29-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ولم تكن الإحصائية الأخيرة مخالفة للتوقعات, فكل الإحصائيات السابقة تشير إلى هذا الارتفاع التدريجي الملحوظ في عدد السجناء المسلمين في بريطانيا, فقد أظهرت إحصائيات سابقة نشرتها السجون البريطانية أن عدد السجناء المسلمين تضاعف مرتين في السنوات الثماني الماضية -أي من 5502 سجناء عام 2002 الى 11.248 العام الماضي- ويمثلون 13.4 من مجموع السجناء أي ثلاثة أضعاف نظرائهم في بريطانيا بالمقارنة لعدد السكان.


على الرغم من استخدام جميع أساليب الاضطهاد والتنكيل بالمسلمين, وعلى الرغم من موجات الكراهية "الإسلاموفوبي " التي انتشرت هناك, إلا أن الإسلام ما يزال ينتشر في أوربا انتشار النار في الهشيم, ليصبح ثاني ديانة –بعد النصرانية- هناك.
لم تفلح كل المحاولات البريطانية –والأوربية عموما– في وقف زحف الإسلام إلى تلك القارة العجوز, رغم الإمكانات المادية والمعنوية الهائلة المستخدمة والمرصودة لهذا الأمر, لعل أقلها تشديد القيود والممنوعات القانوينة على المسلمين, للزج بأكبر عدد منهم لاحقا في السجون بأدنى مخالفة أو تجاوز مزعوم.
فقد كشفت إحصائية بريطانية عن أن أكثر من ربع سجناء لندن (27%) من المسلمين، مما يثير المطالبات بتفسير وجود هذا العدد الكبير من المسلمين خلف السجون في العاصمة البريطانية.
وكشفت احصائيات رسمية أن مستويات قياسية من المسلمين يقضون عقوبات بالسجن وأن هذه الأرقام في زيادة مع وجود اتهامات تطال آخرين, مشيرة إلى أن هذه النسبة ارتفعت في جميع أنحاء انجلترا وويلز من 8% قبل 10 سنوات إلى 14% الآن.
ولم تكن الإحصائية الأخيرة مخالفة للتوقعات, فكل الإحصائيات السابقة تشير إلى هذا الارتفاع التدريجي الملحوظ في عدد السجناء المسلمين في بريطانيا, فقد أظهرت إحصائيات سابقة نشرتها السجون البريطانية أن عدد السجناء المسلمين تضاعف مرتين في السنوات الثماني الماضية -أي من 5502 سجناء عام 2002 الى 11.248 العام الماضي- ويمثلون 13.4 من مجموع السجناء أي ثلاثة أضعاف نظرائهم في بريطانيا بالمقارنة لعدد السكان.
وقال "صديق خان" المحامي ووزير العدل في حكومة الظل "مسلم" في تصريحات لصحيفة "ايفننج ستاندارد" البريطانية أمس الجمعة: إن هناك ضرورة للتحقيق في سبب زيادة هذه النسبة فمن المقلق حقا هو ارتفاع عدد المسلمين عاما بعد الآخر خلف القضبان".
وتابع: نحن بحاجة إلى معرفة السبب إذا أردنا وقف ارتفاع هذه النسبة، والحد من الجريمة ومنع الناس بلا داع أن يصبحوا ضحايا, متهما حكومة ديفيد كاميرون بعدم اتخاذ أي إجراءات بعد دعوة كبير مفتشي السجون عام 2010 لوضع إستراتيجية وطنية للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المسلمين وراء القضبان.
وإذا كان كلام خان يشير إلى أن سبب زيادة أعداد السجناء المسلمين في بريطانيا هو زيادة الاعتقالات بسبب مخالفة القوانين, فإن هناك سببا آخر يفسر ظاهرة زيادة أعداد السجناء المسلمين في بريطانيا.
لقد أظهرت دراسة نشرتها صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية أن سبب هذه الزيادة لا يعود إلى جنوح المسلمين إلى الجريمة، وإنما إلى اعتناق الآلاف من السجناء العقيدة الإسلامية داخل السجون، حيث يعتبر الإسلام الأكثر انتشارا في السجون وخارجها ليس في بريطانيا فحسب, بل وفي عموم القارة الأوربية والأمريكية.
وإذا كان الإسلام قد أضحى هو الدين الثاني في أوربا خارج السجون, فإنه بات الدين الأول خلف القضبان, وعلى الرغم من محاولة بريطانيا التشغيب على هذه الظاهرة, من خلال ادعائها بأن وجود من تسميهم "دعاة متشددين" بين المسجونين هو السبب في هذا، إلا أن البروفيسور "ديفيد ويلسون" -مأمور سجن سابق– أكد أنه ليس هناك أي دليل يشهد على وجود مثل هؤلاء الدعاة في السجون البريطانية, وذلك بعد أن قام بدراسة حياة 4 آلاف سجين مسلم في بريطانيا.
إن الملاحظ جليا في أوربا وأمريكا وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر, أنه مع شدة الهجمة الشرسة على الإسلام باستهداف ثوابته ورموزه من خلال الرسوم والأفلام المسيئة, ناهيك عن زيادة حدة اضطهاد المسلمين والتضييق عليهم, إلا أن النتائج دائما كانت تأتي بعكس ما تشتهي أهواء الغرب وشهواته, حيث يدخل الناس هناك في دين الله أفواجا.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو ذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر) السلسلة الصحيحة للألباني.