الباب الثاني: اليوم الآخر، وتحته فصلان:
الفصل الثاني: مسائل تتعلق باليوم الآخر:
المبحث الأول: ما جاء في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه.
الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:
أولا: الأحاديث التي تفيد أن الميت يُعذب ببكاء أهله عليه؛ كحديث: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ".
ثانيا: الأحاديث التي تنفي ذلك؛ كحديث ابن عباس قال: "لما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وَقَالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآنُ: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}".
الجواب عن التعارض:
يجمع بين هذه الأدلة بأن يقال: المسلم إذا كانت النياحة من سنته أو دعا أهله إليها، أو لم ينههم فإنه يعذب بذلك، وإن لم يتلبس بذلك من شيء فإن عذابه هو تألمه وتأذيه لما يرى من عمل أهله، وأما الكافر فيزيده الله عذابا ببكاء أهله عليه.