تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟
    فتوى رقم: 43270
    منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب

    السؤال: هل يجوز أن يقول المسلم أن بعض الكفار أحسن خلقاً من بعض المسلمين ؟.

    الجواب:
    الحمد لله
    إذا قال إن أخلاق الكفار أفضل من أخلاق المسلمين – بهذا الإطلاق - فهذا محرم لا شك في ذلك ، بل يستتاب صاحبه، لأن رأس الأخلاق وأهمها الخلق مع الله تعالى، والأدب معه وترك عبادة ما سواه ، وهذا متحقق في المسلمين دون الكافرين، كما أن فيه تعميما على كل المسلمين ، ولا بد أن يكون منهم من هو قائم بأخلاق الإسلام ، وبشرع الله تعالى.

    وإن فضل بعض أخلاق الكفار على أخلاق بعض المسلمين ، فهذا من الخطأ ، إذ يكفي الكفار سوء خلق ما فعلوه مع ربهم جل وعلا وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، فقد سبوا الله تعالى ، وادعوا له الولد ، وقدحوا في أنبيائه وكذبوهم ، فأي خلق يفيدهم مع الناس إذا كانت أخلاقهم مع ربهم جل وعلا من أسوأ الأخلاق.

    ثم كيف نرى أخلاق عشرة أو مائة من الكفار، ونحكم عليهم بأن أخلاقهم جيدة ، ونسينا أخلاق أكثرهم من اليهود والنصارى ، فكم غدروا بالمسلمين ، وكم أفسدوا ديارهم ، وكم فتنوهم عن دينهم ، وكم أضاعوا من ثرواتهم ، وكم مكروا وتربصوا وتجبروا وطغوا ....

    إن خلق بعضهم الجيد لا يساوي شيئا أمام خلق أكثرهم القبيح ، فضلا على أن خلقهم هذا لا يقصدون منه نفس الخلق ، وإنما يقصدون منه نفع أنفسهم ، واستقامة أمورهم الدنيوية ، وتحصيل مصالحهم ، في أغلب أحوالهم .

    وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن سائل يعقد مقارنة أو موازنة بين العمال من المسلمين وغير المسلمين فيقول : "إن غير المسلمين هم من أهل الأمانة ، وأستطيع أن أثق فيهم ، وطلباتهم قليلة ، وأعمالهم ناجحة ، أما أولئك فهم على العكس تماما ، فما رأيكم سماحة الشيخ ؟

    فأجاب : " هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة ، هؤلاء يدَّعون الإسلام ، أما المسلمون في الحقيقة فهم أولى وأحق وهم أكثر أمانة وأكثر صدقا من الكفار ، وهذا الذي قلته غلط لا ينبغي أن تقوله ، والكفار إذا صدقوا عندكم وأدوا الأمانة حتى يدركوا مصلحتهم معكم ، وحتى يأخذوا الأموال عن إخواننا المسلمين ، فهذه لمصلحتهم ؛ فهم ما أظهروا هذا لمصلحتكم ولكن لمصلحتهم هم ، حتى يأخذوا الأموال وحتى ترغبوا فيهم .

    فالواجب عليكم ألا تستقدموا إلا الطيبين من المسلمين ؛ وإذا رأيتم مسلمين غير مستقيمين فانصحوهم ووجهوهم فإن استقاموا وإلا فردُّوهم إلى بلادهم واستقدموا غيرهم ، وطالبوا الوكيل الذي يختار لكم أن يختار الناس الطيبين المعروفين بالأمانة ، المعروفين بالصلاة، المعروفين بالاستقامة؛ لا يستقدم من هبّ ودبّ .

    وهذا لا شك أنه من خداع الشيطان، أن يقول لكم : إن هؤلاء الكفار أحسن من المسلمين ، أو أكثر أمانة ، أو كذا أو كذا ؛ كله لما يعلمه عدو الله وجنوده من الشر العظيم في استقدام الكفرة واستخدامهم بدل المسلمين ؛ فلهذا يرُغِّب فيهم ويزين لكم استقدامهم حتى تدعوا المسلمين ، وحتى تستقدموا أعداء الله ، إيثارا للدنيا على الآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    وقد بلغني عن بعضهم أنه يقول : إن المسلمين يصلون ويعطلون الأعمال بالصلاة ، والكفار لا يصلون حتى يأتوا بأعمال أكثر ، وهذا أيضا من جنس ما قبله ، ومن البلاء العظيم ؛ أن يعيب المسلمين بالصلاة ويستقدم الكفار لأنهم لا يصلون ، فأين الإيمان ؟ وأين التقوى ؟ وأين خوف الله ؟ أن تعيب إخوانك المسلمين بالصلاة ! نسأل الله السلامة والعافية"
    -فتاوى نور على الدرب-.

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن وصف الكفار بالصدق والأمانة وحسن العمل ؟

    فأجاب بقوله : "هذه الأخلاق إن صحت مع أن فيهم الكذب والغدر والخيانة والسطو أكثر مما يوجد في بعض البلاد الإسلامية وهذا معلوم ، لكن إذا صحت هذه فإنها أخلاق يدعو إليها الإسلام ، والمسلمون أولى أن يقوموا بها ليكسبوا بذلك حسن الأخلاق مع الأجر والثواب . أما الكفار فإنهم لا يقصدون بها إلا أمرا ماديا فيصدقون في المعاملة لجلب الناس إليهم .

    لكن المسلم إذا تخلق بمثل هذه الأمور فهو يريد بالإضافة إلى الأمر المادي أمرا شرعيا وهو تحقيق الإيمان والثواب من الله - عز وجل - وهذا هو الفارق بين المسلم والكافر .

    أما ما زعم من الصدق في دول الكفر شرقية كانت أم غربية فهذا إن صح فإنما هو نزر قليل من الخير في جانب كثير من الشر ولو لم يكن من ذلك إلا أنهم أنكروا حق من حقه أعظم الحقوق وهو الله - عز وجل – { إن الشرك لظلم عظيم } . فهؤلاء مهما عملوا من الخير فإنه نزر قليل مغمور في جانب سيئاتهم ، وكفرهم ، وظلمهم فلا خير فيهم"
    -مجموع الفتاوى 3-.

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة لأنه يلزم منه مفاسد أو يفضي إليها ، وسئل أحمد في رواية أبي طالب في مثل الخراج فقال : لا يستعان بهم في شيء" -الفتاوى الكبرى 5/539-.

    وجاء في فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب مالك : " وتفضيل الكافر على المسلم إن كان من حيث الدين فهو ردة وإلا فلا " 2/348.

    وراجع السؤال رقم :
    ( 13350 ) - الكفار إذا كانت أخلاقهم حميدة هل يدخلون الجنة ؟ وكذلك أطفال الكفار هل يدخلون أيضا ؟
    http://islamqa.info/ar/13350
    *****
    نحبكم في الله
    والله من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل
    والحمد لله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

    بارك الله فيك على هذه النقولات .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

    ما بال هذا التكفير .
    الذي يقول أخلاق الكفار أفضل من أخلاق المسلمين، لا يقصد أن ذلك فيما بين العبد وربه من عبادة إطلاقا، وإنما يقصد بذلك المعاملات بين الناس فيما بينهم.
    وفي الحقيقة مثلا بريطانيا هم في باب العدالة والصدق وإعطاء الحقوق واحترام القوانين التنظيمية وباب النظافة واحترام الإنسان في بلدهم، وهكذا تعاملات الناس فيما بينهم إنما تعتمد على أخلاق فاضلة وأنا ممن يذهب إلى تلك البلاد وهم في ذلك أفضل بكثير من المسلمين الآن ، بل إن كثيرا من أخلاقهم هي من أخلاق أهل الإسلام الدين الصافي النقي الذي لم يلتزم به الكثير من أهله والله المستعان .
    هذه هي الحقيقة المرة، فهل يقال بأن من نطق بها كفر ؟؟؟؟
    قال تعالى : [ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

    الأخ زيانى لا فض فوك
    والله لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا لقطعتها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يدى
    أو أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً أحرقتـهُ بالنَّـار لـم أتــــردّدِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: حكم القول بأن أخلاق الكفّار أفضل من أخلاق المسلمين ؟

    لتميم الفائدة :
    خرج مسلم في الصحيح (2898) عن موسى بن علي عن أبيه قال: قال المستورد القرشي، عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ".
    فهذا عبد الله صاحب رسول الله، قال ذلك يوم أن كان المسلمون أفضل من الروم في كل الأمور والأخلاق، فكيف الحال باليوم وقد انهارت أخلاق المسلمين، وصارت القيم الإسلامية مجرد أمور نقرأها من السنة وعن السلف، ونعرفها فقط، ولا يوجد لها تطبيق في الواقع إلا ما رحم ربي .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •