طائرات الموت الأسود ..

خفافيش الظلام لا انتصار لها في دنيا النور والظهور .. وإنما كان فسادها في الخفاء .. لغتُـها في الحياة : تحلق في سماء الغدر والخيانة والاغتيال ، ومن حمق حامية العدل السلام ، وما أكثر حمقها : تظن لسان الموت هو أفضل خطيب يـُجهز على كل مخالف لها .. فراحت تغدر وتقتل براءة الطفولة ، ونساء الزوايا العاجزة ، وشيوخ الضعف والكبر .. وتفسد سلام الناس وحياتهم الجميلة ..

تلك هي< طائرات الموت الأسود > تفعل الإجرام بغطرسة الظالمين ، وأنَّـى لظالمٍ أن يُـوجد عدالة في الأرض ، وسلاماً وخيراً لبني الإنسان ؟! فتاريخ القلوب الحاقدة على نور الفضيلة ، قديمه وجديده : خيانة وغدر ، وسفك لدماء الأبرياء .. وهل يرجى من ظالم حاقد رحمة وأمنة وحياة سعيدة ؟! ..

فكان أفضل الدواء في صد العبث المتكرر : اجتماع أهل الـتأثير من العلماء والساسة الصادقين .. وإقامة الوسائل المانعة من شرع محكم ، ومطالب مقننة في الداخل والخارج تُدار على حكمة الاتزان العاقل ، مع بيان حقيقة الظلم استنكاراً وإعلاماً ، وكتابة ، وخطابة .. حتى يصل صوت الحقيقة إلى كل ضمير ينبض باحترام حق المخلوق الإنسان في العيش الكريم ..

والشرع والقانون العادل في جميع بقاع الأرض يمنع من فعل ذلك الظلم المكشوف المحارب لدين الناس وأمنها وبلادها ..

ألَا فـَـلْــتُـفَعّ َل تلك المطالب واقعاً حقيقياً ، ولا يقف الناس عن مطالبهم حتى يتوقف ذلك العبث من الفاسدين .. وتذكروا : < أن من سلم اليوم منهم قد لا يسلم في غده ومستقبله ، فمن خَرِبَ هناك أمسُه ، صار العدى لك أنت أيها الساكتُ أعدى من الجربِ !! > ..

وأقول للوطن السعيد في زمن بلوائه ، وحزنه وآلامه .. :

وأنتَ يا وطني الــــباكي لِضَيْــــعَـتِ ه ... بينَ الدسائسِ بعدَ الجهلِ والكاسِ
صبراً فكلّ بلاءٍ ســـــــوفَ يـَعـــــقبُه ... تكـافــــؤٌ بينَ إســـــــعادٍ وإنعاسِ
هيهاتَ يُـطفي دخانُ الظلمِ شُعلـتَـه ... هيهاتَ هيهاتَ فالدنيا بقـسطاسِ

حسن الحملي ..