أضاعوني وأي بلد أضاعوا ..


وقفت بلاد السعيدة حزينةً تردد في خطبة منبر الألم : أيها الناس .. يا من صنعتم شقائكم بأيديكم ، بخلافكم وتناحركم ، وقتالكم على كراسي المصالح والانتفاع ..


أنا أرضكم التي تحمل كلَّ خير في ذرات ترابها وهوائها وسمائها .. دعا لها نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ، وأخبر عن سعادتها وفضلها تاريخ الزمان .. لكنها تعيش محطمةً بثلة من الناس غلَّبت مصالحها وانتفاعها على مصالح أمتها وشعبها .. ظناً من هؤلاء العابثين : أنهم في الراحة يعيشون ويموتون !! فكان جزاؤهم حياة بائسة ، وخوفاً لازماً ، وكذلك يحي الظالمون !! ..


اليمن أيها الناس : كل مقومات صناعة الحياة الكريمة فيها ، بترول وغاز ، بحار وأنهار ، شجر وأمطار .. فقط ينقصها عقل الإنسان الحكيم ، والرجل الحليم ..


رجل ولاؤه لدينه ، ثم إصلاح بلاده ، وشعب يجرب حياة الهدوء والسكينة فترةً من الزمان .. فلا تُصنع حضارةٌ إلا بزعامة عاقلة ، وصدق من الشعوب في تلاحم وطاعة مثمرة .. عند ذلك يكون البناء والتقدم ..


إن أبيتم نصح الناصحين ، فلكم التسول عند من يريدكم دوماً متسولين ، وفي جميع الأرض مشتتين .. وعند الآخرين عبيداً سامعين مطيعين !! .. وبصمت دون نقد عندهم تعيشـــون ، إلا إذا رجعتم إلى بلادكم ، فينزعكم عرقُ الثرثرة والبقبقة الدفين !! ..


أقول قولي هذا < أنا أرض السعيدة الحزينة >، واستغفر الله لكل من يعمل لعزة الإنسان في بلاد الحضارة والتاريخ .. هكذا قيل !! لكنني منذ زمن بعيد لم أر حضارةً ولا تاريخاً مجيداً .. فهل يستيقظ الساسة والقادة والعلماء والمصلحون .. فيعيدوا لنا تاريخنا العظيم ؟! ..


حسن الحملي .