أكثر ما يخافه المؤطَّرون فكريا ، أن ينكسر هذا الإطار ، أن ينطلق التفكير حرا طليقا خارجا عنه !
ولذلك يقيمون المحاضرات والدروس عن المنهج ( يعني الإطار ) ، يقيمون الملتقيات للتحذير من الخروج عن المنهج ، وللحديث عن أسبابه ؛ ليخوفوا الأتباع من حرية الفكر ، لكي يدعموا سياجهم على التفكير !
لكنهم لا يعلمون أن الزمان ليس زمان الأطر والأسوجة ، كما كان سابقا ، ليس الزمان زمان التخويف من اكتشاف الحقيقة ، وإنما هو زمان تأسيس القدرة على معرفتها بدليلها ، ليتركوا العقل هو من يستدل عليها بنفسه ، دون حاجة لغيره يفكر عنه .. بالنيابة !!
ستبقى عقول جامدة ( ولا شك ) ، ستبقى عقول مقلدة تعودت الراحة ، لكنها لن تكون بكثرتها السابقة !!
لقد اندهشت بعقول منفتحة ، في أكثر المجتمعات انغلاقا !! ويبدو أن اندهاشي سيزداد ، فالعالم مفتوح بمعنى الكلمة !!

د/حاتم العوني.