02-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
حيث صرح العلماني المصري المثير للجدل "سيد القمني" أن الإسلام لا يؤسس لدولة أو نظام حكم، مستشهدًا في كلامه بكتب الشيخ علي عبد الرازق الذي أكد في كتبه أن الإسلام جاء بعبادات ومعاملات، ولم يأت بشكل دولة إسلامية.


منذ أيام عقد الأزهر مؤتمراً عن رؤية الغرب للإسلام، بمشاركة عدد من كبار المستشرقين الفرنسيين، وخلال جلسات المؤتمر أكد المستشرق الفرنسي الدكتور"شارل سان برو" مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بجامعة باريس ديكارت، أن الدين اﻹسلامي يشوبه خلط في مفاهيمه في الغرب على أنه دين جامد، نافيًا ذلك لأن الإسلام دين فكر، وبه مساحة من التجديد، مؤكدًا أن تطوير الإسلام ﻻ يعنى تغييره بل فتح باب الاجتهاد والحوار، لمواكبة التطور، مؤكداً أن الإسلام دين عمل، والإصلاح في الإسلام شيء متجدد، ويومي، وليس دينًا متحجرًا.
وما قاله المستشرق حق، وهناك مئات الشهادات لغربيين وشرقيين مثله من غير المسلمين تشهد على هذا الأمر، ولذلك استطاع الإسلام أن يؤسس لإمبراطورية من أكبر الإمبراطوريات في العالم وحضارة من أكثـر الحضارات نبلًا، بحسب كلام للمستشرق البريطاني "روم لاندو"، فهذه أمثلة من إنصافات المستشرقين، وشهاداتهم للإسلام والمسلمين. لكن مع ذلك فلازال يوجد بيننا ممن يتحدثون بلساننا- ويدَّعون الانتساب للإسلام- من ينكر عظمة هذا الدين، وأنه دين صالح لكل مكان وكل زمان.
حيث صرح العلماني المصري المثير للجدل "سيد القمني" أن الإسلام لا يؤسس لدولة أو نظام حكم، مستشهدًا في كلامه بكتب الشيخ علي عبد الرازق الذي أكد في كتبه أن الإسلام جاء بعبادات ومعاملات، ولم يأت بشكل دولة إسلامية كما يدَّعي الإخوان والسلفيون.
حيث زعم الشيخ علي عبد الرازق: أنَّه لا يجد دليلاً على أنَّ الإسلام يدعو إلى تأسيس دولة أو إقامة حكومة، وأنه ليس إلا دعوة دِينية خالصة، لا صلة لها بالمُلك الذي هو مِن أمور الدنيا المضادَّة للدِّين.
وأضاف القمنى خلال ندوة بحزب المصريين الأحرار: "مقوله الإسلام يصلح لكل زمان ومكان خاطئة والإسلام به ما يصلح وما لا يصلح لكل زمان ومكان ويصلح لزمان بعينه فقط".
وكلام القمني كلام مكرور ومعاد، يردد فيه الشبهات التي ألقتها مدرسة الاستشراق قديماً في عقول الطليعة العلمانية في القرن المنصرم كطه حسين وعلى عبد الرازق اللذين كانا لهم الدور الأكبر في ترويج هذه المقولة والعمل على إقرارها.
وهذه المقولة تؤسس لمبدأ فصل الدين عن الدولة، وهو مبدأ أصيل في الطرح العلماني، فالقمني ومن سبقه ومن لحق به من حملة هذا الفكر، يسعون بكل ما أوتوا من مكر وخديعة، إلى تطبيق مزاعم العلمانيين الغربيين على الواقع الإسلامي، وهو أمر إن صح في الغرب- لفساد في معتقدهم- فليس يصح في الدولة الإسلامية، لكمال الدين الإسلامي وتمامه وصلاحه لكل مكان وكل زمان.
جدير بالذكر أن للقمني انحرافات ومغالطات غير هذه المسألة، فالرجل ما ترك مسألة تبناها أعداء الإسلام ولا مثلب إلا ادعاه ورمى به الإسلام والمسلمين، وهو ناقل ينقل عن كل كاره. فنراه ينقل عن الشيعة، وينقل عن المستشرقين سيما غير المنصفين منهم، وينقل عن سلفه من العلمانيين العرب. وهو مع كل هذا يتسم بضحالة الفكر وضعف الحجة، فمع هذا الخروج وتلك الانحرافات إلا إنه ضعيف الحجة في الحوار وكثيراً ما تهرب من مناظرات مع دعاة وعلماء، أو تطاول وأساء الأدب معهم.
فمنذ أعوام طالب القمني الحكومة المصرية بإنشاء "كعبة" بسيناء لجميع "الأديان"، ليحج إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، وطوال العام، زعماً أن مقترحه سوف يدرّ على الخزينة المصرية نحو 30 مليار جنيه سنويًا. كما كان يمنع جميع أفراد الحراسة الخاصة به من قراءة القرآن أو أداء الصلاة أمام منزله، إلى غير ذلك من الضلالات.