ضاعت عُبيلةُ .. فهل تضيع أخواتها ؟! ..


إذا تخلت الأمة عن جزءٍ من نبض قلبها < أرضها > لكل ظالم متسلط .. تلته أجزاءٌ أُخـــرٌ ، وخرابُ بعضِها خرابٌ لكلها .. حقيقةٌ مسطورة في تاريخ صراع الحياة ، فمن خذل أخاه كان مخذولاً .. ومن أسلم مظلوماً لظالمٍ ، سلط الله عليه من هو أظلم وأطغى ..


والأمة المنتصرة لا حياة لها ، ولا بقاء : إلا باجتماع قلبها ورماحها ، فإن كان منها الافتراق ، كـسَّـرها الظالم المتسلط واحداً بعد آخر .. ويومئذ تصيح جميع الأولون < الأحمر والأسود والأسمر!! > : خَــذَل بعضُنا بعضاً ، وحطم بعضُنا بعضاً ؛ فـمُتـنا بفرقتنا ، وقُـتِلنا بأيدينا .. وأخذنا نسكب دموع الندم على أطلال الانهزام الذي زرعناه نحن في حياتنا .. مرددين تلك الأنشودة الحزينة المتكررة .. :


ضـــاعت عُبَيــلةُ والنياقُ ودارُهـا ... لــم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نـخـسرَه
فدَعـوا ضميرَ العُربِ يرقدُ سـاكناً ... فــي قبــرِهِ وادْعـــوا لهُ بالمغفــــــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ وريشتي ... لـم تُبـقِ دمعـاً أو دمـاً فـي المـحبـرة
وعيونُ عبـلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا ... تتــرقَّــبُ الجِسْــرَ البعيـــدَ لِتَــعـبُــرَه