تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

  1. #1

    افتراضي هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

    هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟
    وما افضل كتب التخريج؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال في صحيح ابن خزيمة

    قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (وكتب أخر التزم أصحابها صحتها، كابن خزيمة، وابن حبان البستي، وهما خير من المستدرك بكثير وأنظف أسانيد ومتون).
    قال فضيلة الشيخ/ طارق بن عوض الله حفظه الله
    في دروسه افي علم المصطلح في قناة المجد العلمية شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير
    أيضاً ما زال المصنف -رحمه الله تعالى- يعدد لنا الكتب التي هي مظنة وقوع الأحاديث الصحيحة فيها، فذكر من هذه الكتب: الكتب الموسومة بالصحاح، كتب الصحاح غير الصحيحين؛ لأن الكتب التي سماها أصحابها الصحاح، واشترطوا فيها الصحة، ليست فقط محصورة في الصحيحين، بل هناك أئمة أخرون صنفوا في الصحيح، كالإمام ابن خزيمة له صحيح ابن خزيمة وهو مطبوع متداول، وكالإمام ابن حبان البستي، أيضاً له صحيحه المسمى بالتقاسيم والأنواع، وترتيبه مطبوع، وأيضاً مستدرك الحاكم وقد تكلمنا عليه كثيراً، فهو صحيح عند صاحبه عند الإمام الحاكم النيسابوري، هذه الكتب مظنة وقوع الأحاديث الصحيحة، فيها زيادة عما وجد في الصحيحين، ولا شك أن أصح هذه الكتب الثلاثة، كتاب الإمام ابن خزيمة، فإن الأحاديث الصحيحة فيه كثيرة، ومقارنة بصحيح ابن حبان وصحيح الحاكم، أو مستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان أنظف، وأعلى رتبة من مستدرك الحاكم، إلا أنه في مرتبة دون مرتبة صحيح ابن خزيمة، فترتيب هذه الكتب بحسب الأصحية هو: صحيح ابن خزيمة، وهو المقدم، ثم صحيح ابن حبان، ثم مستدرك الحاكم، فهذا هو ترتيب هذه الكتب، ولكنها في الجملة دون الصحيحين؛ لأن فيها أحاديث أُنكرت على أصحابها، وأخطاء من قبل بعض الرواة، وأحاديث معلولة، وأحاديث فيها بعض الرواة الضعفاء خفيت علتها على ابن خزيمة أو ابن حبان أو الحاكم، فمن هذه الحيثية لم ترتقي هذه الكتب إلى مرتبة الصحيحين، ولكن لا شك أنه ينتفع بما وقع فيها زائداً من الأحاديث، فمنه قدر لا بأس به من الأحاديث الصحيحة، والتي ليست هي في الصحيحين.
    لكن ينبغي أن نلاحظ أمراً يختص بكتاب ابن خزيمة -رحمه الله-، بعض الناس يتصور أن كل حديث أدخله الإمام ابن خزيمة في صحيحه فهو عنده صحيح، وليس هذا كذلك، بل أحياناً ابن خزيمة يشير في صدور الأبواب والعناوين إلى ضعف الحديث، فيخرج الحديث ويقول: باب كذا وكذا وكذا، ثم يقول: إن صح الخبر فإن في القلب منه شيء، إن صح الخبر فإن فلان فيه كذا، إن صح الخبر فإن الصواب فيه الإرسال أو نحو ذلك، فيشير إلى ما وقع في الحديث من خطأ، فهذا لا يكون صحيحاً عند ابن خزيمة، إنما ذكره لينبه عليه، ويلفت القارئ إلى أنه ليس من صحيح الحديث بل من ضعيفه، فإدخاله في الصحيح مع التنبيه على ضعفه يخرجه عن شرطه في الصحيح، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في بعض مواضعه.
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3

    افتراضي رد: سؤال في صحيح ابن خزيمة

    جزاك الله خيراً أخي أبا محمد ونفع الله بك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال في صحيح ابن خزيمة

    شكرا لك و بارك الله فيك ونفع الله بك
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,544

    افتراضي رد: سؤال في صحيح ابن خزيمة

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    حُبُّ الصحابةِ والقَرَابة سُنَّة... ألْقى بها ربِّي إذا أحياني
    الإمام القحطاني في «النونية»

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال في صحيح ابن خزيمة

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7

    افتراضي رد: هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

    تم لي بفضل الله النظر في أحاديث ابن خزيمة ، وتبين لي أن المضعف من الحديث في صحيحه على أقسام:
    الأول : ما صرح الإمام ابن خزيمة بضعفه ، ومنها أحاديث ذكرها لبيان عللها
    الثاني : ما تردد فيه الإمام ، فعلق الأحكام المستنبطة على صحة الحديث
    فهذان ليسا على شرط الصحيح ، ولا يصح الأستدراك على ابن خزيمة فيهما
    الثالث : ما ساقه ابن خزيمة مساق الأحتجاج وإثبات الصحة ، وهما قسمان
    الأول : ما كان ضعفه ظاهرا، فيكون مسلك ابن خزيمة حينئذ من قبيل الوهم والغلط عند غيره.
    الثاني : ما كان محل اجتهاد ، بمعنى أن الإمام ابن خزيمة يصحح مثل هذا الإسناد بينما غيره يضعفه ، ومن هذا الباب فيما أرى أحاديث كثير من المجاهيل ،
    وهنا أحب أن أنبه أنه من الغلط وضع أحكام المحققين في تصحيح الاحاديث أو تضعيفها على كتب الأصول ، ولهذا موضع آخر .
    والله أعلم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    821

    افتراضي رد: هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

    ضعف محمد مصطفى الأعظمي في تحقيقه لصحيح ابن خزيمة أكثر من 300 حديث.
    والله أعلم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

    ابن خزيمة إمام في العلم والحديث ومكانته لا تخفى وشرطه قوي ولكنه دون شرط الشيخين
    فالناظر في كتابه الصحيح له حالتان:
    إما أن يكون غير قادر على النظر في دليل صحة الحديث أو ضعفه فله أن يقلد الإمام ابن خزيمة لأنه إمام في العلم يجوز تقليده للمقلد
    فإذا وقف على قول عالم بالحديث مخالفا له فينظر:
    إن كان ذكر دليلا وكان قادرا على فهم الدليل على الوجه الذي يفهمه أدنى أهل العلم اتبع الدليل
    وإن لم يذكر دليلا نظر:
    إن كان أعلم من ابن خزيمة في ظنه كالإمام أحمد مثلا اتبع الأعلم
    وإن كان أقل علما منه كالشيخ الألباني والأعظمي مثلا اتبع الأعلم وهو ابن خزيمة

    أن يكون قادرا على النظر في الأدلة وفهمها والمراد بها هنا أدلة تصحيح الأحاديث وتسقيمها
    فحقه أن يتبع الدليل
    والله أعلم

    تنبيه: كتاب ومنهج وشرط ابن خزيمة يحتاج إلى دراسة استقرائية متينة على منهج المتقدمين لفهم صنيع هذا الإمام ومنهجه في العلن على أقرب الوجوه للحق
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  10. #10

    افتراضي رد: هل كل مافي صحيح ابن خزيمة من الأحاديث صحيحة؟

    السلام عليكم
    ما في صحيح ابن خزيمة قد صححه الائمة بعده اما ان يكون كل ما فيه صحيح فهذا امر مستبعد جدا لان البخاري و ما ادراك ما البخاري ؟و قد انتقده الحافظ الدارقطني في 101 حديثا اجاب عنها الحافظ في مقدمة الفتح و رحم الله الجميع
    والسلام عليكم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    من منهج ابن خزيمة رحمه الله إذا قدم المتن وأخر الإسناد فإنه يشير إلى ضعف الحديث ، وهذا وقع في كتابه الصحيح في كثير من المواضع وذكره هو عن نفسه في كتابه التوحيد 2 / 637 ، ونص عليه الحافظ ابن حجر في بعض المواضع .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال ابن حجر - كما في تدريب الراوي - : تقديم الحديث على السند يقع لابن خزيمة إذا كان في السند من فيه مقال ، فيبتدئ به ، ثم بعد الفراغ يذكر السند ، قال : وقد صرح ابن خزيمة بأن من رواه على غير ذلك الوجه لا يكون في حل منه .

    وقال السخاوي في فتح المغيث 3 / 197 : ثم إنه يستثنى من الجواز ما يقع لابن خزيمة ، فإنه يفعله إذا كان في السند من فيه مقال حيث يبتدئ من المتكلم فيه ، ثم بعد الفراغ من المتن يذكر أول السند ، وقال : إن من رواه على غير هذا الوجه لا يكون في حل منه ، ولذا قال شيخنا : إنه ينبغي أن القائل بجواز الرواية بالمعنى ألا يجوز مثل هذا – يعني إذا لم يبين- ، وكذا ميّز أبو بكر الإسماعيلي بين ما يخرجه في مستخرجه من طريق من يعرض له في القلب منه شيء ، وبين الصحيح على شرطه بذكر الخبر من فوق ، ثم بعد فراغه منه يقول : أخبرنيه فلان عن فلان كما نبه عليه في المدخل. اهـ .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    المناهج الخاصة للمحدثين - منهج الإمام ابن خزيمة

    كان بقاء عدد كبير من الأحاديث الصحيحة خارج "الصحيحين" دافعا ومحركا لهمة الحفاظ والمحدثين لجمعها واستيعابها والتصنيف فيها، وكان من أبرز من فعل ذلك: الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق..



    كان بقاء عدد كبير من الأحاديث الصحيحة خارج "الصحيحين" دافعا ومحركا لهمة الحفاظ والمحدثين لجمعها واستيعابها والتصنيف فيها، وكان من أبرز من فعل ذلك: الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، فقد صنف كتابا سماه "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم"، واشتهر على ألسنة الحفاظ والمحدثين باسم "صحيح ابن خزيمة"، لكونه اشترط فيه الصحيح .


    وقد احتل كتابه صدارة الكتب الصحيحة بعد البخاري ومسلم، وفي ذلك يقول الحافظ ابن عدي: "صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب، فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين البخاري ومسلم"، وقال الإمام المناوي نقلاً عن الإمام الحازمي: "صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه؛ وأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين: ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم".


    وقد كان الإمام ابن خزيمة عالما فقيها بصيرا بالرجال، يدل على ذلك منهجه وشروطه وضوابطه، التي نصَّ بنفسه على بعضها، واستُنتج البعض الآخر، وهي في مُجملها تستحق أن يتم التوقف عندها، وأن يُعتنى بها، حتى تكون نبراسا لكل من أراد معرفة منهجه ومسلكه.


    منهج الإمام ابن خزيمة المتعلق بالأسانيد


    أولاً: شروطه في أسانيد صحيحه:


    1- صحة الإسناد: أن يكون الحديث متصل الإسناد، بنقل الثقة عن الثقة، من أوله إلى منتهاه، سالما من الشذوذ ومن العلة، إلا ما كان من الأحاديث التي توقف فيها أو أعلَّها أو قدَّم المتن على السند.


    2- ثبوت اللقاء: أن تثبت ملاقاة الراوي من روى عنه، دون الاكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء فقط، ويدل على اشتراطه لذلك ما ذكره في أحد الأبواب، حيث قال: "باب إدخال الأصبعين في الأذنين عند الأذان، إن صح الخبر، فإن هذه اللفظة لستُ أحفظها إلا عن حجاج بن أرطأة، ولست أفهم: أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا؟ فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة".


    3- ذِكر العلة إذا أورد حديثا معلولا: قد يورد الإمام ابن خزيمة أحاديث ضعيفة، لكنه يذكر علتها أو يتوقف في الحكم عليها أو يقدِّم المتن على السند، وقصده بذلك بيان علة الحديث.


    ثانياً: منهجه في ترتيب أحاديث صحيحه:


    1- الترتيب على أبواب الفقه: بنى الإمام ابن خزيمة كتابه على تراجم الفقه، حيث يخرج الباب من الحديث، لينتزع منه الدلالة على ما ترجمه به، وأحيانا يستدل للمسألة بعدد من الأحاديث على طريقة استخراج الفقه منها، أو الفوائد الحديثية المتضمنة لها.


    2- ترتيب الأحاديث في الباب: لم يكن للإمام ابن خزيمة منهج مطرد في ترتيب أحاديث الباب الواحد، بل كان ترتيب أحاديث الباب يخضع في كل مرة للغرض الذي من أجله ساق تلك الأحاديث.


    ثالثاً: منهجه في تكرار الحديث:


    لم يتعمد الإمام ابن خزيمة تكرير الأحاديث في صحيحه؛ ولذا لم يتكرر عنده إلا القليل من الأحاديث، في مواضع قليلة، حتى لا يَعرف الناظر فيه ذلك إلا بعد التأمل والبحث، ولكنه في تكراره - القليل - قد يُراعي المغايرة بفائدة جديدة في متن الحديث أو إسناده.


    رابعاً: منهجه في الأحاديث المعلقة:


    الحديث المعلق هو الذي سقط من مبتدأ سنده - من جهة المصنف - راوٍ أو أكثر على التوالي، والأصل أن الإمام ابن خزيمة لم يُخرج في صحيحه إلا ما اتصل سنده، ولكنه أورد بعض الأسانيد غير المتصلة (المعلقة)، غير أنها لا تزيد على ثلاثة عشر حديثاً، كلها صحيحة عند كثير من المحدثين إلا حديثا واحدا.


    خامساً: منهجه في بيان طرق الحديث واختصارها:


    الأصل في إخراج الأحاديث بأسانيدها أن يُفرَد كل حديث بالرواية سنداً ومتناً، ولكن خشية التطويل دفعت الأئمة - ومنهم الإمام ابن خزيمة - إلى اتباع طرق للاختصار، منها:


    1- جمع الرواة بالعطف: جمع بين الرواة بالعطف بحرف الواو، طلبا للاختصار، وعدم تكرار الجزء المشترك من الإسناد بأكمله، ومن ذلك قوله في صحيحه: "أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء، قالا: حدثنا سفيان.." الحديث.


    2- جمع الأسانيد بالتحويل: جمع بين الأسانيد باستخدام حرف يدل على التحويل -أي الانتقال من سند إلى آخر- وهو حرف "ح"، والهدف من التحويل اختصار الأسانيد التي تلتقي عند راو معين، بعدم تكرار القدر المشترك بينها، وتوضع حاء التحويل "ح" عند الراوي الذي تلتقي عنده الأسانيد، ويكون عليه مدار مخرج الحديث، وقد توضع حاء التحويل بعد ذكر جزء من المتن، عند الموضع الذي يبدأ فيه اختلاف الروايتين.


    3- ذكر بعض الطرق أو جزء من الحديث والإشارة إلى الباقي للاختصار: إذا كان للحديث أكثر من إسناد أو متن، فإنه قد يذكر بعضها ويشير إلى باقيها، دون أن يذكرها بطولها، قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه بعد أن ذكر أحد الأحاديث: "أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سلْم بن إبراهيم -يعني الوراق- قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال بهذا الإسناد نحوه".


    سادساً: منهجه في التعليق على الأحاديث:


    لم يُكثر الإمام ابن خزيمة من ذكر حكمه على الحديث، لكونه اشترط الصحة في الأحاديث التي يوردها، وكذا لم يُكثر من التعرض لذكر العلل التي تقدح في صحة الحديث، لأنه انتقى أغلب الأحاديث التي أوردها، وكان يتعرض أحيانا لذكر ترجيحه لما فيه خلاف بين الرفع والوقف أو الإرسال والوصل.


    سابعاً: منهجه في صنوف متفرقة:


    1- أقسام الحديث (الحسن كالصحيح): كان الإمام ابن خزيمة لا يرى التفريق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن، فالحسن عنده قسم من الصحيح وهو داخل فيه؛ ولذلك فإن ما أورده في صحيحه هو صحيح أو حسن، وقد يورد الضعيف مع بيان علته.


    2- تقديم المتن على السند: كان الإمام ابن خزيمة يقدِّم المتن على السند ثم يسوق الإسناد، وهذه إشارة منه إلى ضعف الحديث أو أنه ليس على شرطه، قال الحافظ ابن حجر: "تقديم الحديث على السند يقع لابن خزيمة إذا كان في السند من فيه مقال فيبتدئ به، ثم بعد الفراغ يذكر السند، وقد صرح ابن خزيمة بأن من رواه على غير ذلك الوجه لا يكون في حل منه".


    3- دفع الإيهام الذي قد يتبادر للذهن: كان الإمام ابن خزيمة حينما يخرج حديثاً قد يتوهم البعض أنه مقطوع - أو غير ذلك من العلل - فإنه يعقِّب ببيان ذلك، ومن ذلك أنه أخرج حديثاً عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم قال: "شكَّ في ابن عباس ثم أثبته بعد".


    منهج الإمام ابن خزيمة المتعلق بالمتون


    أولا: منهجه في تقسيم الأبواب وتراجمها:


    كان الغالب على تراجم أبواب صحيح ابن خزيمة التراجم الظاهرة، وهي التي يدل عنوان الباب فيها على مضمونه من الأحاديث دلالة واضحة، لا يحتاج القارئ فيها إلى إعمال فكره لمعرفة وجه الاستدلال، ولكنه كان يُضمِّن تراجمه استنباطات فقهية أو فوائد حديثية، ومن أهم سمات تراجمه ما يلي:


    1- ذكر الدليل ووجه الاستدلال: كان يطيل في عنوان الباب ويذكر فيه الدليل ووجه الاستدلال منه، ومن ذلك قوله: "باب ذكر الدليل على أن ما وقع عليه اسم التراب فالتيمم به جائز عند الإعواز من الماء، وإن كان التراب على بساط أو ثوب وإن لم يكن على الأرض، مع الدليل على أن خبر أبي معاوية الذي ذكرناه مختصراً "جُعلت لنا الأرض طهورا" أي عند الإعواز من الماء، إذا كان المحدث غير مريض مرضا يخاف - إن ماسَّ الماء - التلف أو المرض المخوف أو الألم الشديد، لا أنه جعل الأرض طهورا، وإن كان المحدث صحيحا واجدا للماء، أو مريضا لا يضر إمساس البدن الماء"، ثم ساق الحديث.


    2- إشارته لبعض القواعد الأصولية: كان يتعرض لذكر القواعد الأصولية إذا وجد فرصة لذلك، ومن ذلك قوله: "باب ذكر فرض الصلوات الخمس من عدد الركعة بلفظ خبرٍ مجملٍ غير مفسَّرٍ، بلفظٍ عامٍّ مراده خاصٌّ "، ثم ساق عدة أحاديث.


    3- اقتصار الترجمة على المعنى الذي تضمَّنه الحديث: رغم أنه كان يطيل الترجمة في كثير من المواضع، إلا أنه كان يختصر أحيانا، ومن أمثلة ذلك قوله : "باب إباحة الجهر ببعض الآي في صلاة الظهر والعصر"، ثم ساق الحديث الدالّ على ذلك.


    ثانيا: منهجه في ذكر الفوائد واللطائف:


    كان الإمام ابن خزيمة يعقِّب أحيانا بذكر الفوائد، وكذا يستنبط الأحكام الفقهية ؛ ولذا حفِل كتابه باستنباطات فقهية دقيقة، مبنية على أدلتها مستندة إلى نصوصها ، يضاف إلى ذلك تعليقاته الهامة على كثير من الأحاديث ، يفسر فيها لفظا غريبا ، أو يوضح معنى مستغلقاً ، أو يرفع إشكالا، ويزيل إبهاما، أو يجمع بين روايتين الظاهر أن بينهما تضادا، أو يذكر اسم رجل بتمامه إن ذكر في الإسناد كنيته أو العكس .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •