بعض أخطاء التعصب والتقليد الأعمى :
- تحتاج لذعة نار كي تشفى منها : والكي آخر الطب ، لكنه قد يكون أنجع الطب .
- تحتاج صفعة إيقاظ من إغماءة خطيرة ، هي إغماءة الفكر . ومع قسوة الصفعة ، لكن تركك في إغماءتك أقسى عليك وأخطر .
- تحتاج صعقة كهربائية كي يعود نبض القلب للحياة ، نبض حياة الحرية الفكرية . ولا يتردد أشفق الناس بك من تعريضك لتلك الصعقة ، في سبيل عودتك إلى الحياة !
وهذا ما مارسه سيدي إبراهيم الخليل (عليه السلام) تأمل قوله لقومه { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْئَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ • فَرَجَعُواْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُواْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ • ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلآءِ يَنطِقُونَ • قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ • أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } .
ما أقسى عبارة { أُفٍّ لَّكُمْ } !! وما أقسى عبارة { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } !! وما أرحمها !!
نعم .. ما أشد هذا الأسلوب على ما عرفناه من شفقة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) وعظيم رحمتهم بالمدعويين !! ولكن ما أعظم رحمتها أيضًا !! فبغيرها ما كان لهؤلاء القوم أن يستيقظوا من أسر التفكير النمطي الذي عاشوا عليه . ما كان يكفيهم للاستيقاظ أن يقولوا بخجل { لقد عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلآءِ يَنطِقُونَ } ، كانوا سيمررون هذه الإيقاظة بهدوء النائم ، كانوا سوف يتظاهرون بأنه خطأ يسير لا يستوجب الوقوف عنده !! لكي يعودوا إلى غطيط نومهم من جديد !! ولذلك فقد كانوا في حاجة إلى صفعة لكي يعودوا إلى الحياة , فكانت الصفعة هي : { أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } !!