الموضوع: هل للجوع والعطش أثر في الصلاة والصيام؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل للجوع والعطش أثر في صحة الصلاة؟
وهل لهما أثر في حضور صلاة الجمعة والجماعة؟

أيضا هل لهما أثر في صحة الصيام؟

وخاصة الجوع والعطش الشديدين.

أخيرا
هل هناك من بحث هذه المسائل
سواء في بحوث الماجستير والدكتوراه أو بحوث المجلات الفقهية

هناك بحثا بحث المسألة وهو
(أثر العوارض النفسية في الأحكام الفقهية)

ولكنه بحث المسألة بشكل مختصر نوعا ما (فيما ظهر لي)

فإن كان هناك من بحث المسألة بطريقة أوسع أرجو أن تسعفوني به؟

بارك الله فيكم .
سؤال جيد في الحقيقة ، وحري ببحثه وتحريره في رسائل علمية .
ويحسن أن نتذكر ما قاله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان : إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء . وقوله : لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان .

وفي حال الصيام إذا جاع الإنسان لا سيما جوعا شديد ، فحري به أن يفطر ، كما قاله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال : ماله ؟ قالوا : رجل صائم . فقال رسول الله عليه وسلم : ليس من البر أن تصوموا في السفر . أخرجه الشيخان .

وكذا يؤثر في أمر الصلاة إذا لم يجد الماء إلا لشربه وعطشه ، فإنه يتيمم ، ويحضر الجمعة والجماعات بهذا التيمم بإجماع العلماء .

وفي حال القاضي يقول البخاري : باب هَلْ يَقْضِي الْقَاضِي أَوْ يُفْتِي وَهُوَ غَضْبَانُ
7158 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ كَتَبَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى ابْنِهِ وَكَانَ بِسِجِسْتَانَ بِأَنْ لَا تَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ .
وكذا أخرج مسلم مرفوعا : لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان .
وقاسوا على ذلك القاضي إذا كان جائعا أو عطشانا لاسيما إذا كان ذلك بشدة ، ويؤثر على حكمه .
وهناك كثير من المسائل . والله أعلم .

جزاكم الله خيرا .. وبارك فيكم

فضلا لدي سؤال وان كان خارج عن الموضوع
أحيانا عند بحث مسألة ما فإني أجد قولين في كتب المذاهب بشكل عام
وأجد قولا ثالثا في الشرح الممتع لابن عثيمين
ويكون قول ابن عثيمن جدير بالذكر في الأقوال، بل هو الرأي الراجح عندي

فهل أذكره وأنسبه للحنابلة بشكل عام أم لا ينبغي لي ذكره كون ابن عثيمين معاصر؟

نفع الله بكم ، وزادكم علما .
لابد أن يكون الإنسان دقيقا في النقل عن مذهب أو غيره ، فإذا كان المذهب فيه روايتان مثلا ، وكان من المعاصرين من يرجح مذهبا آخر غير هاتين الروايتين ، فجدير أن نقول : هذا قول فلان من المعاصرين مثلا ، فإذا كان هذا الرأي الذي قال به هذا المعاصر هو رواية في المذهب ، ولو كانت الرواية غير مشهورة ، بل ضعيفة ، فحينئذ ننسبه إلى المذهب ، ونقول : في رواية ضعيفة . أو في غير المشهور من المذهب كذا . ونحو ذلك فمثلا : عن الإمام أحمد - رحمه الله - رواية: أن من ترك واحداً من أركان الإسلام الخمسة فهو كافر، يعني: من لم يصلِّ فهو كافر، ومن لم يزكِّ فهو كافر، ومن لم يصم فهو كافر، ومن لم يحج فهو كافر. لكن هذه الرواية ، وإن كانت في المذهب ، لكنها من حيث الدليل ضعيفة، بل هي غير المشهورة في المذهب .
وقد يكون الرأي الذي يرجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، أو غيره ، ليس هو مذهب الأئمة الأربعة أصلا ، فضلا عن كونه في مذهب الحنابلة .

وللفائدة والتتمة :
الفرق بين الرواية والوجه والاحتمال :
فالرواية هي : ما قاله الإمام أحمد نفسه .فإذا قيل : وفي هذه المسألة عن الإمام أحمد روايتان ، أي : قولان منسوبان إليه نفسه .
أما الوجه : فهو ما أضيف إلى أصحابه رحمه الله الذين قعدوا وأصلوا بقواعده ، ففرعوا مسائل ليست خارجة عن قواعد الإمام ، لكنهم اختلفوا ، فبعضهم رأى هذا القول ، وبعضهم رأى القول الآخر ، فيقال : في المسألة وجهان .أما الاحتمال : فهو ما يصح أن يكون وجهاً في المذهب.

ذكرتم فوائد قيمة
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم خيرا

وفيكم بارك الله ، ونفع بكم .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

وقوله : لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان .

بارك الله فيكم
كثيرا من كتب الفقه تذكر هذا الحديث عند ذكر حكم (من يدافع الأخبثين)

فهل يمكن أن نجعل كلامهم على الجائع؟

مثلا:
جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (1/ 164)
(ويكره أن يدخل في الصلاة وهو يدافع الأخبثين وإن شغله قطعها، وكذا الريح وإن مضى عليها أجزأه وقد أساء، وقوله - عليه الصلاة والسلام - «لا صلاة بحضرة طعام ولا صلاة وهو يدافع الأخبثين» محمول على الكراهة ونفي الفضيلة حتى لو ضاق الوقت بحيث لو اشتغل بالوضوء تفوته يصلي لأن الأداء مع الكراهة أولى من القضاء)

هنا الحديث فقط عن مدافعة الأخبثين ودليلهم هو نفس حديث الجائع
فهل يمكن أن أذكر كلامهم هذا في الجائع وأكتب التبيين في التوثيق
أم أنه خطأ؟

أيضا:
جاء في بداية المجتهد ونهاية المقتصد (1/ 191)
(المسألة الخامسة اختلفوا في صلاة الحاقن: فأكثر العلماء يكرهون أن يصلي الرجل وهو حاقن، لما روي من حديث زيد بن أرقم قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة» ، ولما روي عن عائشة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان» يعني الغائط والبول، ولما ورد من النهي عن ذلك عن عمر أيضا، وذهب قوم إلى أن صلاته فاسدة، وأنه يعيد، وروى ابن القاسم عن مالك ما يدل على أن صلاة الحاقن فاسدة، وذلك أنه روي عنه «أنه أمره بالإعادة في الوقت وبعد الوقت» .
والسبب في اختلافهم: اختلافهم في النهي، هل يدل على فساد المنهي عنه أم ليس يدل على فساده؟ وإنما يدل على تأثيم من فعله فقط إذا كان أصل الفعل الذي تعلق النهي به واجبا أو جائزا، وقد تمسك القائلون بفساد صلاته بحديث رواه الشاميون، منهم من يجعله عن ثوبان، ومنهم من يجعله عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جدا» قال أبو عمر بن عبد البر: هو حديث ضعيف السند لا حجة فيه.

هل يصح أن أجعل سبب الخلاف في صحة صلاة الجائع:
(اختلفوا في صلاة الجائع: فأكثر العلماء يكرهون أن يصلي الرجل وهو جائع، ولما روي عن عائشة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان».
وذهب قوم إلى أن صلاته فاسدة، وأنه يعيد،
والسبب في اختلافهم: اختلافهم في النهي، هل يدل على فساد المنهي عنه أم ليس يدل على فساده؟ وإنما يدل على تأثيم من فعله فقط إذا كان أصل الفعل الذي تعلق النهي به واجبا أو جائزا)
وأوثق قولي من بداية المجتهد.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى

مثلا:
جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (1/ 164)
(ويكره أن يدخل في الصلاة وهو يدافع الأخبثين وإن شغله قطعها، وكذا الريح وإن مضى عليها أجزأه وقد أساء، وقوله - عليه الصلاة والسلام - «لا صلاة بحضرة طعام ولا صلاة وهو يدافع الأخبثين» محمول على الكراهة ونفي الفضيلة حتى لو ضاق الوقت بحيث لو اشتغل بالوضوء تفوته يصلي لأن الأداء مع الكراهة أولى من القضاء)

هنا الحديث فقط عن مدافعة الأخبثين ودليلهم هو نفس حديث الجائع
فهل يمكن أن أذكر كلامهم هذا في الجائع وأكتب التبيين في التوثيق
أم أنه خطأ؟

بارك الله فيكم .
الحديث يتكلم عن الصلاة بحضرة الطعام والمدافعة معا في شطريه ، والعلة واحدة ، وهي أن يصلي المصلي وهو يشغله أمر ما تتوق نفسه إليه ، فالذي وضع الطعام أمام إن ذهب وصلى ونفسه تتوق إلى الطعام وهو جائع ، أو حتى غير جائع ، لأن وضع الطعام أمامه مظنة الجوع غالبا لدى هذا الشخص ، وكذا عند مدافعة الأخبثين ، فإن صلى وهو يدافعه ذلك ، انشغل عن الصلاة بالأمر الذي يدور بخلده .
والحاصل : أن العلة واحدة ، وإذا اتحدت العلة في شيء كان الحكم واحدا ، إلا إذا دل دليل على غير ذلك ، والحديث بشطريه ، الأول ينص على الجائع ـ غالبا ، وربما يكون غير جائع ـ عند حضرة الطعام ، والثاني عند المدافعة . وعليه فلا مانع من الإحالة إلى ما أشرتم إليه ، وكذا إلى غيره ممن نحا نحوه في المراد ، والله أعلم .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 2 / 160 : قوله فابدؤوا بالعشاء حمل الجمهور هذا الأمر على الندب ثم اختلفوا فمنهم من قيده بمن كان محتاجا إلى الأكل وهو المشهور عند الشافعية وزاد الغزالي ما إذا خشي فساد المأكول ومنهم من لم يقيده وهو قول الثوري وأحمد وإسحاق وعليه يدل فعل بن عمر الآتي وأفرط بن حزم فقال تبطل الصلاة ومنهم من اختار البداءة بالصلاة إلا إن كان الطعام خفيفا نقله بن المنذر عن مالك وعند أصحابه تفصيل قالوا يبدأ بالصلاة إن لم يكن متعلق النفس بالأكل أو كان متعلقا به لكن لا يعجله عن صلاته فإن كان يعجله عن صلاته بدأ بالطعام واستحبت له الإعادة قوله عن عقيل في رواية الإسماعيلي حدثني عقيل وعنده أيضا عن بن شهاب أخبرني أنس ...ثم قال : ... فلو وضع عشاء غيره لم يدخل في ذلك ويحتمل أن يقال بالنظر إلى المعنى لو كان جائعا واشتغل خاطره بطعام غيره كان كذلك وسبيله أن ينتقل عن ذلك المكان أو يتناول مأكولا يزيل شغل باله ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ ويؤيد هذا الاحتمال عموم قوله في رواية مسلم من طريق أخرى عن عائشة لا صلاة بحضرة طعام الحديث وقول أبي الدرداء الماضي إقباله على حاجته .

وقال النووي رحمه الله : قال النووي : " في هذا دليل على أنه يأكل حاجته من الأكل بكماله هذا هو الصواب ، وأما ما تأوله بعضأصحابنا على أنه يأكل لقماً يكسر بها شدة الجوع فليس بصحيح وهذا الحديث صريح في إبطاله ".شرح النووي [ 5/46 ]
وكان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ وأنه ليسمع قراءة الإمام .أهـ
فائدة : قال ابن الجوزي : " ظن قوم أن هذا من باب تقديم حق العبد على حق الله ، وليس كذلك ، وإنما هو صيانة لحق الحق ، ليدخل الخلق في عبادته بقلوب مقبلة " . الفتح [ 1/190 ]

فالقاعدة : أن كل ما أشغل الإنسان عن حضور قلبه في الصلاة تعلقت به نفسه إن كان مطلوباً, أو قلقت منه إن كان مكروهاً فإنه يتخلص منه بقدر الإمكان .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى

جاء في بداية المجتهد ونهاية المقتصد (1/ 191)
(المسألة الخامسة اختلفوا في صلاة الحاقن: فأكثر العلماء يكرهون أن يصلي الرجل وهو حاقن، لما روي من حديث زيد بن أرقم قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة» ، ولما روي عن عائشة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان» يعني الغائط والبول، ولما ورد من النهي عن ذلك عن عمر أيضا، وذهب قوم إلى أن صلاته فاسدة، وأنه يعيد، وروى ابن القاسم عن مالك ما يدل على أن صلاة الحاقن فاسدة، وذلك أنه روي عنه «أنه أمره بالإعادة في الوقت وبعد الوقت» .
والسبب في اختلافهم: اختلافهم في النهي، هل يدل على فساد المنهي عنه أم ليس يدل على فساده؟ وإنما يدل على تأثيم من فعله فقط إذا كان أصل الفعل الذي تعلق النهي به واجبا أو جائزا، وقد تمسك القائلون بفساد صلاته بحديث رواه الشاميون، منهم من يجعله عن ثوبان، ومنهم من يجعله عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جدا» قال أبو عمر بن عبد البر: هو حديث ضعيف السند لا حجة فيه.

هل يصح أن أجعل سبب الخلاف في صحة صلاة الجائع:
(اختلفوا في صلاة الجائع: فأكثر العلماء يكرهون أن يصلي الرجل وهو جائع، ولما روي عن عائشة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان».
وذهب قوم إلى أن صلاته فاسدة، وأنه يعيد،
والسبب في اختلافهم: اختلافهم في النهي، هل يدل على فساد المنهي عنه أم ليس يدل على فساده؟ وإنما يدل على تأثيم من فعله فقط إذا كان أصل الفعل الذي تعلق النهي به واجبا أو جائزا)
وأوثق قولي من بداية المجتهد.

نعم ، أحسن الله إليكم ، يمكن ذلك ، لما قد ذكرناه من أن العلة واحدة ، فينسحب الحكم عليه ، لاجتماع العلة ، ويمكن أضافة غيره كفتح الباري على ما سبق بيانه والنقل منه آنفا .
أسأل الله لكم التوفيق .

صدقا سهلت علي كثير من الأمور

بارك الله فيكم.. وجزاكم كل خير

موفقون بإذن الله .