10-05-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وكعقوبة للمسلمين على هذا الموقف أعلنت "لطفية زودييفا" رئيس جمعية إنصاف للنساء المسلمات في تصريح لها: أن مديرية الأمن استدعت 150 مسلما بينهم نساء من ناحية إسلامتيريك (كيروفسكويه) للاستجواب.


ليس جديدا أن يلجأ أعداء الإسلام إلى العنف والقتل والاضطهاد بحق المسلمين إذا ما رفضوا القبول بباطلهم والخضوع لأهوائهم وشياطينهم, وكذلك إذا ما انهزموا أمامهم عقائديا وفكريا, فالتاريخ حافل بالأحداث المشابهة, بدءا من قصة فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام, وصولا إلى كفار قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين, وليس انتهاء بما يحدث في تاريخنا المعاصر.
إن أعداء الحق لا يجدون سبيلا لقمع الحقيقة -بعد فشل محاولة تركيعه وخنوعه للباطل أو فشل محاولة منافسته ومواجهته بالعقل والمنطق والحجة- إلا اللجوء إلى العنف والقهر والقتل, وهذه طريقة وحجة الضعيف كما هو معلوم, إلا أنها -على كل حال- ما تزال تلحق أشد الأذى بالمسلمين في كل مكان.
وها هي روسيا الشيوعية تلجأ إلى هذا الأسلوب من جديد مع مسلمي القرم, بعد أن رفضوا الخضوع والخنوع لأطماعها في بلدهم ووطنهم الأم, من خلال رفضهم ومقاطعتهم للاستفتاء الذي جرى مؤخرا لضم شبه جزيرة القرم لروسيا.
وكعقوبة للمسلمين على هذا الموقف أعلنت "لطفية زودييفا" رئيس جمعية إنصاف للنساء المسلمات في تصريح لها: أن مديرية الأمن استدعت 150 مسلما بينهم نساء من ناحية إسلامتيريك (كيروفسكويه) للاستجواب.
وأضافت أن إخطارات واستدعاءات ترسل إلى مسلمي القرم نساءً ورجالاً للتحقيق معهم, وقد تم التحقيق مع 10 أشخاص البارحة وسألتهم أسئلة شخصية ودينية مثل "متى دخلت الإسلام؟" و"مع من تلتقِ؟" و"أي مذهب أو طائفة تتّبع؟".
وهي أسئلة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بأي اتهام أو جناية, وإنما هي أسئلة تنم عن النزعة العدائية العرقية والإثنية ضد المسلمين هناك, فما علاقة دين الإنسان وطائفته بالتحقيق والاستجواب الذي يجرى عادة مع المتهمين بجناية أو جنحة؟!
وأوضحت "زودييفا" أن المستدعين ليسوا فقط من حزب واحد أو اتجاه معين, بل أناس مختلفون, وأغلب من استدعي البرحة هم المتديّنون حسب وصفها, كما بيّنت أن بعض الذين تم استجوابهم أخذت بصمات أصابعهم والتقطت لهم الصور وهو أمر مخالف لقوانين القرم.
وتتزامن هذه الإجراءات العدائية تجاه مسلمي القرم مع وصول الرئيس الروسي (فلاديمر بوتين) على متن طائرة ظهر أمس الجمعة إلى شبه جزيرة القرم، التي أعلنت انفصالها وانضمامها لروسيا مطلع آذار الماضي للمشاركة في احتفالات يوم النصر على ألمانيا في مدينة "سيباستوبول" القاعدة التاريخية للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وعلى الرغم من الانتقادات الغربية لسلوك روسيا في شبه جزيرة القرم و بالأخص لزيارة "بوتين" لها أمس, ناهيك عن الخلاف بينهما على مسألة الضم, إلا أن مسألة اضطهاد المسلمين هناك لا يهم الغرب من قريب أو بعيد, بل ربما يكون هو الأمر الوحيد المتفق عليه بين روسيا والغرب حاليا, ولذلك لم نسمع كلمة واحدة من الغرب بخصوص هذا الشأن, اللهم إلا ما يتعلق بالأعراف الدبلوماسية والسياسية, أو أن يُستخدم حق المسلمين وسيلة ضغط للحصول على مكاسب مادية أو معنوية من روسيا.
وأمام هذا التمالئ الغربي العالمي ضد المسلمين عامة -ومنهم مسلمي القرم- فإنه لا بد للمسلمين -حكومات وشعوبا- أن يواجهوا هذا الخطر المحدق بهم مواجهة عقائدية - لا سياسية وطنية أو إقليمية - وذلك من خلال العودة إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وتوحيد قضايا وآلام المسلمين لتصبح قضية واحدة وألما واحدا.