تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حكم تلاوة القرآن، وهجره

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    126

    افتراضي حكم تلاوة القرآن، وهجره

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حكم تلاوة القرآن الكريم، وهجْره

    أولاً - حكم تلاوة القرآن الكريم:
    عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ: لَا رِيحَ لَهَا، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَهَا رِيحٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ "(1).
    من هذا الحديث يظهر أن حكم تلاوة القرآن هو الاستحباب، بحيث يثاب فاعله، ولا يعاقَب تاركه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شبَّه المؤمن الذي لا يتلو القرآن بالتمرة، وهي التي تمتاز بطيب المذاق، فتشبيه المؤمن بها لا يفيد الذم، بل يفيد المدح، وإن كان أقل رتبة من صاحب الأُتْرُجَّة.
    وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: (ويستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته خارج الصلاة)(2).
    وفيها: (وقد صرح الحنفية بأن استماع القرآن الكريم أفضل من قراءة الإنسان القرآن بنفسه؛ لأن المستمع يقوم بأداء فرض بالاستماع، بينما قراءة القرآن ليست بفرض، قال أبو السعود في حاشيته على مُلاَّ مِسكين: استماع القرآن أثوب من قراءته، لأن استماعه فرض بخلاف القراءة)(3).
    وفيها: (أن يحافظ(4) على المندوبات الشرعية القولية والفعلية، فيلازم تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى بالقلب واللسان، ونوافل العبادات من الصلاة والصيام وحج البيت الحرام)(5).
    ومما فيها أيضًا: (ومن أعظم ما يتقرَّب به إلى الله تعالى من النوافل: كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكُّر وتدبُّر وتفهُّم، قال خباب بن الأرت - رضي الله عنه - لرجل: تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيءٍ هو أحب إليه من كلامه)(6).
    ثانيًا - هجر القرآن الكريم:
    ويقصد به ترك العمل بأحكامه، وهو أمر مذموم للغاية، وهو ما جاء فيه قول الله - عز وجل -: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
    فهجر القرآن على هذا النحو حرام بلا خلاف، حتى لو كان صاحبه مواظبًا على تلاوته!.
    أما هجر تلاوته مع امتثال أمره، واجتناب نهيه، فليس فيه ما يذم، وخصوصًا الأمي الذي لا يحسن التلاوة.
    وهذا لا يعني أبدًا التقليل من شأن تلاوة القرآن الكريم، بل إن تلاوته تعد من أجلِّ العبادات والقُرُبات المستحبة؛ فقد وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - قارئه بأن له بكل حرف حسنة، حيث قال: " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ "(7).
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! حَلِّهِ(8)؛ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ! ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، زِدْهُ!. فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ!. ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، ارْضَ عَنْهُ!. فَيَرْضَى عَنْهُ! فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ؛ وَارْقَ، وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً! "(9).
    هذا، والله تعالى أعلم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
    (1) البخاري: 5427 في " الأطعمة ".
    (2) ج13 ص 251.
    (3) ج4 ص87.
    (4) المعلِّم.
    (5) ج29 ص85.
    (6) ج41 ص102. اقتبسته من: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي - ج2 ص342 و343 – ط: مؤسسة الرسالة.
    (7) الترمذي: 2910 في " فضائل القرآن، وقال: حسن صحيح. وهو عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.
    (8) أي: زيِّنْ صاحب القرآن!.
    (9) الترمذي: 2915 في " فضائل القرآن "، وقال: حسن صحيح.
    الخميس: /19/5/1435هـ - /20/3/2014م.
    كمال الدين جمعة بكرو

  2. افتراضي رد: حكم تلاوة القرآن، وهجره






الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •