تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فائدة لغوية في التثنية! مقبل الدعدي.

  1. Post فائدة لغوية في التثنية! مقبل الدعدي.

    فائدة لغوية في التثنية :
    يد تثنيتها "يدان" ، أما يديان فهو شاذ ، والقياس تثنيتها بدون رد اللام، سواء أكان المعنى اليد الجارحة أم بمعنى القوة. والدليل على ذلك ما نقله صاحب تهذيب اللغة عن أبي الهيثم : وَالْعرب تَقول: مَا لي يَدٌ أَي مَا لي بِهِ قوَّة وَمَا لي بِهِ يدان وَمَا لَهُم بذلك أيْدٍ أَي قوَّة، وَلَهُم أيدٍ وأبصار وهم أولو الْأَيْدِي والأبصار، أَي أولو الْقُوَّة والعقول.
    - وفي تاج العروس النص التالي:
    - قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) قَوْلهم: (لَا} يَدَيْنِ لَكَ بِهَذَا) ، أَي (لَا قُوَّةَ) لَكَ بِهِ: لم يَحْكِه سِيبَوَيْه إلاَّ مُثَنَّى، ومَعْنى التَّثْنِية هُنَا الجَمْع والتّكْثِير، قالَ. وَلَا يجوزُ أَن تكونَ الجارحَةَ هُنَا، لأنَّ الباءَ لَا تَتَعلَّق إلاَّ بفِعْل أَو مَصدَر، انتَهَى. وأَجازَ غيرُ سِيبَوَيْه: مَالِي بِهِ {يَدٌ} ويَدَانِ {وأَيْدٍ بمعْنًى واحِدٍ. وَفِي حَدِيث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: (قد أَخْرَجْتُ عِباداً لي لَا} يَدانِ لأَحَدٍ بقِتالِهِم) ، أَي لَا قُدْرَةَ وَلَا طاقَةَ.
    - وسيبويه لم يكن في معرض استقصاء للغات "اليد"وتثنياته ا ، و لم يقل أنها لم ترد عن العرب مثانة، أو أنها لا ترد إلا على صورة التثنية، و إنما كان يتحدث عن إثبات نون اليدين وهو الوجه عنده يقول:" لا يَدَينِ بها لك، ولا يدينِ اليوم لك، إثبات النون أحسن، وهو الوجه. وذلك أنك إذا قلت: لا يَدَيْ لك ولا أبالك، فالاسمُ بمنزلة اسم ليس بينه وبين المضاف إليه شيء؛ نحو لا مِثل زيد؛ فكما قبح أن تقول لا مثل بها زيد فتفصل، قبح أن تقول لا يَدَي بها لك" ولا هنا نافية للجنس ويدين اسمها منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. أما لفظة "يدان" في الحديث النبوي: (قد أَخْرَجْتُ عِباداً لي لَا يَدانِ لأَحَدٍ بقِتالِهِم) فقد خرجها العلماء على لغة بني الحارث الذين يلزمون المثنى الألف في الأحوال كلها .
    وقد نص الرضي على تثنية اليد وإن كانت بمعنى "القوة " إذ يقول في شرح شافية ابن الحاجب عند شرحه للبيت التالي:
    الله نَجَّاكَ بِكَفِّي مَسْلَمَهْ * مِنْ بَعْدِمَا وَبَعْدِمَا وَبَعْدِمَهْ
    وقوله " الله نجاك - إلخ " الله: مبتدأ، وجملة " نجاك " خبره، ونجاه من الهلاك تنجيةً: أي خلَّصَه، ويقال: أنجاه، أيضاً، وبه رواه ابن هشام في شرح الألفية، و " بكَفَّي " الباء متعلقة بنجاك، وكفي: مثنى كف، قال الأزهري: الكف الراحة مع الأصابع، سميت بذلك لأنها تكف الأذى عن البدن، وأراد بالكف اليد، من إطلاق الجزء على الكل، واليد: من المنكب إلى أطراف الأصابع، والمراد من اليد هنا الدفع، يقال: مالي بهذا الأمر يد، ولا يدان، لأن المباشرة والدفاع إنما تكون باليد، فكأن يَدَيْه معدومتان لعجزه عن الدفع، وإنما ثنى لأن كمال الدفع بهما.
    فقول سيبويه،وما حكاه الأزهري عن أبي الهيثم، وكلام الرضي، وقول ابن سيدة ، كلها تؤكد تثنية اليد على يدين في المعنيين المذكورين أعلاه: اليد الجارحة، والقوة.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    الدولة
    مراكش جنوب المغرب.
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: فائدة لغوية في التثنية! مقبل الدعدي.

    نحتاج إلى بحث في فلسفة المثنى في اللغة العربية واللغات السامية وأبعاده، شكرا على المعلومات!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: فائدة لغوية في التثنية! مقبل الدعدي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    فائدة لغوية في التثنية :
    يد تثنيتها "يدان" ، أما يديان فهو شاذ ، والقياس تثنيتها بدون رد اللام، سواء أكان المعنى اليد الجارحة أم بمعنى القوة. والدليل على ذلك ما نقله صاحب تهذيب اللغة عن أبي الهيثم : وَالْعرب تَقول: مَا لي يَدٌ أَي مَا لي بِهِ قوَّة وَمَا لي بِهِ يدان وَمَا لَهُم بذلك أيْدٍ أَي قوَّة، وَلَهُم أيدٍ وأبصار وهم أولو الْأَيْدِي والأبصار، أَي أولو الْقُوَّة والعقول.
    - وفي تاج العروس النص التالي:
    - قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) قَوْلهم: (لَا} يَدَيْنِ لَكَ بِهَذَا) ، أَي (لَا قُوَّةَ) لَكَ بِهِ: لم يَحْكِه سِيبَوَيْه إلاَّ مُثَنَّى، ومَعْنى التَّثْنِية هُنَا الجَمْع والتّكْثِير، قالَ. وَلَا يجوزُ أَن تكونَ الجارحَةَ هُنَا، لأنَّ الباءَ لَا تَتَعلَّق إلاَّ بفِعْل أَو مَصدَر، انتَهَى. وأَجازَ غيرُ سِيبَوَيْه: مَالِي بِهِ {يَدٌ} ويَدَانِ {وأَيْدٍ بمعْنًى واحِدٍ. وَفِي حَدِيث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: (قد أَخْرَجْتُ عِباداً لي لَا} يَدانِ لأَحَدٍ بقِتالِهِم) ، أَي لَا قُدْرَةَ وَلَا طاقَةَ.
    - وسيبويه لم يكن في معرض استقصاء للغات "اليد"وتثنياته ا ، و لم يقل أنها لم ترد عن العرب مثانة، أو أنها لا ترد إلا على صورة التثنية، و إنما كان يتحدث عن إثبات نون اليدين وهو الوجه عنده يقول:" لا يَدَينِ بها لك، ولا يدينِ اليوم لك، إثبات النون أحسن، وهو الوجه. وذلك أنك إذا قلت: لا يَدَيْ لك ولا أبالك، فالاسمُ بمنزلة اسم ليس بينه وبين المضاف إليه شيء؛ نحو لا مِثل زيد؛ فكما قبح أن تقول لا مثل بها زيد فتفصل، قبح أن تقول لا يَدَي بها لك" ولا هنا نافية للجنس ويدين اسمها منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. أما لفظة "يدان" في الحديث النبوي: (قد أَخْرَجْتُ عِباداً لي لَا يَدانِ لأَحَدٍ بقِتالِهِم) فقد خرجها العلماء على لغة بني الحارث الذين يلزمون المثنى الألف في الأحوال كلها .
    وقد نص الرضي على تثنية اليد وإن كانت بمعنى "القوة " إذ يقول في شرح شافية ابن الحاجب عند شرحه للبيت التالي:
    الله نَجَّاكَ بِكَفِّي مَسْلَمَهْ * مِنْ بَعْدِمَا وَبَعْدِمَا وَبَعْدِمَهْ
    وقوله " الله نجاك - إلخ " الله: مبتدأ، وجملة " نجاك " خبره، ونجاه من الهلاك تنجيةً: أي خلَّصَه، ويقال: أنجاه، أيضاً، وبه رواه ابن هشام في شرح الألفية، و " بكَفَّي " الباء متعلقة بنجاك، وكفي: مثنى كف، قال الأزهري: الكف الراحة مع الأصابع، سميت بذلك لأنها تكف الأذى عن البدن، وأراد بالكف اليد، من إطلاق الجزء على الكل، واليد: من المنكب إلى أطراف الأصابع، والمراد من اليد هنا الدفع، يقال: مالي بهذا الأمر يد، ولا يدان، لأن المباشرة والدفاع إنما تكون باليد، فكأن يَدَيْه معدومتان لعجزه عن الدفع، وإنما ثنى لأن كمال الدفع بهما.
    فقول سيبويه،وما حكاه الأزهري عن أبي الهيثم، وكلام الرضي، وقول ابن سيدة ، كلها تؤكد تثنية اليد على يدين في المعنيين المذكورين أعلاه: اليد الجارحة، والقوة.

    النص المنقول في آخر الفائدة ليس للرضيّ، قطعا! فكيف ينقل الرضي عن ابن هشام وقد مات قبل أن يولد ابن هشام! وإنما هو للبغدادي صاحب الخزانة، عن شرحه لشواهد شرح الشافية

    والله الموفق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •