الموضوع: هل يجوز أن يسلم الرجل على القبر نفسه ؟

السلام عليكم جميعًا، وبعد:

كنت قد كتبت بيتًا من الشعر أقول فيه:

قبرَ الشهيد تحيةً وسلامًا * الصبرُ والإقدامُ فيك أقامَا

فهل التسليم على القبر نفسه جائز ؟

هذا جائز من باب المجاز، فالمذكور القبر، والمقصود صاحب القبر

الكلام ـ وإن كان ظاهره ـ يخاطب القبر ، لكن المقصود هو صاحب القبر الشهيد الذي دفن في هذا القبر ، فيكون الخطاب مجازيا .
وإن المقصود حقيقة القبر ، فهو يخاطب جمادا ، ومخاطبة الجماد قد منعه بعض العلماء وأباحه آخرون ، ومن منع إنما منع بشرطين : أن يكون النداء حقيقيا لا مجازيا . أن يقصد ويطلب به من المنادى ما لا يقدر إلا الله من جلب النفع وكشف الضر .
والذي يظهر من البيت الذي ذكر من باب المجاز ، والذي يقصد فيه الشهيد الذي يتصف بالصبر والشجاعة والإقدام . والله أعلم .

عذرا ، كتبت هذا قبل أن أرى كلام أخينا الحبيب محمد أبي يوسف . ويبدو أننا كتبناه في وقت واحد وسبقني إليه ، جعلنا الله وإياكم من السابقين إلى الخيرات .

بارك الله فيكم شيخنا الحبيب، ونفعنا بعلمكم

عن بُرَيْدَة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم :
السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية ) رواه مسلم

فالسلام حقيقة يُلقَى على أهل القبور ، وما نقرأُهُ في مثل : قبرَ الشهيدِ تحيةً وسلاماً
فيُحْمَل على المجاز - كما أوضح الإخوة في تعليقاتهم. - حفظا على سلامة العقيدة وبالله التوفيق .

بسم الله الرحمن الرحيم

كانَ رسولُ اللهِ إذا رأى الهلالَ قالَ : (( اللهُ أكبرُ ، اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ ، والسَّلامةِ والإسلامِ ، والتَّوفيقِ لما تحبُّ، وَترضَى ، ربُّنا وربُّكَ اللهُ )) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: الكلم الطيب - الصفحة أو الرقم: 162
خلاصة حكم المحدث: صحيح بشواهده

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا غزا أو سافر فأدركه الليلُ قال : يا أرضُ ربِّي وربُّك اللهُ أعوذُ باللهِ من شرِّكِ وشرِّ ما فيكِ وشرِّ ما خُلِقَ فيكِ وشرِّ ما دَبَّ عليكِ أعوذُ باللهِ من شرِّ كلِّ أسدٍ وأسودٍ وحيةٍ وعقربٍ ومن شرِّ ساكنِ البلدِ ومن شرِّ والدٍ وما ولدَ الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 9/19
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

هذا الحديث الأخير ضعفه الالباني بقوله : فيه الزبير بن الوليد؛ وهو مجهول .
ولكن الزبير بن الوليد قد ذكره ابن حبان في الثقات وقال :
"الزبير بْن الْوَلِيد يروي عَن بْن عمر روى عَنهُ شُرَيْح بْن عبيد الْحَضْرَمِيّ"
وقال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب : "الزبير بن الوليد الشامي مقبول من الرابعة"

فتضعيف الألباني له ربما كان كغيره من الأحاديث التي ضعفها ثم صححها بعد ذلك بعد أن توسع في الاطلاع. لكن سواء كان قد صححه أم لم يصححه فإن العلة التي ضعفه لأجلها قد ظهر الجواب عنها.

وفي الحديثين دليل على جواز مخاطبة الجمادات.
بل قد جاء في صحيح البخاري :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق .)
فهو دليل على أن الجمادات تسمع حتى ما لا يقوى الانسان على سماعه. بل وتدرك أيضا ما يفعله :
( قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : يومئذ تحدث أخبارها قال : أتدون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عمل يوم كذا ، كذا وكذا ، فهذه أخبارها )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3353
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

والله أعلم.

هذا قد ذكره الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ( 4837 ) حيث قال رحمه الله : قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الزبير بن الوليد مجهول ، كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "الميزان" : "تفرد عنه شريح بن عبيد" .قلت : وأما ابن حبان ؛ فوثقه على قاعدته في توثيق المجهولين !
ولذلك لم يتابعه الحافظ في "التقريب" ؛ فقال فيه : "مقبول" !
قلت : ويعني أنه مقبول عند المتابعة ؛ وإلا فهو لين الحديث ؛ كما نص عليه في المقدمة .
ثم نقل الشيخ رحمه الله قول النسائي عقبه : "الزبير بن الولي شامي ، ما أعرف له غير هذا الحديث" .أهـ
ولم يتراجع عن تضعيفه ، ونقل تصحيح وتحسين بعض العلماء له ، وما ذهب إليه رحمه الله ، وافقه عليه محققو المسند .

بسم الله الرحمن الرحيم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

هذا قد ذكره الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ( 4837 ) حيث قال رحمه الله : قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الزبير بن الوليد مجهول ، كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "الميزان" : "تفرد عنه شريح بن عبيد" .قلت : وأما ابن حبان ؛ فوثقه على قاعدته في توثيق المجهولين !
ولذلك لم يتابعه الحافظ في "التقريب" ؛ فقال فيه : "مقبول" !
قلت : ويعني أنه مقبول عند المتابعة ؛ وإلا فهو لين الحديث ؛ كما نص عليه في المقدمة .
ثم نقل الشيخ رحمه الله قول النسائي عقبه : "الزبير بن الولي شامي ، ما أعرف له غير هذا الحديث" .أهـ
ولم يتراجع عن تضعيفه ، ونقل تصحيح وتحسين بعض العلماء له ، وما ذهب إليه رحمه الله ، وافقه عليه محققو المسند .

قول الألباني : وأما ابن حبان ؛ فوثقه على قاعدته في توثيق المجهولين !
ما معنى ان يقال عن فلان انه مجهول ؟
كيف يعقل ان يوثق ابن حبان مجهولا ؟ هذا من أغرب ما سمع ... وهل وصل ابن حبان رحمه الله الى حد توثيق الرجال بالهوى ؟ أليس توثيق المجهول حكما بمحض الهوى ؟
إذا كان قد جهل الالباني حال الرجل فلا يعني هذا انه مجهول عند كل الناس ... فما وثقه ابن حبان حتى خبر أحواله ... ومن علم حجة على من لم يعلم.
وفضلا عن ابن حبان فهذا أحمد شاكر قد صحح الحديث في المسند أيضا ... وسكت عنه أبوداود وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح ... ثم فوق كل هذا قد حسنه أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني رحمه الله - وكفى به لوحده حجة - والحديث الحسن يحتج به بلا خلاف ... فكيف ترجح كفة الألباني رحمه الله على كفة كل هؤلاء الأعلام ؟ !!!! ... هل أخطأوا جميعهم بالصدفة مع هذا الحديث بالضبط ؟
ثم لو فرضنا تنزلا أن الحديث ضعيف ... فالحديث الأول قد صححه الألباني نفسه وهو بمفرده يفي بالمطلوب فضلا عما أوردته بعد ذلك من أدلة على سماع الجمادات وإدراكها ... ومن كان يسمع فخطابه جائز.

وأضيف إلى ما سبق ما جاء في صحيح البخاري " أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَقَالَ : " اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ " .
فلو كان الجبل لا يعقل ولا يسمع لكان خطابه عبثا ينزه عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعتدل;700338

قول الألباني : [COLOR=#0000ff

وأما ابن حبان ؛ فوثقه على قاعدته في توثيق المجهولين ![/COLOR]
ما معنى ان يقال عن فلان انه مجهول ؟
كيف يعقل ان يوثق ابن حبان مجهولا ؟ هذا من أغرب ما سمع ... وهل وصل ابن حبان رحمه الله الى حد توثيق الرجال بالهوى ؟ أليس توثيق المجهول حكما بمحض الهوى ؟
إذا كان قد جهل الالباني حال الرجل فلا يعني هذا انه مجهول عند كل الناس ... فما وثقه ابن حبان حتى خبر أحواله ... ومن علم حجة على من لم يعلم.
[/LEFT]

أخي بارك الله فيك ، أرجو أن تتكلم بعلم ، وإلا فاسكت بحلم . فابن حبان معروف عند أهل الشأن بتساهله في التوثيق ،الأمر لا يحتاج إلى ما تقوله ، وإليك ما قاله هو نفسه رحمه الله
قال ابن حبان في كتابه الثقات 6/ 418 : سهيل بن عمرو شيخ يروى عن أبيه روى عنه همام بن يحيى لا أدرى من هو ولا من أبوه سهيل شيخ يروى عن الحسن روى عنه بن عجلان سهيل بن حسان أبو السحماء الكلبي من أهل مصر يروى عن ....أهـ
يورد ابن حبان رحمه الله الراوي في الثقات ولا يدري من هو ولا يدري أباه . أليس هذا تساهلا ؟ الجواب عند أهل العلم واضح .
وصنيعه هذا لاعتبار عنده ، وله مذهب في ذلك ، ليس عن هوى ولا عن جهل ، وتساهل ابن حبان في كتابه الثقات أشهر من أن ينبه عليه .
ومع ذلك أنقل لك ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان 1 / 208 ـ 209 : هذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه ، مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه ، وهذا هو مسلك ابن حبان في كتاب ( الثقات ) الذي ألفه ، فإنه يذكر خلقاً ممن ينص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون ، وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور ، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره ، وقد أفصح بن حبان بقاعدته فقال العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم ...أهـ
وفي هذا كفاية لمن أراد المعرفة .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

أخي بارك الله فيك ، أرجو أن تتكلم بعلم ، وإلا فاسكت بحلم . فابن حبان معروف عند أهل الشأن بتساهله في التوثيق ،الأمر لا يحتاج إلى ما تقوله ، وإليك ما قاله هو نفسه رحمه الله
قال ابن حبان في كتابه الثقات 6/ 418 : سهيل بن عمرو شيخ يروى عن أبيه روى عنه همام بن يحيى لا أدرى من هو ولا من أبوه سهيل شيخ يروى عن الحسن روى عنه بن عجلان سهيل بن حسان أبو السحماء الكلبي من أهل مصر يروى عن ....أهـ
يورد ابن حبان رحمه الله الراوي في الثقات ولا يدري من هو ولا يدري أباه . أليس هذا تساهلا ؟ الجواب عند أهل العلم واضح .
وصنيعه هذا لاعتبار عنده ، وله مذهب في ذلك ، ليس عن هوى ولا عن جهل ، وتساهل ابن حبان في كتابه الثقات أشهر من أن ينبه عليه .
ومع ذلك أنقل لك ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان 1 / 208 ـ 209 : هذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه ، مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه ، وهذا هو مسلك ابن حبان في كتاب ( الثقات ) الذي ألفه ، فإنه يذكر خلقاً ممن ينص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون ، وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور ، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره ، وقد أفصح بن حبان بقاعدته فقال العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم ...أهـ
وفي هذا كفاية لمن أراد المعرفة .

شكرا لكم فهذا النقل يوضح المسألة أكثر .
يبقى سؤال محير وهو للفائدة فقط وليس للرد :
أليست رواية ثقة عن مجهول دلالة على ثقة ذلك المجهول ؟ لأن الثقة لا يروي إلا عن ثقة لعلمه أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز نقله كسائر الاخبار بلا تثبت. !
ولو روى شخص عن غير ثقة لكان أشبه بمن يكذب وإن لم يكن كذلك في الحقيقة ... وقد روي عن الامام مالك رحمه الله انه قال اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ... وروي عنه أيضا : لا يكون إماماً من حدث بكل ما سمع.
بل يكفي أن يروي الراوي عن شخص يعلم انه ليس موثوقا لتكون روايته تلك مسقطة لثقته وعدالته.
فما جواب هذا السؤال بارك الله فيكم ؟

هل هذه الرسالة من هذا النوع :
رمضان خذ معك ذنبي وهمي وتعبي .. وألبسني فوق عيدي عقدا" من فرح تطمئن به روحي .. وسعادة تستقر بقلبي .. ودمعة لأمنية انتظرتها طويلا" ...
اقترب موعد الفراق يا رمضان !!
أنت ستعود ولكن نحن هل سنعود معك ؟
اللهم أحسن خاتمتنا واغفر لنا وأعتق رقابنا واشف مرضانا وارحم موتانا ..
اللهم بلغنا ليلة القدر
اللهم لا تخرجنا من رمضان إلا وقد أصلحت حالنا وتقبلت طاعتنا واستجبت دعاءنا وأصلحت بلاد المسلمين يا الله.. امين يارب العالمين