19-02-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث فأعلنت وزارة الداخلية التونسية في الرابع عشر من هذا الشهر منع المجتمع التونسي من ارتداء النقاب، وعملت على تشديد الرقابة على كل من ترتدي النقاب، ولكن لم تعد الرقابة -كما سيتضح- غرامة أو حكم بالحبس، بل أصبحت العقوبة تهديد بهتك العرض والضرب، فلقد كشفت امرأة تونسية ترتدي النقاب تفاصيل ما تعرضت له على أيدي عناصر الشرطة بسبب ارتدائها النقاب.
منذ قيام ثورة الياسمين التونسية في 17 ديسمبر 2010، شهد المجتمع التونسي تغيرا كبيرا في حجم الحريات العامة والخاصة، من خلال ظهور عدد من التونسيات يرتدين النقاب، بعد أن كان ممنوعاً قبل الثورة، فضلاً عن إظهار أي شعائر دينية، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المجتمعية التونسية بين رافض ومناصر لهذا النوع من اللباس، واشتدت الأزمة خاصة بعد ادعاء البعض أن النقاب وسيلة لقيام بعض الخارجين عن القانون بارتدائه لتنفيذ بعض الإعمال الإرهابية، ومناداة البعض لتفعيل قانون بتجريم ارتداء النقاب.
فأعلنت وزارة الداخلية التونسية في الرابع عشر من هذا الشهر منع المجتمع التونسي من ارتداء النقاب، وعملت على تشديد الرقابة على كل من ترتدي النقاب، ولكن لم تعد الرقابة -كما سيتضح- غرامة أو حكم بالحبس، بل أصبحت العقوبة تهديد بهتك العرض والضرب، فلقد كشفت امرأة تونسية ترتدي النقاب تفاصيل ما تعرضت له على أيدي عناصر الشرطة بسبب ارتدائها النقاب.
فروت السيدة المنتقبة -المنحدرة من ولاية نابل في مقطع فيديو- ما تعرضت له من قبل عناصر الشرطة، حين اعترضوا طريقها ووضعوها في سيارة الشرطة، وانهالوا عليها بالضرب وإقدام أحد عناصر الشرطة على نزع نقاب المرأة، فيما قام الأخر بتهديدها بهتك عرضها إن واصلت ارتداء النقاب.
ويأتي هذا بعد أن أعلن كلا من الشيخ "حمدة سعيد" مفتي الديار التونسية، و"حسين العبيدي" شيخ جامع الزيتونة الشهير، تأييدهم لما قامت به وزارة الداخلية من منع النقاب، لما يمثله النقاب من مانع يستتر به الخارجين عن القانون -على حد زعمهم- كما أعرب العبيدي أن "اللباس الشرعي للمرأة المسلمة هو الحجاب ولا وجود في الشريعة الإسلامية للنقاب".
وأضاف "يحق للسلطة القائمة منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة درءا للمفسدة إذا كان استعماله ينطوي على مساس بالأمن العام وتهديد لاستقرار المجتمع".
فأي علم ينطوي عليه رجال مثل هؤلاء، من أجل حادثة فردية استخدم فيها النقاب يؤيدون حظر شعيرة إسلامية، لم يختلف أحد من العلماء على أنها من الإسلام، وأن مدار الاختلاف فيها بين الوجوب والاستحباب.
فهل سنجد بيانا أو حتى احتجاجا منهم على ما حدث مع السيدة المنقبة، التي هددت بهتك عرضها، كما سارعوا في إصدار بيان تأييد لحجب النقاب عن تونس؟