علماء المسلمين قاسوا محيط الأرض في القرن الثالث الهجري
إحدى اعظم تجارب البشرية
كان الخليفة المأمون مهتما بعلوم الأوائل وتحقيقها وأراد مرة أن يتحقق من قياس محيط الكرة الأرضية الذي سجله علماء اليونان، فشكل فريقا من العلماء الفلكيين والمساحين في بغداد لهذه المهمة، وكان على رأسهم محمد بن موسى بن شاكر وأخويه.


وكانت طريقتهم في ذلك أن اختاروا قطعة مستوية في صحراء سنجار، فسجلوا ارتفاع القطب الشمالي عند النقطة التي اختاروها، ثم ضربوا وتداً، وربطوا فيه حبلاً طويلاً وساروا شمالا حتى وصلوا إلى مكان زاد فيه ارتفاع القطب عن الارتفاع الأول درجة كاملة، فضربوا وتداً جديداً، ثم قاسوا المسافة بين الوتدين، فوجدوا ان الدرجة الواحدة يقابلها مسافة 66 ميلاً وثُلُثَان، وكرروا هذه العملية جنوباً فوجدوا نفس الشيء. وبهذه الطريقة الفذة حددوا محيط الأرض بأقل قليلاً مما قدره لها علماء اليونان، أي بحوالي 24 ألف ميلاً. وهي نتيجة مقارِبة جدًّا للطول الحقيقي لمدار الأرض والذي عرف حديثًا وهو (40.000 كم) تقريبًا. ففارق الخطأ بعد أكثر من 1200 سنة من قياس فريق أولاد موسى بن شاكر يساوي 6,4%.


كما حددوا كذلك ميل دائرة البروج بحوالي 23 درجة و35 ثانية، وقدروا مبادرة الاعتدالين بأربعة وخمسين ثانية، وهذه أكثر قليلا من الحقيقة إلّا أنها أدق بكثير من القيمة السابقة التي طلب منهم الخليفة المأمون التحقق منها والتي قام بها علماء اليونان.

المصادر
ابن خلكان /وفيات الأعيان
الذهبي/ سير أعلام النبلاء
قصة الإسلام
موسوعة الهندسة الميكانيكية
الموسوعة العربية