بارك الله فيك أخي إختلف الشراح في قصد البخاري رحمه الله من تبويبه في الجمع بين الحلاب والطيب ولعلك اطلعت على أقوالهم فمنهم من نسب البخاري إلى الوهم والغلط كالإسماعيلي والخطابي ومنهم من وجه كلام البخاري ومنهم من جمع والذي استقوفني بعد النظر في كلام الشراح ما جاء في فيض الباري على صحيح البخاري لأمالي محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي ثم الديوبندي حيث جمع جمعا يحتاج إلى تأمل وتمعن حيث قال :وقد استشكل عليهم جمع الحِلاب والطِّيب.
قلت: بل الجمع بينهما لكون التقابل بينهما تقابل التضاد، فإِن في الحِلاب يبقى ريح اللَّبَن، فأشار إلى أنه لا بأس بريحه ولونه إنْ ظهر في الماء، وكذا الطِّيب عند الغسل قد يبقى أثره بعد الغسل، فلا بأس به أيضًا. ونظره إلى الترجمة الآتية «باب مَن تطيَّبَ ثم اغتسل وبقي أثر الطيب» وإن كان استعمال الطيب هناك للجِماع ليحصل النشاط لا للغسل، والتطيب قبل الاغتسال أيضًا شائع في بعض البلاد، فيدَّهِنُون أولًا ثم يغتسلون، المعروف في بلادنا التطيب بعد الغسل فقط.ج1 ص455انتهى
قلت وقد اتفق الشراح على أن الحلاب إناء يحلبب فيه معروف وقتئذ وبالله تعالى التوفيق
جزاك الله خيرا