طلاب الحديث في منظور الخطيب البغدادي
لا يخلو زمان من المدّعين للعلم وما هم بعلماء كم من منتسب للفقه وهو جهول وصاحب هوى ، وكم من طالب حديث يدعي أنه من أهل السنة وهو أبعد عن الأدب النبوي وبدون تعليق أترككم مع الإمام الخطيب البغدادي الغني عن التعريفالخطيب البغدادي الذي آلمه ما يقع من بعض طلاب الحديث في زمانه فقال : ( وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث ، ويعدون أنفسهم من أهله ، المختصين بسماعه ونقله ، وهم أبعد الناس مما يدعون ، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون ، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء ، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر ، أنه صاحب حديث على الإطلاق ، ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه ، ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه ...... إلى أن قال : ( وهم مع قلة كتبهم لهم وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا ، وأشد الخلق تيها وعجبا ، لا يراعون لشيخ حرمة ، ولا يوجبون لطالب ذمة ، يخرقون بالراوين ، ويعنفون على المتعلمين ، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه ، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه ! ) جزاك الله خيرا يا إمام فلو تعلم ما يحدث الآن في زماننا من بعض مدّعي أتباع أهل الحديث لتمنيت لو كنت نسيًا منسيًا . أسأل الله أن يوفقنا لتزكية نفوسنا ومجاهدتها كما أخبرنا الصادق الأمين
بلقاسمي الجزائري