03-05-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وإذا اعتبرنا المقياس السابق غير متوافق مع تاريخ هذه الأمة الناصع في باب حرية التعبير وإبداء الرأي, فإن المصيبة تعظم حين نعلم أن المنظمة صنفت 15 دولة عربية كـ”دول غير حرة”، بحسب تقريرها، وهي على الترتيب: ليبيا (134)، المغرب (147)، قطر (152)، مصر (155)، الأردن (155)، العراق (157)، عمان (161)، جيبوتي (164)، الإمارات (167)، اليمن (167)، السودان (176)، الصومال (179)، السعودية (181)، البحرين (188)، سوريا (189).


بينما كانت حرية التعبير وإبداء الرأي في الدولة الإسلامية حقا من أهم وأقدس حقوق المسلم, تكفله النصوص الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولزوم تطبيقها واجب عقائدي ديني ودنيوي, وسجل تطبيقها حافل بالأمثلة والنماذج المبهرة بدءا من عهد النبوة والخلافة الراشدة, مرورا بالدولة الأموية والعباسية, وانتهاء بالخلافة العثمانية الإسلامية.
أضحت السلطة الرابعة اليوم حبرا على ورق في كثير من قوانين ودساتير الدول العربية والإسلامية, تدون حروفها وكلماتها للدلالة الشكلية على مراعاة حكوماتها لحرية هذا الحق, بينما الملاحقة والتضييق سياسة حكومية ممنهجة ضد أصحاب هذه المهنة, ومحاصرة الكلمة وخنقها ديدن السلطة التنفيذية في معظم الدول العربية.
وإذا كانت هذه الآفة قد عمت العالم بأسره بناء على قول منظمة (فريدوم هاوس) الدولية غير الحكومية: إن حرية الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوياتها في 2013، فإن نصيب الدول العربية والإسلامية من هذا التدني كان الأوفر حظا والأشد ملاحظة حسب تصنيف المنظمة لـ 197 دولة حول العالم ما بين “حرة” و”حرة جزئيا” و”غير حرة”.
ووفق تقرير للمنظمة - التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها - صدر الخميس، تصدرت موريتانيا الدول العربية في حرية الصحافة، بحلولها في الترتيب الـ95 وضمن الدول “الحرة جزئيا”، تلتها أربع دول وقعت أيضا في تصنيف الدول “الحرة جزئيا”، وهي على الترتيب: تونس (112) ولبنان (112) والجزائر (127) والكويت (127).
الأمر الذي يشير إلى مدى الانتكاسة التي أصابت حرية الصحافة – التعبير عن الرأي - في الدول العربية بعد انهيار الخلافة الإسلامية وتسلل العلمانية وأشباهها إلى نظام الحكم فيها, فلا وجود لأي دولة عربية في خانة "حرة" نهائيا, بينما خمس دول فقط صنفت في خانة "حرة جزئيا", والأولى من هذه الخمس في المرتبة "95" عالميا!!
وإذا اعتبرنا المقياس السابق غير متوافق مع تاريخ هذه الأمة الناصع في باب حرية التعبير وإبداء الرأي, فإن المصيبة تعظم حين نعلم أن المنظمة صنفت 15 دولة عربية كـ”دول غير حرة”، بحسب تقريرها، وهي على الترتيب: ليبيا (134)، المغرب (147)، قطر (152)، مصر (155)، الأردن (155)، العراق (157)، عمان (161)، جيبوتي (164)، الإمارات (167)، اليمن (167)، السودان (176)، الصومال (179)، السعودية (181)، البحرين (188)، سوريا (189).
وفي المقابل نجد أن معظم الدول التي تتمتع "بحرية الصحافة" هي دول غربية أوربية, فقد حلت هولندا والنروج والسويد في المرتبة الأولى بالنسبة لحرية الإعلام.
وأظهر تقرير فريدوم هاوس، التي تجري تحقيقات سنوية منذ العام 1980 في هذا المجال، أن 14% من السكان في العالم فقط يصلون الى صحافة “حرة”، أي شخص واحد من أصل سبعة, ولفت التقرير إلى إن 44% من سكان العالم يعيشون في مناطق لا تتمتع فيها الصحافة بـ”الحرية” و42% في مناطق تعاني فيها وسائل الإعلام “حرية جزئية”.
وبناء على هذه الأرقام يتساءل المسلمون في العالم: لماذا تنتكس هذه الحرية في بلادنا على الرغم من أن ديننا يأمر بها ويكفل للفرد ممارستها والتمتع بها؟؟ إضافة لتاريخه العريق في هذا المجال؟؟ بينما تتصدر الدول غير الإسلامية قائمة الملتزمين بضمان حرية هذا الحق لشعوبها لمجرد أنها مدونة بدستورها وقوانينها؟؟