السلام عليكم
احتج عليّ معتزلي بقول الله : " فتبارك الله أحسن الخالقين " و " أني أخلق من الطين كهيئة الطير "
ولم يقتنع بالتفرقة بين نسبة الخلق المجازية للعبد ونسبة الخلق الحقيقية لله والتفرقة بين الخلق من العدم والخلق من شئ آخر
ولما سألته : هل من خالق غير الله ؟
قال: نعم لأن الله أعطى للإنسان القدرة على خلق أفعاله
ولما سألته: هل يقع في ملك الله ما لا يريد - وأنا أعلم أن هذا المعتزلي لا يفهم الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية - ؟
فقال لي : نعم يقع في ملكه ما لا يريد ثم يحاسب من خالف إراداته لأنه لو كان أفعال العباد كلها بإرادة الله لكان الله شرير - وفقاً للمصطلح الذي استخدمه المعتزلي - لأنه سيعاقبنا على أشياء لا إرادة لنا فيها
فاحتججت عليه بهذه الآيات التالية - ولم يصلني منه رد حتى الآن عليها - لكنني أريد أن أفهم - بشكل شخصي - توجيه هذه الآيات من حيث كونها يمكن أن يستعملها الجبريّ لنصرة مذهبه وأنا طبعاً لما أحتج بها على المعتزلي لا أقصد نصرة الجبرية :
قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَمُسْرِفٌ مُرْتَابٌ
كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ