نظرية في العلاقات الاجتماعية
العلاقة ُ بين الناس تقطع ثلاثة أشاط رئيسة:
المرحلة الأولى: مرحلة التمثيلِ، يُظهر فيها الطَّرفان الجميلَ والحسنَ ممَّا يملكان أو يدعيان امتلاكه؛ فتعمُّ الطيبوبة والكلام الجميل المعسول والانسجام والاعجاب...
المرحلة الثانية: مرحلة التوسط / البَلْــقــَنَة ُ /الظهور والخفاء؛ وفي هذه المرحلة تظهر بعض الثقوب السَّوْدَاءِ، في الطرف الأول والثاني، مختلفة الأحجام؛ وهي مرحلة الدهشة النوعية؛ إذ يتجلى ما لم يكن متوقعاً من الطرفين / المجموعتين؛ فتنطرح الأسئلة/ المشاكل...
المرحلة الثالثة: مرحلة الحقيقة، وتنتهي إما ب:
النزاع، (أو) ← كالطلاق مثلا؛
الحياد،( أو) ← كالقطيعة غير المُعللة؛
التواصل/ الاستمرار؛ وهو نوعان:
أ) تواصل النفاق الاجتماعي/ الكذب الاجتماعي؛ وهو السائد والمنتشر بكثرة في المجتمعات المتخلفة؛ قانونه:" المداهنة حتى يتحقق المَأْرب".
ب) تواصلُ العقلاء الألباء؛ وقانونه:" يعذر بعضنا بعضا ويتجاوز بعضنا عن بعض؛ فكلانا خطاء / المرونة الذكية. وذا قليل أي قلة!
المسافة ُبين مرحلة التمثيل ومرحلة الحقيقة تتباين حسب نوعية المتعاملين ونوعية ثقافتهم؛ لكنها عموماً مسافة طويلة تحتاج إلى الصبر والتأني...
- يمكنُ التعجيل بمرحلة الحقيقة من خلال ما يلي:
o التعاملات المالية؛
o التعاملات الاجتماعية؛
o كثرة الاحتكاك؛

الكمال المطلق مفقود في الناسِ متوافر في رب الناس إله الناس مالك الناس؛ لهذا فالمطلوب التماسُ الأعذار الكثيرة، والحوار الصريح والقلب / العقل الشاسع المتجرد عن الأنانية والذاتية والنظرة الوثوقية. فالناس يحملون برامج؛ منها القديمة المترسخة في الكيان الموزعة في سائر أعضاء الجسد التي يصعبُ اقتلاعها بين صباح وعشية؛ ومنها الجديدة التي يمكن التخلصُ منها بذكاءٍ وحيلةٍ. إذا كانوا في زمن النبوة؛ والنور؛ يلتمسون سبعين عذرا فاليوم لا أظن أن سبعمائة تكفي...وليقس ما لم يقل.
ثمرات النظرية:
 التواصل الاجتماعي - الفعال المثمر- ليس سهلا كما قد يتخيل الكثيرون.
 التسرع في الحكم على الناس من أول لقاء قمةُ الغباء والسذاجـة.
 الاحتكاكات المالية والاجتماعية... تكشف عن جواهر الناس.
 المرحلة التمثيلية ليست مقصودة دائما؛ فهي سلوك باطني- خارج عن الإرادة.
 إظهار الجميل النضِرِ الحسن وإخفاء القبيح المشين سلوك فطري (برنامج أصلي).
 التماس الأعذار للمتفاعَلِ معهم ركنٌ تواصلي ركين.
 الحقائق في مجال التفاعلات الاجتماعية ذات سمات متميزة؛ هي غير الحقائق الرياضية...
 استشراء النفاق الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة منظرٌ مألوف.
 دهشة الحقيقة - قد- تؤدي إلى مآلات قبيحة.
 الحكم على الناس لا يكون دائما سليما؛ خصوصا إذا جُعِلَتْ الذات وبرامجها حكماً ومعياراَ.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم أحبتي في الله.