سبحان الله تعالى :

بعض الناس يطعنون بولاة الأمور في الليل والنهار ، وفي الصيف والشتاء ، ثم إذا قابل الولاة قبل رؤوسهم بل وأيديهم وأحذيتهم ، فضلا عن النفاق الكلامي والتزلف لهم .

وكأنه يقول للحاكم أو للسلطان أو الوالي أو المسؤول عند الدخول إليه كما قال ابن هانىء الأندلسي :

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ

ثم إذا خرج انقلب على وجهه ، والأصل بالمسلم أن يكون صادقا مع السلطان في تقديم النصيحة الخالصة ، وإذا لم يستطع فلا يقترب من أبوابهم .

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :

بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ثَنَاءِ السُّلْطَانِ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ

7178 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا، فَنَقُولُ لَهُمْ خِلاَفَ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: «كُنَّا نَعُدُّهَا نِفَاقًا» .