معمر حبار
econo.pers@gmail.com
مقدمة: للوقوف على مزايا سادتنا الصحابة جميعا دون استثناء، والتعرف على فضائلهم النبيلة، وخصالهم الحميدة، تصفّح كتاب: "تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة"، للإمام أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى ابن مهران الأصبهاني، المتوفي سنة 430 هـ، تحقيق الأستاذ: إبراهيم التهامي، دار طليطلة، المحمدية، الجزائر، الطبعة الأولى: 1434 هـ - 2013، من 311 صفحة.
يتطرق صاحب الكتاب في كتابه هذا إلى فضل الصحابة جميعا دون استثناء، بما فيهم الذين تغيّبوا عن بعض المعارك، لأعذار قاهرة.
ويتطرّق للخلفاء الراشدين الأربعة، ويذكر خصالهم وميزاتهم الفريدة المميزة، ويدافع عنهم جميعا، ويرد عنهم مالحقهم من سوء تفسير لحديث ورد في شأنهم، أو فهم خاطئ لآية قيلت في حقهم.
إذا قلت إن الخليفة الفلاني، يمتاز بالصفات العديدة. يقول لك، كذلك كل الخلفاء الراشدين يمتازون بنفس الصفات، ويزيد عليها. وإذا ذكرت بعض العيوب لخليفة معين، أخذ نفس القول، وقال إنه ينطبق على الخلفاء جميعا. وبعد الشرح المفصّل، يصل إلى نتيجة مفادها، أن الخلفاء الأربعة، بشر يصيبون في اجتهاداتهم ويخطئون، وأن الخطأ إذا صدر منهم، لايحط من قدرهم.
وفي نفس السياق، يوصي المسلمين، أن يلتفتوا لفضائل الصحابة ومحاسنهم الكثيرة المتعددة، ويعذروهم فيما اختلفوا فيهم. والقاعدة في ذلك، أن الصحابي الذي دخل المعركة مبشر بالجنة، سواء كان مع هذا أو ذاك.
حسن الأدب مع الصحابة جميعا: يرى الكاتب في صفحة 255، أن الصحابي المجتهد مأجور، سواء كان مع هذا الفريق أو ذاك.
ويوصي في صفحة 257 "صرف أمورهم إلى أجمل الوجوه من أمارات المؤمنين التابعين لهم بإحسان".
يقول في صفحة 263: " إذا غضب رسول الله من صحابي ولعنه، فإن اللعنة لن تلحقه، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا ربه في مثل هذه الحالات، أن لايستجيب لدعوته، وقال "إنما أنا بشر مثلكم". وكذلك إذا غضب صحابي من صحابي، قد عفا الله عنهم، لكن لايجوز لعن الصحابة أو سبّهم ممن دونهم".
ويقول إن فضل الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر كبير، وأنهم كلهم عدول، ليس لأنهم شاركوا في بدر، بل لأن الله كرّمهم بالعدالة والصحبة، بدليل أن الذين تغيّبوا عن بدر بأعذار، حافظوا على نفس الميزة واللقب.
ويقول في صفحة 173: "الفضل الذي حازه أهل بدر، طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الطاعة هي التي بلغت بهم الفضيلة".
وقال في صفحة 220: " واجب على المسلمين في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إظهار مامدحهم الله تعالى به وشكرهم عليه من جميل فعالهم وجميل سوابقهم، وأن يغضوا عما كان منهم في حال الغضب والانفعال واستزلال الشيطان إياهم".
ثم يتطرق لقوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ"، آل عمران - الآية 159. ويقول بأن فضل الصحابة جميعا في هذا الآية بيّن واضح، فالله تعالى أمر نبيه أن يشاور صحابته، لما رأى منهم حسن الرأي والمشورة. ويقول في صفحة 175 : "والمسلمون بأجمعهم قد عرفوا فضل أهل الشورى".
خاتمة: تطرق الإمام الأصبهاني، رحمة الله عليه،، لفضائل الصحابة من خلال السؤال والجواب، بل إفتراض السؤال أحيانا، وقد أجاد في الطرح والإجابة. ويمكن لكل قارئ للكتاب، أن يقرأه من زاويته الخاصة، والكيس هو الذي يحترم قراءة الآخر.
ومن خلال هذا العرض، تعمّد صاحب الأسطر، أن يختار نقطة واحدة من الكتاب، وهي التطرق لفضائل الصحابة، بما فيهم الخلفاء الراشدين الأربعة، رضوان الله عليهم جميعا، وأنهم كلهم عدول، وأن الصحابة جميعا، إختاروا خلفاءهم الأربعة عن علم ودراية وقناعة وحرية.