تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن

  1. #1

    افتراضي اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن

    [حديث أبي ذر ، ومعاذ بن جبل]
    رواه حبيب بن أبي ثابت ، واختُلف عليه:
    - فرواه الثوري ، واختُلف عليه:
    -- فرواه عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيي بن سعيد القطان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وقبيصة بن عقبة ، ومحمد بن كثير ، عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن أبي ذر ، عن النبي به.

    أخرجه الترمذي (1987) ، والدارمي (2833) ، وأحمد (21403) (21536) ، والطوسي في "المستخرج" (1576) وأبو نعيم في "الحلية" (378/4) ، وفي "تسمية ما رُوي عن الفضل بن دكين" (17) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7663) ، وفي "الزهد" (874) ، والبزار (4022) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (652) ، والحاكم في "المستدرك" (178) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (13) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (5) ، ومن طريقه ابن السمعاني في "أدب الإملاء" (43) ، وأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في "اداب الصحبة" (11) ، ومن طريقه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1211) ، وأخرجه ابن عمشليق في "جزئه" (10) ، وأبو بكر الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (529) ، وابن عساكر في "الأربعون الأبدال العوالي" (31) ، وأبو طاهر السلفي في "الثالث من المشيخة البغدادية" (67) ، والأموي في "المشيخة البغدادية" (57) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص131) ، وأبو علي الرفاء في "الجزء الأول من الثاني من فوائده" (121) ، ومن طريقه ابن الابار في "معجم أصحاب القاضي أبو علي الصدفي" (ص26) ، وابن الصلاح في "وصل بلاغات الموطأ" (12) ، وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (501/15).

    قال الترمذي: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
    وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)).
    وقال أبو نعيم: ((غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ)).
    وقال ابن حجر: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ)).

    -- ورواه وكيع ، واختُلف عليه:
    --- فرواه أحمد بن حنبل ، عنه ، عن الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن أبي ذر ، عن النبي به.
    أخرجه أحمد (21354) ، (21403) ، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (5086).

    --- ورواه محمود بن غيلان ، وأحمد بن حنبل ، وعبد الرحيم بن مطرف ، وعبد الله بن هاشم بن حيان ، عنه ، عن الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي به.
    أخرجه الترمذي (1987) ، وأحمد (21988) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/17) ، ووكيع في "الزهد" (94).

    --- ورواه ابن أبي شيبة واختُلف عليه:
    ---- فرواه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، عنه ، عن وكيع ، عن الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن أبي ذر ، عن النبي به.
    أخرجه أبو الفضل الأزهري في "حديثه" (377).

    ---- ورواه بقي بن مخلد ، عنه ، عن وكيع ، عن الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يا معاذ، وقد قال: وكيع بآخره: " يا أبا ذر: *فذكره.
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25324).

    - ورواه الليث بن أبي سليم ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، عنه ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي به.
    أخرجه أحمد (22059) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7660) (7661) ، وأبو نعيم في "الحلية" (376/4) ، والشاشي في "المسند" (1367) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (75) ، والطبراني (296) (297) (298) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (47/2) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص136) ، وأبو أحمد الحاكم في "فوائده" (30) ، والواحدي في "التفسير الوسيط" (596/2) ، وابن الصلاح في "وصل بلاغات الموطأ" (11).

    وتابعه الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت به.
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3779) ، و"الصغير" (530) عن عَلِيُّ بْنُ بِشْرٍ الْمَقَارِيضِيّ ُ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جُوثَى الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ به.
    وقال: ((لم يرو هذا الحديث عن علي بن صالح، إلا سعيد بن سالم، تفرد به: إسحاق بن إبراهيم بن جوتي)).
    وعلي بن بشر ، مجهول.
    وإسحاق بن إبراهيم ، قال ابن حزم: ((مجهول)) ، وقال ابن حجر: ((الظاهر أنه الطبري)). وإسحاق بن إبراهيم الطبري ، قال ابن عدي ، والدارقطني: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بالموضوعات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب)) ، وقال الحاكم: ((روى عن الفضيل، وَابن عُيَينة أحاديث موضوعة)).

    ولكن علي بن صالح المكي تُوبع ، فرواه موسى بن أعين ، عن الأعمش به.
    أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (234/16).

    - ورواه أبو سنان سعيد بن سنان ، عنه ، عن ميمون بن أبي شبيب قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، قال معاذ: فإذا ركب ابن صفوان نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ما أرى هؤلاء إلا سائلوك عني، فأوصني واجمع، فقال: فذكره.
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7662) ، وهناد بن السري في "الزهد" (520/2).

    وأخرج أبو عبيد في "الخطب والمواعظ" (3) عن عباد بن عباد المهلبي عن هشام بن زياد أبي المقدام عن محمد ابن كعب أنه حدثه ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    وهشام بن زياد ، متروك الحديث.

    [الكلام حول الخلاف في الحديث]
    قال الإمام أحمد: قال وكيع: وقال سفيان، مرة: عن معاذ، فوجدت في كتابي: عن أبي ذر وهو السماع الأول.
    وقال بعد أن رواه عن وكيع من حديث أبي ذر: ((وكان حدثنا به وكيع عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ ثم رجع)).
    وقال: ((كان وكيع يرويه عن معاذ، ثم جعله عن أبي ذر)).
    وقال محمود بن غيلان شيخ الترمذي: ((وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ)).
    وتعقبه ابن الصلاح ، فقال: ((وقول محمود.فيما نراه غير محمود، فهو عن معاذ أكثر وأشهر)). وقال أيضاً: ((وفي سماع ميمون من أبي ذر نظر)).
    وقال ابن عساكر بعد أن أخرجه من طريق أبي نعيم عن الثوري: ((وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ الْبَصْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَرَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَالصَّوَابُ قَوْلُ الْجَمَاعَةِ)).

    وقال ابن الوزير في "العواصم والقواصم" (103/9): ((رواه الترمذي من حديث أبي ذرٍّ ومعاذ، وحديث أبي ذر أصحُّ وإسناده صالح)).
    وقال البيهقي بعد أن رواه من طريق الثوري من حديث أبي ذر: ((كذا قالوا عن أبي ذر وكلاهما مرسل وسفيان أحفظ غير أن له عن معاذ شواهد)).

    وقال الدارقطني في "العلل" (987): ((يَرْوِيهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
    فَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وإسماعيل بن مسلم المكي، عن حبيب، عن مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ.
    وَاخْتُلِفَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، فَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، عن معاذ.
    وأرسله جماعة عن وَكِيعٍ، فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ مُعَاذًا.
    وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو سِنَانٍ، وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونٍ مُرْسَلًا.
    وَقِيلَ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
    رَوَاهُ أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ، وَغَيْرُهُ، يرويه عَنِ الْحَكَمِ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْمُرْسَلُ أَشْبَهَ بِالصَّوَابِ)).

    وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (395/1): ((هذا الحديث خرجه الترمذي من رواية سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن أبي ذرٍّ، وخرجه أيضًا بهذا الِإسناد عن ميمون عن معاذ، وذكر عن شيخه محمود بن غيلان أنه قال: حديثُ أبي ذرٍّ أصحُّ.
    فهذا الحديثُ قد اختلف في إسناده وقيل فيه: عن حبيب، عن ميمون: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وصَّى بذلك، مرسلًا، ورجَّحَ الدارقطني هذا المرسل.
    وقد حسَّن الترمذي هذا الحديثَ، وما وقع في بعض النسخ من تصحيحه، فبعيد، ولكن الحاكم خرجه، وقال: صحيح على شرطِ الشيخين، وهو وهم مِن وجهين:
    أحدُهما: أن ميمونَ بنَ أبي شبيب، ويقال: ابنُ شبيب لم يخرج له البخاري في "صحيحه" شيئًا، ولا مسلم إلا في مقدمة كتابه حديثًا عن المغيرة بن شعبة.
    والثاني: أن ميمون بن أبي شبيب لم يصحّ سماعه من أحد من الصحابة، قال الفلاس: ليس في شيء من رواياته عن الصحابة "سمعتُ"، ولم أخبر أن أحدًا يزعم أنه سمع من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال أبو حاتم الرازي: روايته عن أبي ذر وعائشة غير متصلة. وقال أبو داود: لم يدرك عائشة، ولم ير عليًا، وحينئذ فلم يدرك معاذًا بطريق الأولى)).
    وقال ابن حجر: ((وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ لَكِنَّ مَيْمُونَ بْنَ أَبِي شَبِيبٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا وَلَا أَبَا ذَرٍّ كَمَا جَزَمَ بِهِ أَبُو حَاتِمٍ)).

    [طرق أخرى عن معاذ بن جبل]
    وأخرج أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (356) عن وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ تُوصِينِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ؟ قَالَ: «اعْبُدِ اللَّهَ، لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا *وَأَتْبِعِ *السَّيِّئَةَ *الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسِ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»

    ومسلم بن كيسان ، قال جرير: ((اختَلَطَ)) ، وقال ابن معين: ((يقال إِنه اختلط)) ، وقال: ((زَعَمُوا أَنه اختَلَطَ)) ، وقال: ((لا شئ)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((يُضعف)) ، وقال أحمد: ((لا يكتب حديثه، ضعيف الحديث)) ، وقال البخاري: ((يتكلمون فيه)) ، وقال: ((ضعيف ، ذاهب الحديث ، لا أروى عنه)) ، وقال أبو حاتم: ((يتكلمون فيه ، وهو ضعيف الحديث)) ، وقال أبو زرعة ، وابن المديني ، والعجلي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشىء)) ، وقال الترمذي: ((يُضعف)) ، وقال: ((ليس عندى بالقوى)) ، وقال النسائي والجوزجاني: ((ليس بثقة)) ، وقال النسائي أيضاً ، وابن الجنيد ، والفلاس: ((متروك)) ، وقال الدارقطني: ((مضطرب الحديث)) ، وقال: ((ضعيف، ليس يستحق أن يترك)) ، وقال: ((متروك)) ، وقال الساجي: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال ابن عدي: ((له عَن أَنَس وعن مجاهد وغيرهما غير ما ذكرت والضعف على رواياته بين)) ، وقال البزار: ((ليس به بأسٌ)) ، وقال ابن حبان: ((اخْتَلَط فِي آخر عمره حَتَّى كَانَ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ فَجعل يَأْتِي بِمَا لَا أصل لَهُ عَن الثِّقَات فاختلط حَدِيثه وَلم يتَمَيَّز تَركه أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين)).

    وأخرج ابن عبد البر في "التمهيد" (52/4) ، وابن الابار في "معجم أصحاب القاضي أبو علي الصدفي" (ص52) عن الحسَنُ بنُ رشيق، قال: حدَّثنا أبو عبدِ الله محمدُ بنُ حَفْصِ بنِ عُمَرَ البَصْريُّ، قال: حدَّثنا عُبيْدُ الله بنُ محمدٍ بنُ عائِشَةَ، قال: حدَّثنا حمّادُ بنُ سَلَمَةَ، عن ثابتٍ، عن آنسِ بنِ مالكٍ، قال: بَعَثَ رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إلى اليَمَنِ، فقال: "يا مُعَاذُ، اتَّقِ اللهَ، وخالِق النَّاسِ بخُلُقٍ حَسَنٍ، وإذا عَمِلْتَ سيِّئةً فأتْبِعْها حَسَنةً". قال: قلتُ: يا رسُولَ الله، "لا إلهَ إلّا الله" مِنَ الحَسَناتِ؟ قال: "هِيَ أكبرُ الحَسَناتِ".
    ومحمد بن حفص البصري ، مجهول.

    وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (314/61) من طريق عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري نا عبد الرحمن بن أخي عبد الملك بن قريب الأصمعي نا عمي عبد الملك عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يريد سفرا فقال أوصني فقال: ((اتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن)). فلما ودعه قال: ((زودك الله التقوى وجنبك الردى وغفر لك ذنبك ووجهك للخير حيث ما توجهت)).

    وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري ، قال أبو علي الحافظ: ((كان صاحب حديث حافظا ، بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه)) ، وقال ابن عدي: ((كان يعرف ويحفظ ، قد قبله قوم وصدقوه)) ، وكان عمر بن سهيل الدينوري يرميه بالكذب ويصرح به ، وقال احمد بن محمد بن سعيد: ((كتب الي ابن وهب جزأين من غرائب الثوري فلم اعرف منها إلا حديثين وكان قد سواها عامتها على شيوخه الشاميين ويذكره عنهم عن الثوري ليخفي مكان تلك الأحاديث وكنت اتهمه بتلك الأحاديث انه سواها على الشاميين)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال: ((يضع الحديث)) ، وقال أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد الحافظ: ((ما رأيت لأبي علي زلة قط إلا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري واحمد بن عمير بن جوصا)) ، وقال أبو جعفر الصفار: ((ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره)) ، وقال الإسماعيلي: ((كان صدوقا إلا أن البغداديين تكلموا فيه وحملوا عليه)) ، وقال ابن عقدة: ((ما نظرت له في شيء إلا استفدته منه في ذلك)).

    [شواهد الحديث عن معاذ بن جبل]
    ورواه مالك ، واختُلف عليه:
    - فرواه يحيي بن يحيي الليثي ، عنه ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ أَنْ قَالَ: «*أَحْسِنْ *خُلُقَكَ *لِلنَّاسِ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»
    أخرجه مالك في "الموطأ رواية يحيي" (1327/5).

    - ورواه أبو مصعب الأزهري ، وسعيد بن أبي مريم ، والقعنبي ، ويحيي بن سليمان بن نضلة ، عنه ، عن يحيي بن سعيد ، عن معاذ بن جبل به.
    أخرجه مالك في "الموطأ رواية أبو مصعب الأزهري" (1881) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8029) ، وابن سعد في "الطبقات" (585/3) ، وأبو علي الرفاء في "الجزء الأول من الثاني من فوائده" (103).

    - ورواه عمر بن نعيم ، عنه ، عن يحيي بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن معاذ بن جبل به.
    انظر: "اللسان" (154/6). قال الدارقطني: ((لم يروه هكذا غير عمر بن نعيم)).

    وقال الدارقطني في "أحاديث الموطأ" (ص210): ((يحيى [بن سعيد] عَن معَاذ بن جبل: آخر مَا أَوْصَانِي: حسن خلقك.
    [رواه هكذا] معن وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَأَبُو مُصعب.
    وَقَالَ ابْن وهب والقعنبي: عَن مَالك بلغَة عَن معَاذ.
    وَقَالَ عمر بن نعيم عَن مَالك عَن يحيى عَن ابْن الْمسيب عَن معَاذ)).

    وأخرج ابن حبان في "صحيحه" (524) ، والحاكم في "المستدرك" (179) (7616) ، والطبراني في "الكبير" (58) ، وفي "الأوسط" (8747) ، ومن طريقه ابن حجر في "الأمالي المطلفة" (ص132) ، وفي "الأمالي الحلبية" (ص63) ، وأخرج الدولابي في "الكنى" (1127) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (6) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (524/2) ، ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1048/2) ، وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8027) (8028) عن عبد الله بن صالح ، وعبد الله بن وهب ، كلاهما عن حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، أَنَّ أَبَا السُّمَيْطِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي قَالَ: «اعْبُدِ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي قَالَ: «*إِذَا *أَسَأْتَ *فَأَحْسِنْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي قَالَ: «اسْتَقِمْ، وَلْيَحْسُنْ خُلُقُكَ»
    قال الحاكم: ((هذا حديث صَحِيحُ الإِسْنَادِ مِنْ رِوَايَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
    وقال الطبراني ((لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المهري إلا حرملة بن عمران)).
    وسعيد بن أبي سعيد المهري ، روى عنه حرملة بن عمران ، وأسامة بن زيد ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فالظاهر أنه مجهول الحال.

    وأخرج هناد بن السري في "الزهد" (520/2) (531/2) ، والطبراني (374) ، والشاشي (1400) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (22) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله , أوصني. قال: «إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة. السر بالسر والعلانية بالعلانية»
    وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، لم يدرك معاذاً.

    وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (240/1) ، ومن طريقه الديلمي كما في "زهر الفردوس" (3207) ، وأخرج البيهقي في "الزهد" (956) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (408/58) ، وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (208/16) ، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ واسمه سليمان بن موسى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا مُعَاذُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَحَجَرٍ، وَأَحْدِثْ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ، وَالْعَلَانِيَة ُ بِالْعَلَانِيَة ِ)).
    قال البيهقي: ((وَرَوَاهُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَلَامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمْصِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ)).
    وقال السيوطي في "اللآلئ" (314/2): ((وَهَذَا أَخْرَجَهُ العسكري فِي المواعظ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن حَدثنَا يحيى بن يعمر حَدَّثَنَا أَسد بْن مُوسَى [عن] سَلام الطَّوِيل حَدَّثَنَا أَسد بِهِ)).
    قلت: وسلام بن سليم الطويل ، متروك.

    وإسماعيل بن رافع ، قال ابن المبارك: ((ليس به بأس ، ولكنه يحمل عن هذا وهذا ، ويقول : بلغنى ، ونحو هذا)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ضَعيف الحديث)) ، وقال أحمد: ((حديث ذا ليس بشيءٍ)) ، وقال: ((ضعيف، منكر الحديث)) ، وقال الفلاس: ((منكر الحديث ، فى حديثه ضعف ، لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عنه بشى قط)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث)) ، وقال البخاري: ((ثقة ، مقارب الحديث)) ، وقال ابن سعد: ((كثير الحديث ، ضعيف)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن خراش ، وابن الجنيد ، والدارقطني: ((متروك)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ليس بمتروك ، ولا يقوم حديثه مقام الحجة)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه كلها مما فيه نظر ، إلا أنه يكتب حديثه فى جملة الضعفاء)) ، وقال الساجي: ((صدوق يهم فى الحديث)) ، وقال العجلي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال البزار: ((ليس بثقة ولا حجة)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن حبان: ((كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها)) ، وقال الخطيب: ((كان ضعيفاً متروك الحديث)).

    وثعلبة بن صالح الحمصي ، قال الأزدي: ((لاَ يُحْتَجُّ به)) ، وقال: ((غير حجة لا يصح إسناد حديثه)).
    وسليمان بن موسى الدمشقي ، لم يدرك معاذ بن جبل. قال البخاري: ((لم يدرك سليمان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)).

    وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (544) عن الوليد بن أبي ثور، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال: ((اعبد الله ولا تشرك به شيئا، واعمل لله كأنك تراه، واذكر الله عند كل حجر، وشجر وإن عملت سيئة في سر فأتبعها حسنة، في سر وإن عملت سيئة علانية فأتبعها حسنة علانية...)).

    والوليد بن أبي ثور ، قال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال أحمد ، والدارقطني ، ويعقوب بن سفيان ، والنسائي ، وصالح بن محمد الأسدي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال ابن نمير: ((كذاب)) ، وقال أبو زرعة: ((منكر الحديث ، يهم كثيرا)) ، وقال: ((فى حديثه وهاء)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال العقيلي: ((يحدث عن سماك بمناكير لا يتابع عليها)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الحَدِيث جدا فِي أَحَادِيثه أَشْيَاء لَا تشبه أَحَادِيث الْأَثْبَات حَتَّى إِذَا سَمعهَا من الْحَدِيث صناعته علم أَنَّهَا معمولة أَو مَقْلُوبَة)).
    وفيه رجل مجهول.

    وأخرج الطبراني (331) ، وأحمد في "الزهد" (141) ، وعلي بن حجر في "حديثه" (391) ، وأبو عبيد في "الخطب والمواعظ" (5) ، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (363/1) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، فقال: " عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وما عملت من سوء فأحدث لله فيه توبة: السر بالسر، والعلانية بالعلانية "

    وعطاء بن يسار ، قال الترمذي: ((*لَمْ *يُدْرِكْ *مُعَاذَ *بْنَ *جَبَلٍ، وَمُعَاذٌ قَدِيمُ الْمَوْتِ مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ)) ، وقال البزار: ((لَا نَعْلَمُ أَنَّ عَطَاءً سَمِعَ مِنْ مُعَاذٍ)) ، وقال الذهبي: ((لم يلقه)) ، وقال ابن حجر: ((لَمْ يَصِحَّ [سماعه] لِأَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِهِ أَوْ فِي سَنَةِ مَوْتِهِ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ)) ، وقال المارديني: ((هو مرسل لأن عطاء ولد سنة تسع عشرة فلم يدرك معاذاً، لأنه توفي سنة ثماني عشرة في طاعون عمواس)).

    وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (34325) عن محمد بن بشر، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: قال معاذ بن جبل: أي رسول الله ، أوصني ، قال: " اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك من الموتى ، واذكر الله *عند *كل *حجر *وشجر ، وإذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة: السر بالسر والعلانية بالعلانية "
    وهذا معضل.

    وأخرج ابن الجوزي في "الموضوعات" (184/3) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (234) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (194/18) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (434/8) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (195/18) ، عن شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا رُكْنُ بن عبد الله الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ، فَقَالَ: فذكر الحديث ، وجاء فيه: ((يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ )).
    قال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ ركن)).

    وركن بن عبد الله ، قال ابن المبارك: ((لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ الشَّامِيِّ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةٍ مِثْلُ رُكْنٍ)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، والأزدي: ((متروك الحديث)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((له عن مكحول أحاديث غير ما ذكرته ومقدار ما له مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((روى عَن مَكْحُول شَبِيها بِمِائَة حَدِيث مَا لكثير شَيْء مِنْهَا أصل لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال روى عَن مَكْحُول عَن أَبِي أُمَامَة بنسخة أَكْثَرهَا مَوْضُوع وَعَن غَيْر أَبِي أُمَامَة من الصَّحَابَة وَغَيرهم)) ، وقال أبو نعيم: ((يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ بِمَنَاكِيرَ حَدَّثَ عَنه آدَمَ لَا شَيْء)) ، وقال البيهقي: ((تَكَلَّمُوا فِيهِ)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس حديثه بالقائم)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((يروي عن مكحول أحاديث موضوعة)) ، وقال ابن الجارود: ((ليس بثقة)).

    وأخرج البزار (2642) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (825) عن ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: «أَفْشِ السَّلَامَ، وَابْذُلِ الطَّعَامَ، وَاسْتَحِ اللَّهَ *اسْتِحْيَاءَ *رَجُلٍ ذِي هَيْبَةٍ مِنْ أَهْلِكِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ وَلْتُحْسِنْ خُلُقَكَ مَا اسْتَطَعْتَ»
    قال البزار: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا عَنْ مُعَاذٍ)).
    وابن لهيعة ، ضعيف الحديث.
    وأبو الزبير مدلس ، ولم يصرح بالتحديث. قال النسائي: ((وَأَبُو الزُّبَيْرِ مِنَ الْحُفَّاظِ... فَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا فَهُوَ صَحِيحٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ)).

    وأخرج البغوي في "الجعديات" (312) عن شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ [بن عتيبة]: أَوْصِنِي قَالَ: أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، *وَأَتْبِعِ *السَّيِّئَةَ *الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»
    وهذا منقطع.

    [شواهد الحديث عن أبي ذر]
    ورواه الأعمش ، واختُلف عليه:
    - فرواه أبو معاوية ، واختُلف عليه:
    -- فرواه أحمد بن حنبل ، وسعدان بن نصر ، عنه ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية، عن أشياخه ، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أوصني. قال: «إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها» . قال: قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: «هي أفضل الحسنات»
    أخرجه أحمد (21487) ، وفي "الزهد" (143) ، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1501) ، وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (202) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2519).

    -- ورواه يحيي الحماني ، عنه ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية، عن شيخ من التيم، عن أبي ذر به.
    أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1500).

    ورواه أبو نعيم ، واختُلف عليه:
    -- فرواه أحمد بن خليد الحلبي ، وعلي بن عبد العزيز ، وبشر بن موسى ، وأحمد بن العباس بن فليح ، والمثنى بن إبراهيم ، جميعهم عنه ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شيخ من التيم ، عن أبي ذر به.
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (217/4) ، وفي "تاريخ أصبهان" (127/1) ، والطبراني في "الدعاء" (1498) ، ومن طريقه ابن حجر في "الأمالي المطلفة" (ص130) ، وأخرجه ابن بشران في "أماليه - الجزء الأول" (614) ، والطبري في "جامع البيان" (279/12) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (96).

    -- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عنه ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن أشياخ من التيم ، عن أبي ذر به.
    أخرجه ابن أبي شيبة كما في "الإتحاف" (409/6).

    - ورواه الثوري ، والمعافى بن عمران ، عنه ، عن شمر بن عطية ، عن رجل من التيم ، عن أبي ذر به.
    أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1431/5) (16643) (17188) ، وابن حبان في "الثقات" (411/8) ، والرافعي في "التدوين" (459/2).

    - ورواه جرير ، وأبو خالد الأحمر ، عنه ، عن شمر بن عطية، عن أشياخ من التيم [زاد أبو خالد: كانوا جلساء أبي ذر] ، عن أبي ذر به.
    أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1499) ، وهناد بن السري في "الزهد" (519/2) ، والواحدي في "التفسير الوسيط" (343/2)

    - ورواه يونس بن بكير ، عنه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر به.
    أخرجه أبو يعلى كما في "الإتحاف" (409/6) ، وأبو نعيم في "الحلية" (218/4) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (201) ، وأبو علي بن شاذان في "الأول من حديثه" (20) ، وفي "الثامن من أجزائه" (95) ، وابن السماك في "الثاني من فوائده" (37) ، وابن حجر في "الأمالي المطلفة" (110).

    قال أبو نعيم: ((جَوَّدَهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ [الأعمش])).
    وقال الدارقطني في "العلل" (1126): ((وَوَهِمَ فِيهِ [يونس] عَلَى الْأَعْمَشِ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنَ التَّيْمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، لَمْ يَذْكُرْ بَيْنَهُمَا أَحَدًا)).
    قلت: والشيخ أو الأشياخ من التيم ، لا يُعرفون.

    والله أعلم.
    طويلب علم

  2. #2

    افتراضي رد: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن

    كود:
     عن حَرْمَلَة بْن عِمْرَانَ، أَنَّ أَبَا السُّمَيْطِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
     أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي قَالَ: «اعْبُدِ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي قَالَ: 
    «*إِذَا *أَسَأْتَ *فَأَحْسِنْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي قَالَ: «اسْتَقِمْ، وَلْيَحْسُنْ خُلُقُكَ»
    قال الحاكم: ((هذا حديث صَحِيحُ الإِسْنَادِ مِنْ رِوَايَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
    وقال الطبراني ((لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المهري إلا حرملة بن عمران)).
    قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/54) :
    "رواه عنه حرملة بن عمران التجيبي، قال ابن يونس: لم يحدث عنه غيره كذا قال". اهـ.
    ثم قال: "وهذا أحد الأربعة التي ذكر ابن عبد البر أنها لا يوجد لها أصل من بلاغات مالك". اهـ.
    وقال في الأمالي السفرية الحلبية:
    وَقَدْ تُعُقِّبَ عَلَى ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ فِي عَدِّهِ الْأَحَادِيثَ الْأَرْبَعَةَ مِنْ بَلَاغَاتِ مَالِكٍ الَّتِي ذَكَرَ أَنَّهَا لَا تُوجَدُ إِلَّا فِي الْمُوَطَّإِ،
    فَمِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَقَالَ:" أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ".
    وكَانَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَصْلُ هَذَا الْبَلَاغِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ". اهـ.
    وقال في الأمالي المطلقة: قَلِيلُ الْحَدِيثِ، مَا رَوَى عَنْهُ إِلَّا حَرْمَلَةُ فِيمَا قَالَهُ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ فِي الْكُنَّى،
    لَكِنْ وَجَدْتُ لَهُ رَاوِيًا غَيْرَ حَرْمَلَةَ، وَهُوَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ،
    وَأَخْرَجَ حَدِيثَهُ هَذَا فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ،
    فَظَهَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ، وَسَلَّمَ مِمَّا فِيهِ مِنْ مَقَالٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ". اهـ.

    كود:
    وسعيد بن أبي سعيد المهري ، روى عنه حرملة بن عمران ، وأسامة بن زيد ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فالظاهر أنه مجهول الحال.
    قلتُ: في ذكر أسامة بن زيد الليثي فيمن روى عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري بكسر الميم نظر.
    فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 134: سعيد بن أبي سعيد المهري أبو سمط مولاهم
    روى عن أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو روى عنه حرملة بن عمران سمعت أبي يقول ذلك". اهـ.

    نعم يروي أسامة بن زيد مثل هذا عن سعيد بن أبي سعيد لكن المقبري وليس مولى المهري.
    قال ابن أبي شيبة في مصنفه [7 : 98]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    أَرَادَ رَجُلٌ سَفَرًا فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ، أَوْصِنِي، فَقَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ ". اهـ.
    لكن روى عن سعيد مولى المهري غير حرملة بن عمران غير واحد عثمان بن واقد ومحمد بن عجلان وغيرهما.
    ففيما خرجه ابن حبان في صحيحه [726] من طريق: شُعَيْب بْن حَرْبٍ، قال:
    عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " دَخَلَتْ أُمَّةٌ الْجَنَّةَ بِقَضِّها وَقَضِيضِهَا، كَانُوا لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". اهـ.
    خرجه ابن الأعرابي في معجمه [471]، فقال: نا مُحَمَّدٌ، نا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ،
    نا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
    وخرجه الطبراني في معجمه [8083]، فقال:حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، نا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، به.
    وأما محمد بن عجلان ففيما خرجه كما سعيد بن منصور في سننه كما في «الإخنائية أو الرد على الإخنائي ت العنزي» (ص266):

    حدثنا حبان بن علي حدثني محمد بن عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني). اهـ.
    خرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق [13 : 61]، من طريق: الليث بن سعد، قال:
    حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سهيل وسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمُهْرِيِّ، به.
    وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: سعيد بن أبي هلال الليثي روى عن زيد بن أسلم، ...
    ولم يدرك أبا سعيد المهري وأدرك سعيد بن أبي سعيد المهري، ..
    روى عنه الليث بن سعد وخالد بن يزيد، .. سمعت أبي يقول ذلك". اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وأخرج هناد بن السري في "الزهد" (520/2) (531/2) ، والطبراني (374) ، والشاشي (1400) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (22) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله , أوصني. قال: «إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة. السر بالسر والعلانية بالعلانية»
    قال علي: قلت ليحيى: مُحَمَّد بن عمرو كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد، قلت: لا، بل اشدد.
    قال: ليس هو ممن تريد، وكان يقول حَدَّثَنَا أشياخنا أَبُو سلمة، ويحيى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حاطب". اهـ.
    وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة سئل يحيى بن معين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، فقال: "ما زال الناس يتقون حديثه".
    قيل له: وما علة ذلك؟ قال :كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث بِهِ مرة أخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة". اهـ.


    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,145

    افتراضي رد: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن

    «مصنف ابن أبي شيبة» (14/ 126 ت الشثري):
    «26968 - حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن *حكيم *بن *جابر قال: قال رجل لرجل: أوصني قال: أتبع السيئة *الحسنة *تمحها وخالق الناس خلقًا حسنًا».
    أبو يوسف الفلسطيني
    https://t.me/ZawadAlshamela

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •