل والأخفش والزجاج عليهم رحمة الله وفى علم الكلام أكثر النقل عن المعتزلة وغيرهم حتى أن بعضهم اتهمه بالاعتزال وجعل ابن تيمية يقول عنه ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وأنما يعنى بهم طائفة من أهل الكلام .


خامساً:ملاحظات نقدية على منهج ابن عطية فى تفسيره:ـ
----------------------------------------------------
لا خلاف أن لتفسير ابن عطية مكانته فى علم التفسيروقد أوردنا كثيراً من ثناء العلماء عليه كالذهبى وابن تيمية والصفدى والشيخ محمد حسين الذهبى وغيرهم كما دلّ على ذلك كثرة النقول عنه إذ لا يخلو تفسير بعده من نقل عنه سواء انتمى هذا التفسير الناقل للتفسير النقلى أو العقلى فالرجل جمع فأوعب وحقق ودقق واستنبط فسبق وقد كثر الملخصون لتفسيره والجامعون لخلاصته مع غيره كما قدمنا ورغم ما سبق فهو بشر استولى عليه النقص كجملة البشر فيؤخذ منه و يرد عليه .



ومن المؤاخذات عليه ما يلى :
-------------------------
1- الإطالة فى المسائل النحوية واللغوية والقراءات بما يخرج الكتاب عن هدفه ويشتت ذهن القارىء غير المتخصص . كما ذكرنا عند الحديث على منهجه .
2- عدم التدقيق فى الروايات والأحاديث التى ذكرها فى كتابه. فوجد الضعيف والموضوع فى تفسيره مع عدم تخريجه للأحاديث أو الإشارة إلى مصدرها و سنعرض بعض هذه الأحاديث و الحكم عليها :.
أ*- ( من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً )([11]) قال الألبانى فى السلسلة الضعيفة و الموضوعة جـ4 صـ 385 ضعيف رواه البخارى فى التاريخ ( 3/2/123 ) و الطبرى فى تفسيره والعقيلى فى الضعفاء (264 ) من طريق أحمد بسنده عن عبد الجليل عن عم له قال البخارى لا يتابع عليه وعمه لا يعرف ([12])

ب*- ( من مات على حب آل محمد مات شهيداً و من مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة ) وجدته بعد بحث فى السلسلة الضعيفة للألبانى وقال باطل موضوع([13]) . وهذا لا يمنع من أنه عزا بعض الأحاديث و لكن على قلة كما فى تفسير الآية 71 من سورة الأنعام قال القاضى أبو محمد 00 لأن فى الصحيح أن عائشة رضى الله عنها لما سمعت قول قائل إن قوله تعالى {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا )[ الأحقاف17] نزلت فى عبد الرحمن بن أبى بكر قالت كذبوا على الله ما نزل فينا من القرآن شىء إلا براءتى و الحديث كما ذكر ابن عطية فى صحيح البخارى([14]) .


3- الرواية عن الضعفاء فى التفسير كالسدى والكلبى ومقاتل .
فالسدى هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدى الصغير الكوفى مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب لم يخرج له أحد من الستة وقال ابن حجرعبد الله بن نميركان السدى كذابا([15]). أما الكلبى فمحمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبى أبو النضر الكوفى النسابة المفسر المتوفى سنة 146هـ واتهمه ابن حجر بالكذب وقال رمى بالرفض ونقل عن البخارى قوله تركه يحيى وابن مهدى([16]) .
أما مقاتل فهو بن سليمان بن بشير الأزدى الخراسانى صاحب التفسير قال ابن حجر قال الدورى وغيره عن ابن معين: ليس بشىء وقال البخارى: منكر الحديث([17]) .

وما قدمناه لا يقلل من قيمة هذا التفسير الرائع الذى فاق غيره كما قدمنا ويكفيه قول ابن تيمية أنه أصح نقلاً و بحثاً وأبعد عن البدع وقوله لعله أرجح هذه التفاسير .

والحمد لله أولاً وأخراً






المصادر والمراجع :
--------------------
1ـ البلغة فى تراجم أئمة النحو واللغة لمحمد بن يعقوب الفيروزأبادى/ طبعةجمعية إحياء التراث الإسلامى ـ الكويت /الطبعة الأولى سنة 1407هـ تحقيق: محمد المصرى.
2ـالتفسير والمفسرون . للدكتور محمدحسين الذهبى /طبعة دار الحديث/القاهرة/طبعة سنة 1426هـ ــ 2005 م.
3ـ تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلانى طبعة دار الفكرـ بيروت ـالطبعة الأولى
4ـ الجامع الصحيح للإمام البخارى طبعة دار ابن كثيرـ بيروت تحقيق د/مصطفى ديب البغا
5ـ الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة للحافظ لأبى الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى ـ طبعة مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية/ حيدرآباد/الهند/الطبعة الثانية سنة1972 م /تحقيق د/محمد عبد المعيد خان.
6ـ الديباج المذهب فى معرفة أعيان علماء المذهب.لإبراهيم بن على بن محمد بن فرحون اليعمرى المالكى/طبعة دار الكتب العلمية.
7ـ السلسلة الضعيفة و الموضوعة للشيخ محمد ناصر الدين الألبانى / طبعة المكتب الإسلامى.
8ـ سير أعلام النبلاء للإمام الحافظ الذهبى / طبعة مؤسسة الرسالة /الطبعة التاسعة.
9ـ الضوء اللامع للحافظ السخاوى / نشرمكتبة الوراق
10ـ طبقات المفسرين لجلال الدين السيوطى / طبعة مكتبة وهبة الطبعة الأولى / تحقيق على محمد عمر.
11ـ الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية / طبعة المكتبة التوفيقية/ تحقيق عبدالحكيم محمد عبدالحكيم .
12ـ المعجم لابن الآبارنشر مكتبة الوراق
13ـ المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيزلابن عطية الأندلسى / طبعة دار الكتب العلمية/ الطبعة الأولى تحقيق عبد السلام عبد الشافى.



ثيره ومكانته


1- سير أعلام النبلاء جـ 19 صـ 586 .

2ـ الديباج المذهب صـ174

3ـ البلغة فى تراجم أئمة النحوواللغة صـ 129

4- الفتاوى الكبرى جـ 5 صـ 56

5- المعجم جـ 1 صـ 110 .

6ـ طبقات المفسرين جـ1صـ69

7- الدرر الكامنة جـ 1 صـ205.

8- الضوء اللامع ترجمة رقم 393 جـ 2 صـ 291 .

9- التفسير و المفسرو ن جـ1 صـ 207.

10- المحرر الوجيز جـ 1 صـ 165 .

11- المحرر الوجيز جـ 1 صـ 510 .

12- السلسلة الضعيفة و الموضوعة جـ 4 صـ 385 .

13- السلسلة الضعيفة و الموضوعة جـ 10 صـ 242 رقم 4120 .

14- صحيح البخارى كتاب التفسير جـ4 صـ 307 .

15ـ تهذيب التهذيب جـ9 صـ387
16ـ تهذيب التهذيب جـ9 صـ158

17- تهذيب التهذيب جـ10 صـ252