تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حديث صحيح واستدلال خاطئ!..للمناقشة!

  1. Post حديث صحيح واستدلال خاطئ!..للمناقشة!

    أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
    3/1/2014


    (( ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن ))


    حديث صحيح واستدلال خاطئ


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:


    ففي البخاري من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى - أو فطر - إلى المصلّى، فمرّ على النساء فقال: « يا معشر النساء تصدقن ، فإني أُرِيتُكُنَّ أكثر أهل النار ». فقلن: وبِمَ يا رسول الله! قال: « تكثرن اللّعن ، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن » قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: « أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ » قلن: بلى . قال: « فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ » قلن: بلى. قال « فذلك من نقصان دينها ».


    هذا الحديث أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين


    وهذا الحديث يستدل به كثير من أهل السنة رحمهم الله على مسألة نقصان الإيمان، والاستدلال به على هذه المسألة قديم، فمسلم رحمه الله أخرجه في كتاب الإيمان، باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات (1)، وأبو داود في كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والترمذي في كتاب الإيمان، باب استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه، وقد أقرّ كثير من المتأخرين رحمهم الله هذا الاستدلال كشيخ الإسلام وابن القيم رحمة الله على الجميع، في غير ما موضع من كتبهم، وذلك ـ من وجهة نظري ـ للشُحِّ الواقع في أدلة الداّلة على نقصان الإيمان، ممّا جعل بعض السلف يثبت لفظ الزيادة دون لفظ النقص، كما روي عن الإمام مالك رحمه الله وبعض السلف وقوفا عند النصوص، بخلاف أدلة زيادة الإيمان فقد وردت به صريح نصوص الكتاب والسنة قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }.


    ولست بصدد الكلام عن هذه المسألة بعينها، فثبوت الزيادة يقتضي بالضرورة ثبوت النقص، وذلك أن ما جعل الإيمان يزداد وهو الطاعات قد تزول من العبد، فيرجع إلى الحالة التي كان عليها من قبل، وقد يرتكب الضدّ ـ أعني: المعاصي ـ مما يلزم منه تراجع إيمانه إلى حد أدنى وهو النقصان، فهي مسألة عقلية، ولهذا سفيان بن عيينة لما سئل عن الإيمان يزيد وينقص؟ قال: أليس تقرؤون {فزادهم إيمانا} ، {وزدناهم هدى} قيل : فينقص؟قال: ليس شيء يزيد إلا وهو ينقص، غير أن الإمام البخاري رحمه الله لم يذكر حديثنا هذا في كتاب الإيمان ولا استدل به على ذلك، وهو الفقيه الذي ظهر فقهه في تبويبه لكتابه الجامع الصحيح، مع أنه أخرج الحديث في مواضع كثيرة من كتابه الصحيح، وكثير ممن أخرج الحديث من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الكبرى والصغرى رحمهم الله لم يوردوه تحت هذا الباب ـ أقصد الإيمان ـ، بل إما في الحيض، أو الزكاة، أو شهادة المرأة، أو غيرها، ولست على ثلج من هذا الاستدلال ـ أقصد بهذا الحديث على مسألة نقصان الإيمان ـ بل هو من وجهة نظري استدلال خاطئ، وبيان ذلك من وجوه:


    * الأوّل: أن نقصان الدِّين الذي نصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث ليس من كسب المرأة نفسها ولا من فعلها واختيارها، كما هو صريح الحديث (( قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: « أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ». قلن بلى. قال « فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ». قلن: بلى. قال « فذلك من نقصان دينها » )).


    فنقصان العقل الذي جعلها لا تضبط الشهادة ليس من كسبها، إنما هو خاضع لإرادة الله وحكمته الذي أوجد عليها بنية وتركيبة المرأة كأنثى عاطفية، وكذا نقصان دينها إنما لقيام المانع من أداء العبادة وهو الحيض. وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ناوليني الخمرة ( الثوب ) من المسجد ». قالت: فقلت: إني حائض. فقال: « إن حيضتك ليست في يدك ».


    * ثانيا: بل لو صلّت أو صامت بطلت صلاتها وصيامها، إذا كانت جاهلة، وإن كانت عالمة وصلّت أو صامت ـ متأثّمة ـ لكانت عاصية لربّها، ولو استحلّت فعلها وصلّت أو صامت معارضة لحكم الله لكفرت بذلك، كما هو مقرّر في بابه من كتب المعتقد.


    * ثالثا: بل إن امتناعها عن أداء الصلاة والصيام وقت حيضها من تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى، فكيف يكون نقصان الإيمان بتحقيق العبادة لله تبارك وتعالى والالتزام بشعائر الله وتحقيق مراده ؟!!!.


    فإنه من المتقرّر عند أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومتأخرِّيها أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فكيف ينقص إيمانها بطاعتها بامتثال أمر ربها بترك الصلاة والصيام وقت حيضها.


    ولعلّ هذا السر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يعبر بنقصان الدين لا نقصان الإيمان، فهو صلى الله عليه وسلم يحكي واقعا، فهي صفة كاشفة لا مفهوم لها، فلا يلزم من نقصان الدين إذا كان من هذا الباب ـ أقصد ما لا كسب فيه للعبد ـ نقصان الإيمان، قولا واحدا، فلم يقل أحد من العقلاء أن المسافر إذا أفطر في سفره آخذا برخصة الله ينقص إيمانه لذلك.


    * رابعا: وفي صحيح ابن حبان وغيره بإسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»..


    فإذا كان إتيان الرخص التي رخصها الله لعباده من الفطر وقصر الصلاة في السفر، وسقوط السنن الرواتب وغيرها، يكتب لصاحبها الأجر ما كان يفعله صحيحا مقيما كما هو ثابت ومتقرّر، ولا يلزم منه نقصان الإيمان كما تقدّم، فكيف بما كان من العزائم، والتي منها ترك الصيام والصلاة للحائض مع قضاء الصوم دون الصلاة. أفليس هذا ممّا يحبه الله تبارك وتعالى؟! وكيف يكون ما يحبه الله سببا لنقصان الإيمان؟!


    *خامسا: ربّ امرأة وقت حيضها على حال من الصلاح والذكر والإخبات ما لا يكون معها في حال طهرها.


    فتبيّن مما ذكر أن الاستدلال بهذا الحديث على نقصان الإيمان استدلال خاطئ لا يصح، وسبحان من وهب نبيّه صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم فجعله يعبر بنقصان الدين لا بنقصان الإيمان!


    ((تنبيه)):


    وأختم مقالي بالتنبيه على مقولة انتشرت في المواقع على شبكة المعلومات لأحد الأفاضل الذي لا أشك في حسن قصده، طارت بها بعض النساء فرحا، وصاحبها أراد أن يمدح المرأة بهذا الحديث في حين أنه ذمّها من حيث لا يشعر، يقول فيها:


    " إذا كانت المرأة درست، تزوّجت، حبّت، أخلصت، حملت، أنجبت، أرضعت، ربّت، عملت، تحمّلت قلق وخوف، وكانت في الآخِرِ بنصف عقل، فكيف لو كان عقلها كاملا؟"


    قلنا له:


    من أين لك أن المرأة بنصف عقل، ومن قال بذلك، وهل يلزم من وصفها بالنقصان أن يصل إلى النصف؟!الجواب: الأكيد، لا، وليس المقصود من وصفها بنقصان العقل النقص الحسي كما يتوهّم البعض، أو وجود خلل في التركيبة الدماغية للمرأة، إنما غاية ما يريده صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى أنشأ المرأة وغلّب فيها الجانب العاطفي لتكون هي مصدر حنان وسكن الرجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }، و هذا العاطفة تؤثر عليها في جوانب أخرى، من الحفظ والضبط وتأثير العاطفة على الشهادة، لذلك شرع لها من الأحكام ما يناسبها.


    بل إن المتأمّل في هذا يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن خوّف المرأة من النار ومن أسبابها التي تكثر عند النساء، رجع فذكرها بما جبلها الله عليه من ذكاء ودهاء، فقال: « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن »، فهذا أقرب إلى المدح بما يشبه الذمّ، فهز ثناء عليها من طرف خفي، فهي مع ما جبلت عليه من نقص إلا أنها من أشد الأشياء تأثيرا على الرجل العاقل الحازم ذي العقل الراجح، والذي خلاصته أن:"كمال المرأة في نقصها" الجبلي الذي فطرت عليه، فلنا أن نتصور كيف ستكون الحياة لو كانت المرأة في الحزم والقوة والجفاء والشدة والذكاء كالرجل تماما، هل يبقى للحياة طعم؟!


    وليس الأمر كما يصوّره البعض من أنه صلى الله عليه وسلم عاب المرأة وذمّها في هذا الحديث ـ حاشاه صلى الله عليه وسلم ـ فهل يعقل أن أحدنا ـ وهو من في كمال الصدق والإخلاص والحرص على نفع الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! ـ إذا أراد أن يعظ ويذّكر ويرشد شخصا أو قوما ما: تجابههم بما يكرهون من ذمّ ووصف؟!


    (1) ملحوظة:


    قد يقول قائل: إن تبويب صحيح مسلم لم يكن منه، بل من صنيع الإمام النووي رحمه الله، أو المازري في المعلم، أو القاضي عياض في إكمال المعلم، قلنا: أيا كان؟ فإن كان من الإمام مسلم فلا إشكال، وإن كان من الإمام النووي أو من قبله من الأئمة كما يراه البعض، فهو لا يقل قدرًا عمن سبقه من الأئمة في الإمامة في الدين، رحمة الله عليهم أجمعين. والله أعلم.


    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





    مكة المكرمة في: 9 صفر 1434هـ


    ---------------------------


    (*) طالب بمرحلة الدكتوراه جامعة أم القرى، قسم الكتاب والسنة، (Hassene.cha@gmail.com).


    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: حديث صحيح واستدلال خاطئ!..للمناقشة!

    لما لا يكون ذلك على الغالب التي تناسب طبيعة المرأة وبعدها ع الدين واخباره ع الصلاة والسلام بانها من اكثر اهل النار لما يقع منها .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: حديث صحيح واستدلال خاطئ!..للمناقشة!

    وإذا ابتعدت عن الصلاة ـ وهي بذلك تمتثل لأمر ربها ـ لكنها في الوقت ذاته قد ابتعدت عن الصلاة وما فيها من روحانيات ، فيقل إيمانها لابتعادهاعن تلك العبادة التي يتأثر بها قلب العبد . وعلى كل موضوع مهم .
    ملحوظة على الملحوظة : الإمام مسلم معلوم أنه لم يبوب الأبواب ، إنما الشراح ، ولكنه رحمه الله بوب الكتب ، والله أعلم .

  4. #4

    افتراضي رد: حديث صحيح واستدلال خاطئ!..للمناقشة!

    [15:57:56] ابو مالك السيحمدي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله امابعد فالائمة استدلوا بالحديث على نقصان الايمان والايمان من الدين كما في حديث جبريل اتاكم ليعلمكم دينكم وكان من قبل قد ساله عن الايمان فلما كان الدين ينقص والايمان من الدين فهو ينقص لان الايمان من الدين ولم يستدلوا به على نقصان ايمان المراة بسبب تركها الصلاة والصيام وقت الحيض فلما كان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بتركها سمى النبي صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات دين لان هذه الطاعات تنقطع عند المراة وتنقص فالطاعة هي التي تنقص وتنقطع وليس ايمان المراة وهذا دليل قوي على ان الايمان ينقص فاين الاشكال وليس ترك بعض الائمة للاستدلال بحديث حجة على ترك الاستدلال به وكم من احاديث رواها البخاري واستدل بها في ابواب وتركها في اخرى فهل نتركها وكم من احاديث صحيحة ترك اخراجها في صحيحه ولم يخرجها بعض المصنفين فهل نتركها فربما استحضر الاستدلال مسلم وغاب عن البخاري فالحديث فيه دليل قوي على نقص الايمان لان النبي سمى نقص الصلاة والصيام نقصا في الدين والدين هو الايمان وفيه دليل ايضا على دخول العمل في الايمان وشكرا..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •