زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار = أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى القول بالمجاز ؛ وأن قول ابن تيمية إن المجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى خطأ , وقال د. المطعني : ولم نعثر على ترجمة لأبي زيد القرشي ولم يعثر غيرنا من قبل , ويبدو أنه لا طريق لمعرفته سوى كتابه ((جمهرة أشعار العرب)) , وقد اختلف المحدثون في عصره ؛ فجرحى زيدان يرى أنه من أعلام القرن الثالث الهجري ؛ ويرى سليمان البستاني مترجم إلياذة هوميروس أنه توفي عام 170هـ ؛ ويقاربه في هذا الرأي بطرس البستاني ؛ ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري ؛ لأن أبا زيد نفسه قد صرح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبِّي , والضبَّيُّ من رجال القرن الثاني بلا نزاع ( 1) .
وقال : وأبو زيد هذا توفي عام 170 هـ , على الصحيح ؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل ؛ ومؤدى هذا أن المجاز بمعناه الفني الاصطلاحي قد عرف خلال القرن الثاني عرف بلفظه , وعرف بمعناه ؛ وهذا يقدح في صحة ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية من أنه لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة الأولى (2 ) ,
وقال د. المطعني : تقدم أن أبا زيد القرشي فضلاً عن أنه تعرض لذكر المجاز بلفظه ومعناه ؛ فإنه صرف كثيراً من النصوص عن ظواهرها ؛ والمرجح أن أبا زيد توفي عام 170 هـ ( 3) .
وقال : فأبو زيد القرشي , والرجح أنه توفي عام 170 هـ , ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة مضافاً إلى المعاني , ((مجاز المعاني)) ,والذي يرجح لدى الباحث أنه كان يقصد التصوير المجازي الذي استقر مفهومه فيما بعد (4 ) .
وقال د. المطعني اشتهر بين الباحثين أن أول من استعمل كلمة المجاز هو أبو عبيدة ؛ وهذا القول غير مسلَّمٍ به على إطلاقه ؛ لأن أبا زيد القرشي , وهو أسبق وجوداً من أبي عبيدة , كان قد استعمل كلمة المجاز قبل أبي عبيدة ؛ فأبو زيد على المرجح عام 170 هـ ؛ وأبو عبيدة توفي عام 208 هـ فالذي ينسب إلى أبي عبيدة اشتهار المجاز , وليس أسبقية القول به , وإن كان استعمال أبي زيد لكلمة المجاز أدق من استعمال أبي عبيدة , فأبو زيد أطلقه على ما هو مجاز فعلاً , وأبو عبيدة أطلقه على غير ما هو مجازٌ إلا في النادر ؛ وترجع أسباب الشهرة لأبي عبيدة ؛ لأنه جعل المجاز عنواناً لكتاب وأكثر من ذكره عند شرحه للآيات كثيرة بلغت حدّ الاستفاضة ؛ أما أبو زيد فلم يذكره إلا مرتين , فنسبت الشهرة للمكثر , وسلبت عن المقل (5 ) اهـ بلفظه .
وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه وخطله:
1-أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب , وكتابه جمهرة أشعار العرب هو كل ما بلغنا أحداً من المتقدمين روى عنه ( 6) , ولا ذكر من أنبائه شيئاً , ونقل أبو زيد القرشي عن أبي عبيدة التيمي بغير إسنادٍ في عشرة مواضع من جمهرة أشعار العرب (7 ) , وروى عنه بإسناده إليه في ثلاثة مواضع أخرى قال في أحدها : حدَّثنا سنيد , عن حزام بن أرطأة , عن أبي عبيدة ( 8) , وقال في الثاني : حدثنا سنيد عن أبي عبد الله الجهمي من ولد جهم بن حذيفة , عن أبي عبيدة , وذلك الموضع في بعض نسخ الجمهرة دون بعض (9 ) , وقال في الثالث : أخبرنا المفضل , عن علي بن طاهر الذهلي , عن أبي عبيدة ( 10) , وذكر أبو زيد القرشي في أول ((جمهرة أشعار العرب)) باباً في اللفظ ومجاز المعاني , وقال : وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من اللفظ المختلف ومجاز المعاني ( 11) , وذكر قبل تلك الكلمة كلاماً هو كله في أول مجاز القرآن لأبي عبيدة , وذكر بعدها أمثلة قريبة الشبه بالأمثلة التي ذكرت في خطبة مجاز القرآن لأبي عبيدة , بل منها أمثلة هي نفسها في مجاز القرآن لأبي عبيدة , وتلك الكلمة التي ذكرها أبو عبيدة في خطبة ((مجاز القرآن)) , أو كأنها هي , وقد أملى أبو عبيدة ((مجاز القرآن)) عدة مرات , فتعددت رواياته واختلفت نسخه (12) , فلعل تلك الكلمة كانت كذلك في نسخة أبي زيد القرشي من ((مجاز القرآن)) , أو لعل أبا زيد أدَّى تلك الكلمة من حفظه فغيَّرها شيئاً قليلاً .
2-وأبو زيد يروي في تلك ((الجمهرة)) كذلك , عن محمد بن عثمان الجعفري , عن مطرِّف الكناني , عن ابن دأب ( 13) , وعن أبي العباس الوراق الكاتب , عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي , عن بكر بن سليمان , عن محمد بن إسحاق ( 14) , وعن المفضِّل بن عبد الله المحبري , عن أبيه , عن جدِّه عن محمد بن إسحاق كذلك ( 15) , وذلك المفضل ورد اسمه في بعض نسخ ((الجمهرة)) : المفضل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ( 16) , وفي نسخة المفضل بن محمد الضبِّي , وهو خطأٌ بينٌ , والمفضل الضبي صاحب المفضليات كان معاصراً لمحمد بن إسحاق صاحب السيرة , لا يحتاج إلى الرواية عنه بواسطة أبيه عن جده , وأولئك الأربعة : سنيد , والمفضل بن عبد الله المحبري , ومحمد بن عثمان الجعفري , وأبو العباس الوراق الكاتب , هم كل من روى أبو زيد في جمهرته عنهم , ولم أجد من أنبائهم شيئاً , ولا عثرت لأحدهم على ترجمة فأبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي مجهول , يروي عن نفر من المجاهيل , وأشعار تلك الجمهرة أكثرها مشهورة تناقلها الرواة غيره , وبينه وبين أبي عبيدة التيمي وابن دأب رجلان , وبينه وبين محمد بن إسحاق ثلاثة رجال , وتلك حجة بيِّنةٌ على أنه كان يعيش في الشطر الآخر من المائة الثالثة من الهجرة , ولا يبعد أن يكون أدرك أول الرابعة .
هذا , وذكر جورجي زيدان أبا زيد القرشي في كتابه ((تاريخ آداب اللغة العربية)) في العصر العباسي الأول , ولكنه قال : إنه يغلب على ظنه أنه عاش في أواسط القرن الثالث للهجرة أو في القرن الرابع ( 17) اهـ , والذي غلب على ظنه هو الصواب إن شاء الله , وقد مضت الحجة على ذلك , ولو أنه عمل بظنه وأخر ذكره إلى العصر العباسي الثاني لكان أحسن ؛ وقال بطرس البستاني في كتابه ((أدباء العرب في الأعصر العباسية)) : إن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول , لا من أهل العصر العباسي الثاني , ذاك لأنه أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي , والمفضل الضبي توفي سنة 171 هـ أو نحو ذلك , وذلك يدل على أنه عاصره ( 18) اهـ , وقد مضى أن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد ليس هو المفضل الضبي , وإنما هو المفضل المحبري , وأن ذكر الضبي هو خطأٌ في موضع واحد من إحدى نسخ الجمهرة , وليس في روايات كما زعم البستاني ,
وقال البغدادي في ((هدية العارفين)) و((إيضاح المكنون)) : إن أبا زيد القرشي توفي سنة سبعين ومائة 170 هـ ( 19) , وكذلك ذكر في ((فهرست الخديويَّة)) ( 20) , ثم ((فهرست دار الكتب المصرية)) (21) , ((فهرست الأزهرية)) ( 22) , و((معجم سركيس)) ( 23) , وكذلك ذكره سليمان البستاني في مقدمة ((الإلياذة)) (24 ) , والزركلي في ((الأعلام)) ( 25) , وكحالة في ((معجم المؤلفين)) ( 26) ,ولم يأت أحدهم عليه برواية صادقة , ولا حجَّة بينة , ولا أسنده لمتقدم , وهو خطأٌ نقله بعضهم عن بعض , وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ ( 27) , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه , واتخذه حجة على أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة إلى القول بالمجاز , وأن أبا العباس ابن تيمية كان مخطأ لما قال : إن أبا عبيدة التيمي هو أول من عرف بالقول بالمجاز , وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً , وهو قول ساقطٌ لا حجَّة له ولا شاهد , وما قاله ابن تيمية صوابٌ بين .
وقوله : ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري , هو كلام المطعني نفسه ؛ وهو قول باطلٌ ؛ وقد ذكر من قبل أن أبا زيد القرشي نقل في مقدمة كتابه عن أبي عبيدة التيمي , وروى عنه بإسناده إليه , وأن بينه وبين أبي عبيدة رجلان ؛ وقد يدل ذلك على أنه مات في آخر المائة الثالثة من الهجرة , ولعله أدرك الرابعة , كما قال جورجي زيدان ؛ وأن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد القرشي هو المفضل المحبري ؛ وهو مجهول مثله ؛ وليس المفضل الضبي ؛ وأن الضبي هو تصحيف في نسخة واحدة من نسخ الجمهرة ؛ وقوله : لأن أبا زيد نفسه قد صرَّح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبي . ونقلها عنه محقق الجمهرة طبعة دار صادر ؛ وهي الطبعة التي كان د المطعني يرجع إليها , فأخذ د. المطعني تلك الكلمة , فادَّعاها لنفسه , ووصلها بكلامه , ولم يردَّها إلى قائلها , وأوهم أنه نقل أقوالهم , ثم رجَّح بينها بذلك ؛ وقوله : وأبو زيد هذا توفي عام 170هـ على الصحيح ؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل اهـ هو أفحش خطأ من قوله إنه من أهل القرن الثاني , ولو كان أبو زيد سمع من المفضَّل الضبي ؛ وقيل : مات المفضل سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) ( 28) . كما زعم بطرس البستاني , فما الدليل على أن أبا زيد مات قبله أو مات في نفس السنة التي مات فيها ؟ ! وأبوزيد القرشي نقل كلمة أبي عبيدة ؛ فالمجاز عند أبي زيد القرشي هو المجاز عند أبي عبيدة التيمي ؛ والمجاز عند أبي عبيدة ليس هو المجاز الذي تكلم فيه بعد ذلك أبو عبد الله البصري المعتزلي وغيره ؛ ولا هو المجاز الذي سماه د. المطعني المجاز الفني الاصطلاحي ؛ وابن تيمية – رحمه الله لم ينكر أن يكون القول بالمجاز ظهر في آخر المائة الثانية , بل أقر به ؛ وقوله إنه اصطلاحٌ حادث بعد القرون الثلاثة الأولى , أراد به الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ فهو يريد بالقرن الجيل من الناس ؛ وبين من كلام ابن تيمية أنه يفرِّق بين القرن من الناس , والمائة من السنين , فهو قال إن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى ؛ وقال : إن أوائله ظهرت في المائة الثالثة ؛ فالقرن في كلامه هو الجيل من الناس , وليس المائة من السنين ؛ والقرون الفاضلة عنده , هم الصحابة والتابعون وتابعيهم ؛ وهو يأخذ في ذلك بحديث : ((خير القرون قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب ..)) الحديث ؛ والقرن في ذلك الحديث هو الجيل من الناس ؛ وليس المائة من السنين .
فذلك القول الذي فرح به د. المطعني وأصرَّ عليه , وذكره في خمسة مواضع من كتابه , وحسب أنه سبق به الناس , كله خطأ باطل , وأبو زيد القرشي لم يمت عام 170هـ , لا على الصحيح , ولا على المرجَّح , ولا على شيء , ولا كان يومئذ شيئاً مذكوراً , وعلى الصحيح , وعلى المرجح هي من ألفاظ النووي رحمه الله في نقله لمذهب الشافعية , وعنه شاعت تلك الألفاظ في المتأخرين منهم ؛ فأخذ د. المطعني تلك الألفاظ من فقهاء الشافعية ؛ أو لعلها عقلت بلسانه من كتب الأزهرية ؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها ؛ وعلى الصحيح يدل على أن غيره باطلٌ , وعلى المرجَّح يدل على أن غيره ليس باطلاً , ولكنه أرجح منه وأقوى ؛ وكذلك الاستفاضة من ألفاظ المحدثين أخذها د. المطعني ,ووضعها غير موضعها ؛ وتكرار لفظة واحدة في كتاب واحد مائة ألف مرة أو أكثر منها , ليس عند المحدثين من الاستفاضة ؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حدَّ الاستفاضة ؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حد الاستفاضة عند كثير من القائلين بها , والكتاب يروى عن أبي عبيدة رواية آحاد ؛ وإذا كان د. المطعني يعلم أن أبا زيد لم يذكر لفظ المجاز إلا مرتين اثنتين لا ثالث لهما , وأنه ذكر مضافاً إلى المعاني وليس إلى الألفاظ , فلم قال : ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة ! ولم يقل : ورد مرتين اثنتين؟! ولفظ أكثر من مرة يوهم أنها مرات كثيرة وليست اثنتين وليس الأمر كذلك وليس ذلك من صدق النصيحة...
=======
الحواشي:
( 1) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 147)
( 2) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 649)
( 3) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1054)
( 4) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1074)
( 5) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 1080-1081)
( 6) أريد روى عنه بالسماع منه , أو الإسناد المتصل إليه , ولكن نقل بعضهم من تلك الجمهرة بغير إسناد ولا زاوية .
( 7) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 55, 56, 58 , 80-81- فيها موضعان , 82- فيها ثلاثة مواضع )
( 8) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 45 )
( 9) ((جمهرة أشعار العرب)) (57)
( 10) ((جمهرة أشعار العرب)) ( ص 67)
( 11) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (10)
( 12) انظر ما كتبه د. محمد بن فؤاد سزكين في مقدمة تحقيقه لـ((مجاز القرآن))
( 13) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (30, 33, 57, 59)
( 14) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص29, 31, 37)
( 15) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 26, 27, 34,47)
( 16) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص10 هامش رقم 1)
( 17) ((تاريخ آداب اللغة العربية)) 2/110 , رقم (6) , وهامش رقم (2) من نفس الصفحة .
( 18) ((مقدمة جمهرة أشعار العرب)) ص 5 , ط . دار صادر بيروت
( 19) ((هدية العارفين)) 2/8 , و((إيضاح المكنون)) 1/368
( 20) ((فهرست الكبتخانة الخديوية)) 4/224
( 21) ((فهرت دار الكتب المصرية)) 3/76 نقلاً عن فهرست الخديوية
( 22) ((فهرست المكتبة الأزهرية)) 5/64
( 23) ((معجم المطبوعات العربية والمعربة)) , يوسف أليان سركس 1/313
( 24) مقدمة ((جمهرة أشعار العرب)) ط. دار بيروت بيروت
( 25) ((الأعلام)) 6/114
( 26) ((معجم المؤلفين)) 9/281
( 27) لفظ التلقي الفجِّ هو لفظ المطعني نفسه في خطبة كتاب ((المجاز))
( 28) قال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) و((ميزان الاعتدال)) : توفي المفضل سنة 168هـ , وتبعه ابن الجوزيِّ في ((طبقات القراء)) , وقال ابن تغري بردي في ((النجوم الزاهرة)) ,توفي سنة 171هـ وبه أخذ بطرس البستاني , وقال أحمد شاكر , وعبد السلام هارون في مقدِّمة ((ديوان المفضليات)) إن كلا هذين القولين خطأ , ولعل الصواب أنه توفي سنة 178 هـ