وسطية الإسلام .. < لا وسطية الانهزام !! > ..
دينُ الإسلام خيرُ دينٍ عرفته البشرية .. شرعــاً وعقلاً ، نظراً واستدلاً .. وسطيته : إتباعٌ وتسليم ، بلا زيادة أو نقصان ، من فعل مطلب الشرع كان وسطــاً معتدلاً ، ومن زاد على الشرع اجتهاداً ، أو فكــراً وتعبــداً .. كان منــحرفــاً عن الوسطية الممدوحة ..
ومن الوسطية الصادقة : تركُ الإفراط والتفريط في النظر إلى مطالب شريعة الإسلام ..
عليكَ بأوســــاطِ الأمورِ فإنَّها ... طريقٌ إلى نهجِ الصوابِ قويمُ
ولا تكُ فيها مُفْرِطاً أو مُفَـرَّطاً ... كلا طَــرَفي قصدِ الأمورِ ذميمُ
فمن الناس من سلك سبيل الغلو والإفراط في الاعتقاد والعمل ، فكــفَّـر وبدَّع وضلَّل .. أو زاد غلواً في عمل المطلب الشرعي ، دون فهم أوعي ؛ فكان منه الترك للعمل في غالب أمره !! ..
ومن الناس : من سلك سبيل التفريط ؛ فأخذ يتلاعب بدلائل النصوص للتخفيف من درجة الحكم الشرعي إتباعــاً للهوى والشهوات ، ووصولاً إلى ترك حقيقة مطالبها ..
ومن التفريط : تتبع الآراء الاجتهادية الضعيفة التي تخالف اجتهادات جمهور علماء المسلمين ، دون بحث استدلالي يـُـدَار على مطالب الشريعة ، ومقاصدها ، وعلم آلتها .. بضــابط فهم من هم أعــرف ، وأعلم بدلائل الألفاظ ، وموارد الخطاب ، ولسان الشرع ..
ولهـؤلاء المفرطة عناية عبثية : بتتبع رخص المذاهب المبعثرة في تضاعيف تلك الكتب ، هروبـاً من الالتزام بأفعال التكليف التي ثقلت على قلوب ضعاف التسليم للشرع الحكيم ..
ومن ذلك التفريط : ظهور اجتهادات معاصرة ، عمدتها حيلة المرونة في النصوص ؛ فمكنوا لأهل العلمنة واللبرالية من محاربة الشريعة حكمـاً وفعلاً في واقع المسلمين ، وجــرَّؤا العباد على معصية خالقهم ، مع ما هم فيه من تساهل وبعد عن الشرع !! .. وأوجدوا جيلاً منهزمــاً محاكيــاً لعدوهم في العبث لا في القوة ، باسم الوسطية وصفـاً ، لا حكمـاً وحقيقة ..
وهذه الوسطية : وسطيةٌ كاذبةٌ خاطئة .. والوسطية الحق : عِـلْـمٌ وعملٌ ، تسليم واتباع ، عزة وشموخٌ وافتخار .. من سار عليها مُتبعــاً لكتاب ربه عز وجل ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ كان من الناجين في الدنيا والآخرة ، ومن خالفها فقد خالف الشرع المبين ؛ فكان جزاؤه ذِلَّـة وعبودية لا نجاة منها إلا بعودة صادقة إلى منهج الإســــلام الذي أعـزَّ الله تعالى به المسلمين ، يوم كانوا متمسكين بذاك الدين ..
فلمَّـا ضعف الولاء والتسليم : أصبحوا وأمسوا من أمم التخلف والضياع والوراء .. والله المستعان ..
حسن الحملي ..