9-زهر الربى في نظم جملة ضوابط الربا (أبو عبد الباري المدني المغرِبي )


بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله ، وصلى الله وسلَّم على نبيه ومصطفاه ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد .


فهذه منظومة وجيزة عقدت فيها جملة ضوابط الربا وما تيسر من أمثلتها وأدلتها تيسيراً لحفظها وتقريباً لضبطها ، وقد

ضمَّنتُها ما


سطَّره الشيخ صالح بن محمد السلطان في كتابه (الرِّبا ، عِلَّتُه ، وضوابطُه ، وبيع الدَّين) ، وسميتها (زهر الرُّبى في نظم

ضوابط

الربا)، والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله على ما أَوْلَى*** مِن فِقهِ دينِه فَنِعمَ الْمَوْلَى


وخَصَّنا مِن رُسْلِهِ بِأحْمَدَا*** أتقى الْوَرى وخيْرِ مَن تَعَبَّدَا


صلى عليه خالِقُ البَرايَا*** والآلِ والصَّحْبِ أُولي الْمَزَايَا


وهذه منظومةٌ أَصِيلَهْ*** تَجْمَعُ مِن (باب الرِّبَا) أُصُولَهْ


سَمَّيتُها تيَمُّنـاً : (زهْرَ الرُّبَى*** في نظم جُملَـةِ ضوابط الرِّبَـا)


وأَسْأَلُ اللهَ الْكَريمَ الْمَغفِرَهْ ***وسِتْرَهُ في هذه والآخِرَهْ


ضوابط الربا



والرِّبَوِيُّ إن بِجِنسهِ يُبَعْ ***فشَرْطُهُ اثنانِ : تقابُضٌ وقَعْ



مع تماثُلٍ كبُرٍّ وذهَبْ*** دليلُـه ( مِثلاً بِمثـلٍ ) يُجتَلَبْ


وإن بغير جِنسهِ واشتَرَكا*** في عِلَّةٍ فالقبضُ والثاني اتْرُكا



لِنصِّ: (بيعُوا كَيْفَ شِئتُمُ,) و(لا*** يُباعُ غائبٌ بناجِزٍ) تلاَ


لكن إذا ما اختَلَفا في العِلَّهْ*** كذهبٍ بالبُرِّ فارْضَ حِلَّهْ


من دون شرطٍ ، إن يُبَعْ مُؤَجَّلاَ*** أو بِجُزافٍ أو يَكُن مُفاضَلاَ


وحيثُ كانت عِلَّةُ النقدين*** وزناً ، ونَقْداً واحِدٌ من ذَيْنِ


واتحَداَ في عِلَّةِ الفضلِ فلا*** شَرْطَ ، كفِضَّةٍ بِعاجٍ مَثَلاَ


والرِّبَوِيُّ إن بِغَيرِهِ يُبَعْ ***يَصِحُّ دون أيِّ شرطٍ يُتَّبَعْ


وكُلُّ ما فيه التفاضُلُ امتنَعْ ***يُمنَعُ فيهِ نَسَأٌ والعَكسَ دَعْ


كالبُرِّ بالبُرِّ ومِلحٍ ، و(إذا*** اِختلفَ الأصنافُ) أصلٌ يُحتذى


زِيادةٌ في الدَّينِ مِن أجلِ الأَجَلْ*** رِباً ، وعنهُ نَهْيُهُ عَزَّ وجَلْ


إن يَحْوِ أصلٌ واحِدٌ شيئينِ*** فالجِنسُ واحِدٌ بدونِ مَيْنِ


فما لَهُ اسمٌ وَهْوَ أنواعٌ عُرِفْ ***جِنساً ، ولو في جَودةٍ قد تَختلِفْ


فالقَبْضُ واستِواؤُها لأثَرِ*** أبي هُريرةَ بِـ(تَمرِ خيبَرِ)



وباختلاف الأصل فالجنسُ اختلفْ*** والْحُكمُ في الفَرْعِ كجنسِهِ أُلِفْ


كاللحمِ والأخبازِ والأدهانِ*** وشَرْطُهُ القَبْضُ بِدُونِ الثاني


وإن بِجِنسِها الفُروعُ بِيعَتِ*** فشرطُها استِواؤُها في الصِّفَةِ


كالسَّمنِ بالسَّمْنِ إذا بِهِ استوى ***(مِثلاً بِمِثلٍ وسواءً بِسَوا)


أَمَّا إذا تَعَذَّرَ التَّساوي ***- معْ وحدةٍ للجنسِ- في الرِّباوي


لسبَبٍ في الجنسِ أو لِسَبَبِ*** مِن خارِجٍ فالبيعَ لا تُصَوِّبِ


كرُطَبٍ بالتَّمْرِ ، قال ابنُ عُمَرْ*** عنهُ : (ولا يُباعُ بالتَّمْرِ الثَّمَرْ)


أو خالِصٍ بِما يُشابُ غيرَ ما*** فرقٍ يَسيرٍ فأَجازَ العُلَما


وما عن القوتِ بِصَنْعَةٍ خَرَجْ ***فإِنَّهُ في الرِّبَوِيِّ ما اندَرَجْ


بل هُو جِنسٌ آخَرٌ حَسَبَما ***قال ابنُ تيمِيَةَ زَيْنُ العُلَمَا


كالزيتِ بالزيتونِ ، والمذاهِبُ*** ذاتُ خِلافٍ ، وهْوَ قولٌ صائبُ


هل لِصِياغَةِ الْحُلِيِّ مِن أَثَرْ*** عند الْمُبادَلَةِ أم لا تُعتَبَرْ ؟


وذا عن الْجُمهورِ والْخُلفُ نُمِي*** لشيخ الاِسلامِ ونَجْلِ القَيِّمِ


يُبنى عليه الْخُلفُ في التماثُلٍ*** ما بينَ قائلٍ وغيرِ قائلِ


وقَدِّمِ الجمهورَ لا مَحالَهْ ***لِشَاهدٍ يأثُـرُهُ فَضَالَهْ


وهَاكَ مِعْياراً لِشَرْعِنا الأَغَرْ*** فيما التساوي فيه شرطٌ مُعْتَبَرْ


فَـ(ذَهَبٌ بِذَهَبٍ وزناً ، وبُرْ ***بِالبُرِّ كَيْلاً) ، وبِهِ صَحَّ الَخَبَرْ


أمَّا إذا لم يُشْرَطِ التَّساوي*** فبِعْ كما تشاءُ لا مُناوي


ما مَرْجِعُ التحديد للمِعيارِ ؟*** خِلافُ أَهل العلمِ فيه جَار


فما بِوَزْنٍ أو بِكَيْلٍ قد عُرِفْ*** عصرَ النَّبِيِّ حُكْمُهُ لا يَخْتَلِفْ


أو هُوَ في سِتَّةِ الاَصنافِ وما*** عدا فَبِالْعُرفِ ، وقومٌ عَمَّمَا


مسألةٌ في مُدِّ عجوةٍ وهِي*** في الرِّبَوِيِّ إن يٌبَعْ بِجِنسِهِ


ومعْهُما أو مَعَ واحدٍ قُرِنْ ***غيرُهُما ، وذاك أقساماً زُكِنْ


مَرْجِعُها لِلقصدِ هل للرِّبَوِي*** أو لِلقرين ، أو لِكُلٍّ يَحتوي ؟


واعلَمْ بِأَنَّ الشَّكَّ في الْمُماثَلَهْ ***نَظيرُهُ تَحَقُّقُ الْمُفاضَلَهْ


ثم التراخي - لو يسيراً – يَحْرُمُ ***في قَبضِ ما فيه النَّسَا مُحَرَّمُ


وَهْوَ الذي قد صَحَّ مِن فِعلِ عُمَرْ*** وَلِعُمُومِ ما مِنَ النُّصوصِ مَرْ


في صَرْفِ عُمْلاتٍ فهَلْ قَبضُ السَّنَدْ ***في الْحُكمِ مثلَ قبضِ عُملةٍ بِيَدْ ؟


مَرَدُّهُ إلى اختِلافِ الصُّورَهْ*** في أَوجُهٍ ثَلاثَةٍ مَحْصُورَهْ


كيفَ يُرَدُّ بَدَلُ الدَّيْنِ لَدَى ***تَغَيُّرِ الْقِيمَةِ ؟ تَفصيلٌ بَدَا


مَرَدُّهُ لِلْكَشفِ عن أحوالِ مَا*** تَمَّ التَّعاقُدُ بِهِ مُقَدَّمَا


هلْ أُلغِيَ البيعُ بِهِ ، أو انقَطَعْ*** أو نَقَصَتْ قِيمَتُهُ ، أو ارتفَعْ ؟


والْحمدُ للهِ على الإنعامِ*** مَنَّ بِحُسنِ البدءِ والخِتامِ


مُصلِّياً على الرسولِ الهادي ***الرحمةِ الْمُهداةِ لِلعِبادِ


وآلهِ الطُّهْرِ وصَحبِهِ الْغُرَرْ*** والسائرين بعدَهُم على الأثَرْ






الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t1062.html#ixzz2xfrM8SHP

جزى الله ناظمه خيرا