قوة الحق < لكل بلدٍ يموج بالفتن والمحن > !! ..


قـوةُ الحقِ لا تنتصر في واقع الحياة ، وناموس الكون .. إلا بدليل مسطور ، ودليل منظور .. وبغير ذلك أضغاث أحلام يستيقظ صاحبها وهو أسير أهل التسلط من الظالمين ..


وقانون الدفع والانتصار ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) وزوال الأمم وبقاؤها مرهون بذلك الوجود .. فإنْ كان منها قوة غالبة ؛ كان لها البقاء .. وإن تخلت أمة عن الإعداد فهي أمة مستضعفة عليها أن تعرف حجمها وقدرها ، وزمن استضعافها ، فتسعى جاهدةً في استدراك ذلك الانزواء والخمول .. محققةً وجودها بحكمة المرحلية التي يضعها ويُـقَـعـِّـدُ رؤيتها بقيةُ الحكماء والصالحين فيها ..


وسَنَـنُ حياةِ الأمةِ بوجود المرجعية المقدَّرةِ عندَ شعوبها ، واللائذة بها، والناصرة لها بعد توفيق الهادية الربانية ، والمكنة الإلهية .. فإنْ غلب الاتفاق والتسليم ، حصلَ لها النصرُ وحياة العزة المتجددة ..


فإن لم يكون اتفاق ، وكلاً يريد الوثوب والتصدر ، فهنا تُسكب عبرات الألم عند النظر إلى نتائج الفرقة والخلاف ..


وشريعة الإسلام قررت : أنه لا تكون أمة فاعلة منتجة ناجحة .. بغير رأس يُسمع له ويُطاع في طاعة الله تعالى ، مع وجود ثُلة من أهل العلم والعقل والحكمة والتخصص .. حوله تسدد وتنصح ، وتوجه وترشد ..


وانظروا إلى نجاح السابق واللاحق من الأمم .. ومن وجد عندهم ذلك القانون والناموس ؛ حصلَ لهم الاستقرار .. وتسارعت الأمـمُ بتقديرهم وخشيتهم واحترامهم .. وجاءهم الناس مهاجرين وعاملين في تلك البلدان المستقرة ؛ لسيرها على قانون الحياة المنتجة ، والصانعة لكل بناء وتطور .. ويتمنى كلُّ ساكنٍ فيها البقاءَ عندَ أهلها أبد الدهر ، < فراراً من أرض الفتن والمحن ، والهدم والفساد !! > ..


< فقوة الحق ، مع حق القوة > : كامنة في الاتفاق والسمع والطاعة في طاعة الله عز وجل ، مع صناعة العدل ، وبناء القيم والأمم ، والحامي لذلك الحق قوة : < وأعدوا !! > فمع الإعداد تكون الحياة السعيدة ، وبفقده تكون التبعية والعبودية والتخلف ، والسمع والطاعة لكل متسلط من الشرق والغرب ..


يقول نتنياهو في كتابه < مكان تحت الشمس > وصدق في قوله ذلك وهو كذوب : (التاريخ يكتبه المنتصرون .. الشعب الفلسطيني غير موجود في التاريخ الحضاري، إنه موجود في الإرهاب فقط ..
حق القوة في النهاية ، لا قوة الحق !!، هي التي ترسم الحدود على الأرض في المحصلة .. سلام القوة ، وسلام الردع ، وسلام الجدار الواقي : هو منطقنا بالأمس واليوم ، ويجب أن يبقى كذلك في المستقبل ) ..


وخلاصة الحقيقة : < أن الحق لا ينتصر بلا قوة ، ولا القوة تستمر بلا حق وعدل > وقضي الأمر الذي فيه يتصارع الحق والباطل ، والعاقبة نصر للحق وأهله ، وخزي وهزيمة للباطل وحزبه وجنده ..


حسن الحملي ..