بسم الله الرحمن الرحيم

يوم الجمعة منزلته , فضله, سننه وآدابه

{خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } رواه مسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ,, بعد :
لقد كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم، وتشريفه، وتخصيصه بعباداتٍ يختص بها عن غيره، فله في الدين أحكامٌ مقررة، وآدابٌ محفوظة مرعية .
فيوم الجمعة موسم يجتهد فيه العبد من الطاعات، ومناسبة للإقبال على العبادات، يتكرر ويدور، لتبدد الفتور، ويتجدد النشاط، ويوقظ الغافلين، يقبل المقبلون فيه على ربهم، فيزدادون حباً وقرباً، موسم تتجدد لينفك العبد من الانهماك في أشغاله، ويتحلل فيه من قيود مهنته وأعماله.
أحبتي في الله :
سوف يكون بحثي بإذن الله مختصرآ وعلى شكل نقاط لكي يستفيد القارئ الكريم أسأل الله أن ينفع به ويجعله حجة لي لا علي يوم القيامة .

يوم الجمعة منزلته وفضله :

1_ أنزل الله فيه قرآن يتلى وسميت السورة بسورة الجمعة لعظيم منزلتها عند الله .
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
2ـ صلاتها مختلفه عن الصلوات الأخرى وهي مشايهه لصلاة العيد , لأنها عيد المسلمين كره فيه الصيام .
3ـ أن النداء لها ورد ذكره في القرآن وخصه بإسمه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة:9]،
فينبغي أن تتعطَّل أعمال الدنيا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، يَدَع البائع بيعه، ويَدَع المشتري شرائه، ويَدَع المستأجر إجارته، ويَدَع العامل عمله، يَدَعُون هؤلاء أعمالهم، ويذهبون إلى صلاة الجمعة، إلى ذكر الله عزَّ وجلَّ، إلى هذه الجماعة التي أوجبها الله تعالى في كلِّ أسبوع.
4ـ لا يجوز للمسلم أن يتخلَّف عن الجمعة بلا عذر ثلاث مرات، ففي الحديث: "مَن ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه" رواه أحمد (15498) وقال مخرجوه: إسناده حسن، وأبو داود في الصلاة (1052)، والترمذي (500) وقال: حسن، والنسائي (1369)، والحاكم (1/280) ثلاثتهم في الجمعة، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6143)، عن أبي الجعد الضمري.
أي طبع الله على قلبه، وختم على قلبه فلا تصل لهذا القلب أشعة، ولا أنوار التوحيد نسأل الله العافيه , فيصبح قلبًا مظلمًا مغلقًا مطبوعا عليه، {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23].
5ـ ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: {نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، والناس لنا فيه تبع، اليهود غداً، والنصارى بعد غد } وفي لفظ مسلم : {أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا؛ فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة } وفي المسند والسنن من حديث أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: {من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم تبلغني } وعند مسلم : {خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } فهو أعظم مجامع المسلمين بعد يوم عرفة.

يوم الجمعة وسننه وآدبه
أعظم وأفضل عمل تقدمه قربة لله تعالى في يوم الجمعة على الإطلاق هو :
التهجير والتبكير والذهاب مبكرآ إلى المسجد في هدوءٍ وسكينة

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأوَّل فالأوَّل، ومثل المهجر كمثل الَّذي يهدي بدنةً، ثمَّ كالَّذي يهدي بقرةً، ثمَّ كبشًا، ثمَّ دجاجةً، ثمَّ بيضةً، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذِّكر» [رواه البخاري 929].
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" أخرجه مالك في الموطأ
قال بعض أهل العلم في هذا الحديث : لما كان يوم جمعة في أسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة، جعل الله سبحانه التبكير فيه إلى المسجد والمسارعة بدلاً من القربان .
عن أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا".
وفي رواية للنسائي : ((وغدا وابتكر )) .
وفي بعض رواياته : ((ومشى ولم يركب )) .
خرَّجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في (( صحيحه ))

وجاء رجلٌ يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يخطب فقال له: {اجلس فقد آذيت وآنيت } رواه أبن ماجه (1115) أي: آذيت بالتخطي، وآنيت: تأخرت عن المبادرة والتبكير.
ولقد قال بعض أهل العلم: كانت الطرقات على عهد السلف عامرة وقت السحر وبعد الفجر بالمبكرين إلى الجمعة الذين يمشون بالسرج، ويقال إن أول بدعة أخرجت في الإسلام ترك البكور إلى الجمعة .


قال ابن رجب _ رحمه الله _ في الفتح 2/428
أن المراد بالساعات من أول النهار ، وهو قول الأكثرين .
أولها من طلوع الفجر ، وهو ظاهر مذهب الشافعي وأحمد .
واستدلوا بقوله : (( إذا كان الجمعة ، كان على أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الناس الأول فالأول ))- الحديث ، كما سيأتي ذكره –أن شاء الله تعالى .
وظاهره : أن ذلك يكون بعد طلوع الفجر .
أن الرواح هنا اريد به القصد والذهاب ، مع قطع النظر عن كونه قبل الزوال أو بعده .
قال الأزهري وغيره : الرواح والغدو عند العرب يستعملان في السير ، أي وقتٍ كان من ليلٍ أو نهارٍ ، يقال : راح في أول النهار وآخره ، وغدا بمعناه .
وأما التهجير ، فيجاب عنه ، بأنه استعمل في هذا المعنى بمعنى التبكير –أيضاً – لا بمعنى الخروج في الهاجرة .
وقيل : أنه ليس من الهاجرة ، بل من الهجرة ، والمراد بها : هجر الأعمال الدنيوية للسعي إلى الجمعة .
وقد دل على استحباب التبكير من أول النهار حديث أوس بن أوسٍ ، عن النبي  : ((من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وبكرٍ وابتكر ، ودنا واستمع كان له بكل خطوة يخطوها اجر سنة صيامها وقيامها )).وفي رواية للنسائي : ((وغدا وابتكر )) .
وفي بعض رواياته : ((ومشى ولم يركب )) .
خرَّجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في (( صحيحه ))

ومن جاء في أول ساعةٍ من هذه الساعات وآخرها مشتركان في تحصيل أصل البدنة أو البقرة أو الكبش مثلا ، ولكن بدنة الأول أو بقرته أكمل مما للذي جاء في آخرها ، وبدنة المتوسط متوسطةٌ .
وهذا هو الأقرب ، وعليه يحمل الحديث الذي خرَّجه عبدالرزاق ، عن ابن
جريج ، عن سميَّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، قال : ((إذا كان يوم الجمعة فاغتسل أحدكم كما يغتسل من الجنابة ، ثم غدا في أول ساعةٍ ، فله من إلاجر مثل الجزور ، وأول الساعة وآخرها سواء ))-وذكر مثل ذلك في الثانية ، والثالثة ، والرابعة، يقول : ((أولها وآخرها سواءٌ )) ،وزاد في آخر الحديث : ((ثم غفر له إذا استمع وأنصت ما بين الجمعتين ، وزيادة ثلاثة أيامٍ )) .
وفي هذه الرواية : ذكر الغدو إلى الجمعة ، والغدو يكون من أول النهار .

2_ الإغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب .
قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» [رواه مسلم 845].

وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «غسل يوم الجمعة على كلِّ محتلمٍ، وسواك، ويمسّ من الطِّيب ما قدر عليه» [رواه المسلم 846].


وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا . رواه مسلم
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَيَرْكَعُ إِنْ بَدَا لَهُ ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى " . أخرجه أحمد أبن خزيمه في صحيحه
وعن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من أربع من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غسل الميت " سنن أبي داود (351)

عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته " . موطأ مالك
وفي هذا الحديث الندب لكل من وجد سعة أن يتخذ الثياب الحسان للأعياد والجمعات ويتجمل بها .

فنحن في ديننا الأسلام نعتبر الطهارة عبادة، والنظافة قُربة، والوضوء شرطًا لصحَّة الصلاة، طهارة الثوب والبدن والمكان شرط لا بدَّ منه لعبادتنا اليومية الصلاة، ولعبادتنا الأسبوعية صلاة الجمعة، ولكلِّ صلاة.
يذهب المسلم لهذا اليوم مغتسلاً متطيِّبًا متعطِّرًا؛ حتى لا يُشمَّ منه إلا أطيب ريح، حتى إن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمر مَن كان كريه الرائحة ألا يأتي المسجد، كمَن أكل ثومًا أو بصلاً، حتى لا يُؤذيَ الناس، وقال: "مَن أكل ثومًا أو بصلاً فلا يقربنَّ مصلاَّنا، أو فليعتزل مسجدنا .
متفق عليه. رواه البخاري في الأذان (855)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (564)، عن جابر.
فضل الصَّلاة على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أكثروا الصَّلاة عليَّ يوم الجمعة و ليلة الجمعة» [حسَّنه الألباني 1209 في صحيح الجامع].

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصَّلاة فيه فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ» [رواه أبو داود 1047 والنَّسائي 1373 وابن ماجه 153 وصحَّحه الألباني].

يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، والجمعة سيد الأيام، فبالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيرة، وكل خيرٍ نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنها نالته على يده، فجمع الله لأمته به من خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل له إنما تحصل يوم الجمعة، إذ فيه بعثهم إلى قصورهم ومنازلهم في الجنة، ويوم الجمعة هو يوم المزيد إذا دخلوا الجنة، وهو عيدٌ لهم في الدنيا، قال رحمه الله: وهذا كله إنما عرفوه وحصلوه بسببه وعلى يده عليه الصلاة والسلام، فمن شكره وأداء القليل في حقه أن يكثروا من الصلاة عليه في هذا اليوم والليلة.

ماذا يقرأ في فجر الجمعة؟

كان -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرأ في فجر الجمعة بسورتي {الم ﴿1﴾ تَنزِيلُ} السَّجدة و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ} الإنسان [متفقٌ عليه] (انظر زاد المعاد).

فضل صلاة الفجر يوم الجمعة:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أفضل الصَّلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعةٍ» [صحَّحه الألباني 1566 في السِّلسلة الصَّحيحة].

مناهي في يوم الجمعة:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت» [متفقٌ عليه].

التَّأخُّر: وقد جاء رجلٌ يتخطَّى رقاب النَّاس يوم الجمعة والنَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يخطب ، فقال له رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اجلس فقد آذيت» [رواه أبو داود 1118 والنَّسائي 1398 وصحَّحه الألباني]، وفي روايةٍ: «وآنيت» [أخرجه ابن ماجه 923 وصحَّحه الألباني]. أي أبطأت وتأخَّرت.

احذر! قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثمَّ ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه. ولكن يقول: افسحوا» [رواه مسلم 2178].

فضل قراءة سورة الكهف:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النُّور ما بين الجمعتين» [صحَّحه الألباني 6470 في صحيح الجامع].


خطورة التَّخلُّف عن الجمعة:

قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثمَّ ليكونن من الغافلين» [رواه مسلم 865].

فضل التَّنفُّل يوم الجمعة وبعد الجمعة :

وقد ورد عن النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه «كان يصلِّي بعد الجمعة ركعتين» [مسلم 882]، وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليصلِّ ركعتين يتجوز فيهما» [رواه أبو داود 1117 وصحَّحه الألباني].

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (كَانَ لاَ يُصَلِّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ ، فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ) رواه البخاري (937) ، ومسلم (882) .
الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا ) . رواه مسلم (881) .
إن صلى سنة الجمعة البعدية في المسجد صلاها أربعاً ، ومن صلاها في البيت صلى ركعتين فقط .
وقد اختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء.


واما قبل الصلاة فقد
قال شيخ الإسلام : " وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ الصَّحَابَةِ ، كَانُوا إذَا أَتَوْا الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُصَلُّونَ مِنْ حِينِ يَدْخُلُونَ مَا تَيَسَّرَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ".

انتهى من "مجموع الفتاوى" (24/ 189) .



فضل قراءة سورة الكهف:



قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النُّور ما بين الجمعتين» [صحَّحه الألباني 6470 في صحيح الجامع].



حسن الختام يوم الجمعة



قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر» [رواه التِّرمذي 1074 وحسَّنه الألباني].



ساعة الإجابة:



قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ، وهو يصلِّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إيَّاه» [متفقٌ عليه].



واختلف العلماء فعند مسلم من حديث أبي موسى: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصَّلاة» [رواه مسلم 853]،
وعند أبي داود والنَّسائي: «هي آخر ساعة من يوم الجمعة» [رواه أبو داود 1046 والنَّسائي 1429 وصحَّحه الألباني]،
وفي روايةٍ: «فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر» [رواه أبو داود 1048 والنَّسائي 1388 وصحَّحه الألباني]
نسأل الله أن يوفقنا لها ويستجيب لنا ولكم.





والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين