http://www.assakina.com/video/8159.html
سؤال : معالي الشيخ أخيراً فيما يتعلق الآن بكلمة توجيهية للشباب، يعني البعض يقول هو محب لعلمائه، ولكن يقول حينما أقرأ بعض الأشياء في الإنترنت وكتب وأشرطة ونحو ذلك، يعني يقول ـ سبحان الله ـ يعني أحد الأخوة من طلبة العلم يقول : قرأت موقعاً في أحد المنتديات في الإنترنت فأحسست بشيء في قلبي تجاه العلماء، ثم استغفر الله سبحانه وتعالى.

كيف يحصن الشاب نفسه وهو يرى هذه الفتن وهذه الأحداث العظيمة؟
الجواب :
أولاً الإنترنت وسيلة من الوسائل التي حدثت كغيرها من الوسائل فيجب أن تُستثمر في الخير، ويجب أن لا نجعلها حجة علينا؛ لأن هذه منة من الله جل وعلا من استخدمها في سيء فعليه وزره ومن استخدمها في حسن فله أجره مثل أي وسيلة من الوسائل.
ما يُنشر في الإنترنت يفتقد الكثير من الآداب الشرعية، إذا نظرت للحوار الذي يجري في الإنترنت، الواحد كونه يبدي ما في نفسه طيب، ما فيه شيء تبدي ما في نفسك أو تنتقد بعض الأشياء أو تستفسر ولو كان الاستفسار فيه غلظة، هذا ليس فيه إشكال من هذه الجهة.
لكن يتأدب بآداب الشريعة، يأتي واحد ينتقد وضعاً لكنه يهاجم عالماً من علماء المسلمين، أو يستعدي الناس على واقعها أو على علمائها أو على دولتها ، أو يصم بأوصاف الكفر ونحو ذلك.
هذا كله خوض في أمور بلا علم، والله جل وعلا يقول : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء.
فإذا كان الذي يكتب يكتب بدون ظن منه أنه سيلقى الله جل وعلا ويحاسب على ما كتب هذه مصيبة عظيمة، وإذا كان يكتب أو يشارك في الإنترنت وهو يعلم أنه محاسب وليس كحديثه مع زميل له، أنت الآن تنشر ليقرأها آلاف من الناس أو مئات الآلاف، أو ربما أكثر، فكيف إذا كان بسبب كلمة قلت إنه حصل كذا وهو ما حصل، أو قلت إن فلاناً فيه كذا من الأفعال وهو ليس فيه، أو سمعت كلاماً ونشرته على أنه حقيقة وأنت ما تثبت منه وانتشر بين الناس على أنه حقيقة ثابتة ، مثل ما عُزي إلي في الإنترنت ما قال : أن فلان ـ صالح آل الشيخ ـ يقول : لا يجوز الدعاء على اليهود والنصارى، وطنطنوا عليها وكفروا.
هل يقول أحد من أهل العلم أو ممن عرف بعض أحكام الشريعة فضلاً أن يكون عرف كثيراً منها وعلم كثيراً منها أن يقول بهذا الإطلاق لا يجوز الدعاء على اليهود والنصارى ؟
ما في أحد ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان في آخر حياته قال:((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) واللعن : الطرد والإبعاد من رحمة الله جل وعلا ، وهو الدعاء عليهم .
فنُسب هذا الأمر مع أن كلامي أنا في هذا الموضوع كان قبل سبع سنوات، نقله أحد من لا يفهم ويعرف هذا، نقله نقلاً خطئاً من أحد الدروس ثم أُوّل أو صُنف على ذلك، والكلام إنما كان في قضية ـ أنا أستطرد في هذا لأجل المناسبة ـ كان في قضية محددة وهي : ألا نعارض حكمة الله جل وعلا في وجود الكفار، وجود اليهود ووجود النصارى ، ندعو عليهم مثلاً بالهلاك العام بالاستئصال، نعلم أن اليهود والنصارى بيبقون إلى آخر الزمان، فيأتي واحد ويقول : اللهم أبدهم الآن أجمعين، أنت تعارض حكمة الله جل وعلا ، تعارض ما أخبر الله جل وعلا في كتابه، فمن دعا بدعاء نعلم أنه مستحيل أو أن الشرع أخبرنا بخلافه أو نعلم أنه لن يكون هذا اعتداء في الدعاء من أسباب رد الدعاء.