(استيقظوا قبل أن تشرق الشمس ولا تجدكم)
هيا استيقظوا قبل أن تشرق الشمس ولا تجدكم قوموا فعاصفير بيضاء تدق نوافذكم بصوت تغريدها العذب لتحثكم على النهوض للدعاء ووعود العطاء
طريقة رائعة للتوبة إلى الله
(1)
اجعل لنفسِكَ وِرداً مِن القرءانِ الكرِيِم يومِياً وبشكلٍ مُستمِرٍ
وهروِل إلي كتابِ اللهِ، فِي أيِ وقتٍ شعرتَ فيهِ بالضِيِقِ أو بالرغبةِ فِي العودة إلي المعصِيةِ أو حتَى بِمجردِ حنِيِنٍ وسعادةٍ اعترتك إن استرجعت ذكرَاه

(2)
اجعل لنفسِكَ وِرداً مِن الأذكارِ اليوميةِ
وخصِّص وقتَاً لذلِك ولا تتنازل عنهَا ولا تتهاون فيهَا مهمَا كانتِ الظرُوُف وكذلِك أجعل لسانكَ دائِماً رطِباً بذكرِ الله وأكثِر مِن الاستغفار والتهلِيلِ والتكبِيِر والحمدِ،وكُلِ ما شابهَ ذلِك

(3)
المُحافظةُ على الصلواتِ الخمسةِ والخشوعِ فيهَا
والاستزادةَ بِما استطَعتَ وما قدَرَ اللهُ لكَ مِن السُننِ والنوافِل

(4)
الدعاءُ والتذلُّلُ للمولى عزَّ وجلَّ
بالقبُوُلِ والمغفِرةِ والثباتِ حتَى المماتِ على التوبةِ والهِدايةُ

(5)
هجرُ وتغيِرُ المكانِ الذِيِ كُنتَ تعصِي الله تعَالَي فيهِ
وبالطبعِ فإن هذَا يتوقفُ علي نوعِ المعصِيةِ التِيِ كُنتَ فِيِهَا وكذلِكَ الهجرُ والابتعاد عَن كُل مَن كانَ يُشارِكُكَ هذِهِ المعصِيةُ أو حتى يُشجِّعُكَ عليهَا وأقذِف بعِيداً وبكُلِ ما أوتِيتَ مِن قوةٍ، كلِ وسيِلةٍ أعانتكَ على المعصية وعلَى التمادِي فِي الرذِيلةِ

(6)
البحثُ الدؤوبُ عن الصحبةِ والرفقةِ الصالِحةَ
والتِي تصدُقُكَ القولَ وتشدُّ مِن أزرِك، وتأخذُ بيدِكَ وتكُونُ لكَ هادِياً ودلِيِلاً
ونُوراً يُضِيِء لكَ الدربَ والطرِيِقَ، بإذنِ الله

(7)
أشغلُ أوقاتِ الفراغِ بِكُلِ ما يُفَقِّهُكَ ويُرغِّبكَ فِي التمسُكِ بأوامرِ ونواهِي الدِيِنِ
ويُعمِقُ إحساسُكَ بجمَالِ ورِفعةِ الدينٌ هُو نعمةٌ مِن المولَى عز وجلَ علينَا وبهِ كُنَّا خيرَ أمةٍ أخرِجت للناسِ دينٌ ليسَ فِيِهِ حِرمانٌ ولا محروُمٌ
فالمولى عز وجل لَم يُحرِمُ علينَا الشهواتِ، وزينته التِي أخرجَ لعبادِهِ والطيباتُ مِن الرزقِ، ولكِنهُ كَرمنَا وأكرمنَا فأرادَ سبحانهُ وتعَالَى أن نحيَى فِي عزةٍ وكرامةٍ ولا يكونُ هذَا إلا فِي حلالٍ وبِحلالٍ ولا تنسَى أن يكُونَ طرِيِقُكَ فِي التفقُهِ هُوَ المصادِرِ الموثقة التِي تستسقِي منهَا الحقُ والصِدقُ، فلا تتخبط وتختلُطُ عليكَ الأمورُ وهذَا الذِي نراهُ يحدُثُ للكثِيِرِ فِي هذَا الزمانِ لا تنسَى أيضاً الاستزادة مِن سِيرةِ المُصطفَي صلى اللهُ عليهِ وسلم
وكذلِكَ قصِصِ التائِبِيِن والعابدِيِن والصالِحِيِن ، فكُلُ هذَا يُعطِيِك الحافِزُ والطاقةُ التِي تشحذُ الهِمةُ، بإذنِ الله

(8)
لا تنسَى نصِيبَكَ مِن الدنيا
وروِّح عن قلبِك ونفسِكَ بمُمارسةِ الهواياتِ التِي هِي فِي حُدودِ ما أحلَّ اللهُ ولَم يُحرِّم وتفاعل معَ عائلتُكَ وأصدقائُكَ الأخيارُ، ولا تُشدِدُ على نفسُكَ حتَى لا يُشدِدُ الله عليكَ ولا تعتقدُ أن التوبةُ والالتزام يعنِي التجهُّم والعزلةُ ورفضِ الناسِ والحياةِ والعلمِ بل أدِّ رسالتَكَ فِي الحياةِ وكُن مُطمئِناً سعِيداً واستمتع بكلِ ما أحل اللهُ لكَ

(9)
اصبر علَى التمحيصِ والابتلاء والأذَى أياً كانَ
فاللهُ تعَالَى يختبرُ التائِبِيِن، ليعلمَ الذِيِنَ صدقُوا ويعلمُ الكاذبِيِن، سبحانهُ مَن لا تغِيِبُ عنهُ غائبةٌ فِي السمواتِ والأرضِ ومَن يعلمُ خائِنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصُدُورِ واحذر الفتَن والمُغرياتِ التِي ستُعرضُ عليكَ، بل وأنهَا ستأتِيكَ علَي طبقٍ مِن ذهبٍ ولربمَا كُنتَ فِي زمنِ المعصِيةِ أنتَ الباحِثُ عنهَا

وأخيِـــــــراً إيـــــــاكَ أن تقُـــــــــولَ :
أعودُ ولكِن ليسَ كَمَا كُنتَ بَل بمعصِيةٍ صغِيرةٍ
فأولُ الغيثِ قطرةٌ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغرِ الشررِ
فجاهِد نفسُكَ الأمَّارةُ بالسوءِ وألجِمْهَا واكبَح جِماحَهَا وأغلِقِ أبوابَ الماضِي
ومزِق صفحاتهُ واحرِقهَا وقدِمُهَا للرِيِحِ تطِيِرُ بِهَا وتنثُرُهَا بعِيداً عنكَ
وضُمَّ بذرةُ توبتِكَ إلى صدرِكَ وقلبِكَ الطاهِرُ النقِي واحتضِنهَا
كمَا احتضنكَ أمُكَ، وجِلةٌ فرِحةٌ خافِقٌ قلبُهَا لولِيِدِهَا
وتذكِر دائِماً بأنَ الآخِرةُ خيرٌ وأبقَى وأنَّ العاقبةُ للمُتقِيِن

وأختِمُ معكَم أحبتي في الله بقولِ المولَى عز وجَل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة
سبحانك اللهم وبِحمدِك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أستغفِرُك وأتُوُبُ إليك
أسأل الله أن يرزقنا توبة قبلَ الموتَ