المرأة العربية في الشعرالجاهلي عند الشعراء الفرسانبقلم- فالح الحجية2 \ 7المرأة في الشعر الجاهليكانت المرأة في العصر الجاهلي ذات مقام جيد ومهم ومكانتها عالية تزاول الكثير من شؤون الحياة مع الرجل فـــــــــي التجارة مثــلا وكان لاكثرهن حق الاختيار في الزواج والطلاق لكنهن كن لا يورثن مع الرجال وكن يسبين فــــــي الحرب ولا يحضرن مجالس الشورى والمؤتمرات التي كانت تعقد ايام الجاهلية وكان يقع عليهن زواج الشغــار والتزويج بالجبر والاكراه احيانا .وهذا الزواج لازالت بقاياه موجودة في مجتمعاتنا غيرالمتحضرة لحـــــــــــــ د الان عند وقوع ( الدم ) بين عشيرتي وهومايسمى بزواج الفصل فتعطى البنت ( فصلية ) بدلا من المال دية لاصلاح النزاع بين الطرفين او معه و لتقترب بين القبيلتين المتخاصمتين او وقع بينهم الدم وكذلك زواج (الكصة بالكصة) وكذلك كثرة الضرائـــــر حسب ارادة الزوج ومكانته الاجتماعية والمالية الا انها بقيت ذات المكانة العالية فكانت منهن من ملكت رقاب الرجال واطيعت مثل بلقيس في اليمن وقصتها مشهورة مع نبي الله لسليمان بن داود حيث وردت في القران الكريم :( وتفقد الطير فقال مالي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين * لأ عذبه عذابا شديدا او لأذبحنه او ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ من نبأ يقين * اني وجدت امراة تملكهم واوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها بسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون * الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا اله الا هو رب العرش العظيم * ) الى نهاية القصة الايات 20\ 44والزباء ملكة تدمر وامرها المسموع في شعبها ومنهن الشاعرة كالخنساء والشاعرة ليلى التغلبية وكان الجاهليون يحترمون المراءة في الاغلب احترام القوي للضعيف ويحدبون عليها حدب الشفيق على العزيز ويجدون فيها العون على شـــــؤون الحياة ويعتدّون بمخاطبتها في اشعارهم حتى ان بعضهم قد استهل قصيدته بها والتغزل فيها في مطالع هذه القصائد ومنهـــم فحول الشعراء من اصحاب المعلقات . والشعر الغزلي اوما يسمى بالنسيب هو ان ينسب الشعر بالمراءة التي احب ويذكر محاسنها جهارا ويشير الى هواه لها وهواها له ويذكر ما يعتريه ازاءها من شوق ووجد والتياع ووله وما يكمن في قلبه من حب وهيام وغرام لها ومما يذكر ان النسيب على وزن فعيل اى وزن من اوزان الاصوات وهذا يدلل انه كان يوءدى بطريقة انشادية غنائيـــــــة تمثل الشوق والحنين والشكوى وهو حثهم للغزل والتشبيب فالغزل في الاصل حديث الفتيان والفتيات فهو شعر الشبـــــــــــ ـاب . والتشبيب وصف حالة الحب في ايام الشباب فالشاعر يدور بشعره حول الذكرى فتعاوده الاشواق والاحزان وصوغ طربــــــه شعرا من ذلك قول الشاعرالمنخل اليشكرى : ولقد دخلت على الفتاة في الخدر في اليوم المطيرالكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحريــــرفدفعت ها فتدافعت مشــــــي القطاة الى الغديـــــــــر ولثمتها فتنفســــــــــ ــــت كتنفس الظبي البهيــــرورنت وقالت يا منخـّـــــــل ما بجسمك من فتــوروللعرب غزل مصنوع نشأ من الغزل المطبوع اتخذه الشعراء في اوائل قصائدهم وهوضرب من مصطنــــــــع التصابي والتشاجي او الاستهتار في بعض الاحيان بمودة المرأة واصله مبني على الشوق والتذكر لمعـــاهد الا حبة واثار الديار العافية والمندرسة وشخوص الاطلال الباعثة على الحسرة والتوجع وهذا ما تعهده اصحاب المعلقات من فحول الشعراء كأمرئ القيس في قصيدته التي استهلها قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحوملاو ما انشده طرفة بن العبد :- لخولة اطلال ببرقة ثمهد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليداو معلقة زهير بن ابي سلمى ومطلعها:-امن ام اوفى دمنة لم تكلّم بحومانة الدراج فالمتثلماو معلقة الشاعر الاعشى:- ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجلاو معلقة النايغة الذبياني:-يا دار مية بالعلياء فالسند اقوت وطال عليها سالف الامدوغير هذه القصائد كثير واذكر ان سقط اللوى والدخول وحومل وحومانة الدراج والمتثلم والعلياء والسنـــــــد أماكن كانــــت معروفة في الجزيرة العر بية في حينها.إلا ان المرأة العربية ابتليت ببلاء ما بعده بلاء الا وهو الوأد اذ كان بعض العرب يدفون بناتهم الاتي اتين الى الدنيا حديثا اوحديثات الولادة عند ولادتهن خوف العار حيث كانت المراءة تسبى اثناء الحروب وتعد من المغانم الحربية ومتاعها والغالب يسبي نساء المغلوب ويفعل بهن ما يشاء مثلها مثل أي قطعة من المتاع لذا وخوفا من العار كانوا يدفون البنات احياء ا للتخلص من عارهن اذا اخذ ن سبايا في الحروب وقد ذكر القران الكريم ذلك بعد مجئ الاسلام وحرّمه :(( واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيــــــم يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به ايمسكه على هون ام يدسّه في التراب الا ساء مايحكمون )) سورة النحل أيـــــــة\ 70 وكذلك قوله تعالى في سورة التكوير:(( واذا الموؤدة سوئلت باي ذنب قتلت )) وقالوا ان من اسبابه الغيرة على المرأ ة ومخافة العار اذا سبيت وقيل ان بني تميم قد منعوا النعمان بن المنذر الاتاوة فحاربهم وانتصر عليهـــم واستاق نعمهم وسبى نسائهم وفي ذلك قول الشاعر الجاهلي ابي المشرج اليشكري :- لما رأوا راية النعمان مقبلة قالوا ياليت دارنا عــــــــدنيالي ت ام تميم لم تكن عرفت مرا وكانت كمن اودى به الزمنوكان منهم من يئد البنات من كانت زرقاء شيماء بها علا مة او قبيحة او برشاء او كسيحة ومنهم كان يئد خشية الانفاق و الفقر وقد نزل فيهم قوله تعالى :(( ولا تقتلو اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا )) سورة الاسراء اية \30 وا لقسم الا خر كان يكره البنات ومما لاشك فيه ان القبائل وأدت بناتها لأنها دون البنين محبة و لأنهن لا يسهمن في كسب العيش ولا في الدفاع عن القبيلة وقيل هجر الشاعر ابو حمزة الضبي امرأته لأنها ولدت بنتا وفي احد الايام مـــــــــر بخبائها وهي تراقص ابنتها تقول :- ما لأبي حمزة لا يأتينـا يظل في البيت الذي يليناغضبان ان لا نلد البنينا تالله ما ذلك في ايدينـــــــاوا نما نأخذ ما اعطينـــا ونحن كالارض لزارعيناننبت ما زرعوه فيــــناعلى ان حالة الوأد لم تكن عامة فالكثرة لم تئد بدليل حب الشعراء بل والرجال عامة للمرأة وفخارهم بها يقول ابو الفرج بن معن بن اوس الشاعر الفارس المشهور : رأيت ناسا يكرهون بناتهم وفيهن لانكذب نساء صوالحوفيهن والايام تعثر بالفتى نوادب لا يمللنه ونوائـــــــحام ا عنترة العبسي فيقول :-ايا عبل ما كنت لولا هواك قليل الصديق كثير الاعــــــاديوح قك لا زال ظهر الجواد مقبلي وسيفي ودرعي وسادياما السبي فحالة اخرى لازمت المرأة وكان العرب يكرمون المراة المسبية ويخلطونها مع نسائهم احيانا وحسب مكانة المـــرأة المسبية في قومها وقوتها وربما يتزوجونها وهو الاغلب فتكون اماً لأبنائهم وكثير من سادات العرب اولاد سبايا مثل دريد بن الصمة فامه (ريحانة بنت معد يكرب ) اسرها (الصمة بن عبد الله ) ثم تزوجها فانجبت دريدا واخوته يقول عمرو بن معد يكرب في ذلك :- أمن ريحانة الراعي السميـــع يؤرقني واصحابي هجــــــوعسباها الصمة الجشمي غصبا كأن بياض غرتها صديـــــــعوحال ت دونها فرسان قيــــس تكشف عن سواعدها الدروعاذا لم تستطع شياءً فدعـــــــــه وجا وزه الى ما تستطيـــــــعان المرأة العربية في اغلب الاحيان اكثر من الرجل عاطفة واسرع انفعالا لذا كانت تثير الحمية والآثار في قومها من ذلك قول تماضر بنت الشريد الشاعرة المشهورة بالخنساء تحرّض قومها على الأخذ بالثار : لا نوم حتى تعود الخيل عابسة ينبذن طرحا بمهرات وامهـــاراو تحفزوا حفزة والموت مكتنع عند البيوت حصينا وابن سيــارفتغسلوا عنكم عارا تجللكـــــــم غسل العوارك حيضا بعد اطهــاراقول اذا كان الاسد اشجع الوحوش فان الفرسان العرب فاقت فروسيتهم الاسود شجاعة يقول الشعر عوف بن عطية بن الخرع في ذلك – الم تر اننا نردى حروب نسيل كأننا دفاع بحرونلبس للعدو جلود اسد اذا تلقاهم وجلود نمرالا ان هناك حالة اشرها الشعراء الفرسان في قصيدهم على المرأة العربية ولا اريد ان يخلو بحثي دون الاشارة اليها وهي حالة البخل التي كثر ترددها في المرأة في الشعر الجاهلي وعلى السنة فحول الشعراء وفيه فيض من الشكاية من النســــاء المانعات رجالهن الكرم واللائماتهم على الاسراف و من ذلك قول الشاعر حاتم الطائي لزوجته :- وقائلة اهلكت بالجود مالنـــا ونفسك حتى صبر نفسك جودهافقلت دعيني انما تلك عادتي لكل كريم عادة يستعيدهــــــــ ــــاوقال الاخر هو حطائط بن يعفر النهشلي لزوجته :-تقول ابنة الحباب رهم حريتنا حطائط لم تترك لنفسك مقعدااذا ما افدنا صرمة بعد هجمــة تكون عليها كابن امك اسودافقلت –ولم اعية الجوا-تبينــي اكان الهزال حتف زيد واربدااريني جوادا مات هزلا لعلني ارى ما لاترين اوبخيلا مخلدايتبعامير البيـــــــــــ ـــــــــــــان العربيد . فالح نصيف الحجية الكيلانيالعراق- ديالى - بلدروز****************** *****