الموضوع: هل هذا الحديث يدل على الاستحباب أو الجواز ؟ أي الغسل بعد المعركة والحرب للمجاهد .

هل هذا الحديث يدل على الاستحباب أو الجواز ؟ أي الغسل بعد المعركة والحرب للمجاهد .

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :

بَابُ الغَسْلِ بَعْدَ الحَرْبِ وَالغُبَارِ

2813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلاَحَ، وَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الغُبَارُ، فَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلاَحَ فَوَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيْنَ» قَالَ، هَا هُنَا، وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، قَالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

__________
[تعليق الدكتور مصطفى ديب البغا]
2658 (3/1035) -[ ش (عصب رأسه الغبار) ركبه وعلق به كالعصابة. (فأين) أي فأين أخرج. (أومأ) أشار]


نعم ترجم بهذا دفعا لتوهم كراهية غسل الغبار ، ومسحه لكونه من جملة آثار الجهاد ، لكن السؤال المطروح : هل يستحب للمجاهد أن يغتسل بعد المعركة ؟ وهل يدخل ذلك من باب السنة ؟

جمع الروايات والزيادات التي وردت في الصحيح من خلال مختصر صحيح البخاري للشيخ الألباني :

18 - باب الغُسْلِ بعدَ الحَرْبِ والغُبارِ

1248 - عن عائشةَ رضيَ الله عنها أنً رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لمًا رَجَعَ يومَ الخَنْدَقِ،
ووضَعَ السلاحَ، واغْتَسَلَ؛ فأتاهُ جبريلُ وقد عَصَبَ رأسَهُ الغُبارُ، فقالَ: وضعْتَ السلاحَ؛ فوالله ما وضعْتُهُ (وفي روايةٍ: ما وضعناه، فاخْرُجْ إليهم 5/ 49)، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فأينَ؟ "، قالَ: ها هُنا، وأومَا إلى بني قُريظةَ، قالتْ: فخَرَجَ إليهِم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

منقول من الدكتور منصور الشرايري

مجرد الفعل لا يدل على الوجوب عند الأصوليين.
ويدل على الاستحباب إن كان الفعل تعبديا محضا.
وإذا كان معللا بعلة ظاهرة فيتعلق الاستحباب بوجودها.
وإن كان فعلا جبليا من حيث كون رسول الله بشرا فيدل على الجواز.
والظاهر في الحديث أنه معلل بالغبار ونحوه فالظاهرالاستحبا ب في مثل هذه الحال والله أعلم.

وفقكم الله

منقول من Mustafa Mohamed Shahwan

" عصب راسه الغبار" من هو الذي عصب راسه الغبار؟ جزاكم الله خيرا


منقول من الدكتور منصور الشرايري

النبي صلى الله عليه وسلم.
أتاه جبريل حال كون الغبار عالقا برأس النبي.
عصبه الغبار أحاط برأسه كالعصابة.


منقول من الدكتور منصور الشرايري

ولعل هذه الرواية أوضح
4122- حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حبان ابن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل- عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته، اخرج إليهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأين)). فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد، قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم. قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها، واجعل موتتي فيها. فانفجرت من لبته، فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات منها رضي الله

إلى فضيلة الدكتور / منصور ،،،،،،،،،،، الضمير يعود إلى جبريل عليه السلام وليس إلى النبي عليه الصلاة والسلام .

قال الإمام العيني رحمه الله في عمدة القاري شرح صحيح البخاري :

18 -( باب الغسل بعد الحرب والغبار )
أي هذا باب في بيان ما جاء من غسل النبي بعد الفراغ من الحرب وبيان كون الغبار على رأس جبريل عليه الصلاة والسلام في تلك الحرب لأنه لما فرغ يوم الخندق من الحرب اغتسل وأتاه جبريل وعلى رأسه الغبار وأشار إليه أن يذهب إلى بني قريظة كما يجيء الآن بيانه في حديث الباب والترجمة المذكورة مشتملة على شيئين على الغسل وعلى الغبار فلا يتضح معناها إلا بما ذكرنا وبذلك يحصل التطابق أيضا بينها وبين حديث الباب .

في المسند .....: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِنَّ عَلَى ثَنَايَاهُ لَنَقْعُ الْغُبَارِ ...... الحديث .

منقول من عمر الزهيري

جزاكم الله خيراً

كيف يكون الغبار قد عصب رأس النبي وقد اغتسل؟! هذا مستبعد جداً ولا يتناسب مع حال من اغتسل!

وعليه لهذه القرينة فالذي عصب رأسه الغبار هو جبريل عليه السلام كما رجح الإمام بدر الدين العيني

والظاهر أن العلة من الحكم هي الحرب والغبار فالغسل سنة بعد الحرب وبعد الغبار لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك .

وهو ظاهر تبويب البخاري .

عود على بدء :

من باب الأمانة العلمية صاحب كتاب إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري قال بجواز ذلك أي الغسل بعد المعركة والحرب للمجاهد ، ولم يقل بالاستحباب كما في كتابه : (باب) جواز (الغسل بعد الحرب والغبار ).

منقول من كريم مجيدي

حكمه الجواز والفعل ليس من باب دفع توهم إبقاء أثار الطاعة الممدوحة كالغبار في الجهاد لأنها علّة مدفوعة عقلا ولا يمكن إبقاء الغبار كونه أثرا لعمل صالح على الدوام إلا إن كان المقصود دفع وهم استحباب الإبطاء بأثر الطاعة وهذه العلّة أشار إليها بن بطال.
و فعل النبي صلى الله عليه وسلّم هنا صورته جبلّية لكون العادة نفض الغبار وغسله بعد المعركة أو التعرض إليه مطلقا كما أنّه أمر لم يرد عن النبي ضلى الله عليه وسلم في بقية الغزوات إمّا لكونه أمرا عاديا أو لكونه لم يحدث ففي حديث عاشة رضوان الله عليها المختلف في صحته أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يغتسل من أربع : من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غسل الميت، ولم يُذكر الغسل بعد الغزو.
إضافة إلى كونه أمرا ممّا تعم به البلوى فوجب التنبيه عليه من باب الترغيب وهذا مالم يحصل.
تبقى مسألة وهي: حكم الإغتسال من الغبار والعرق مطلقا؟ فإنها ارتقت بغسل الجمعة من الاستحباب إلى الوجوب عند طائفة من الفقهاء.

منقول من أبي خزيمة الفضلي

الضمير :يعود إلى أقرب مذكور في الروايات وهوجبريل عليه السلام,وأغلب شراح الحديث
يبينون أن الذي عصب رأسه من الغبار في الروايات هوجبريل عليه الصلاة والسلام , من مثل ابن حجر العسقلاني حيث قال :
((
وَوَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَالْبَيْهَقِيّ ِ مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَلَّمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ وَنَحْنُ فِي الْبَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا فَقُمْتُ فِي أَثَرِهِ فَإِذَا بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَذَلِكَ لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْخَنْدَقِ قَالَتْ فَكَأَنِّي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِ جِبْرِيلَ وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عَائِشَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِي ِّ فَجَاءَهُ جِبْرِيل وَإِن على ثناياه لنقع الْغُبَارُ وَفِي مُرْسَلِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عِنْدَ بن سَعْدٍ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَلَمْ تَضَعْهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ قَالَتْ عَائِشَةُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ قَدْ عَصَبَ التُّرَابُ رَأسه ))

وكذلك ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري.حيث قال :

((
- باب الْغَسْلِ بَعْدَ الْحَرْبِ وَالْغُبَارِ
674 / - فيه: عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِىّ، (صلى الله عليه وسلم) ، لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ، فَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ، فَقَالَ النَّبِىّ، (صلى الله عليه وسلم) : (فَأَيْنَ) ؟ قَالَ: هَاهُنَا، وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِى قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ النَّبِى، (صلى الله عليه وسلم) . قال المهلب: إنما اغتسل من الغبار للتنظيف، وإن كان الغبار فى سبيل الله شاهدًا من شواهد الجهاد. وقد قال (صلى الله عليه وسلم) : (ما اغبرت قدما عبد فى سبيل الله فتمسه النار) ألا ترى أن جبريل لم يغسله عن نفسه تبركًا به فى سبيل الله.وغيرهم من شراح الحديث