الدرس الثالث

أبواب المجرد

للثلاثي المجرد ستة أبواب بحسب حركة عين الفعل في الماضي والمضارع وهي:
الباب الأول: ( فَعَلَ يَفْعُلُ ) بفتح عين الفعل في الماضي وضمها في المضارع، مثل: نَصَرَ يَنْصُـرُ.
الباب الثاني: ( فَعَلَ يَفْعِلُ ) بفتح عين الفعل في الماضي وكسرها في المضارع، مثل: ضَـرَبَ يَضْـرِبُ.
الباب الثالث: ( فَعَلَ يَفْعَلُ ) بفتح عين الفعل في الماضي والمضارع معا، مثل: فَتَحَ يَفْتَحُ.
وهذا الباب يشترط فيه أن تكون عين فعله أو لامه واحدًا من أحرف ستة هي: ( أ- هـ- ع- ح- غ- خ ).
مثل: رَحَلَ يَرْحَلُ- فَتَحَ يَفْتَحُ- سَأَلَ يَسْأَلُ- قَرَأَ يَقْرَأُ- ذَهَبَ يَذْهَبُ- رَفَهَ يَرْفَهُ- بَعَثَ يَبْعَثُ- وَضَعَ يَضَعُ- لـحـَسَ يَلْحَسُ- ذَبَحَ يَذْبَحُ- نَغَرَ يَنْغَرُ ( غضب )- دَمَغَ يَدْمَغُ- فَخَرَ يَفْخَرُ - مَسَخَ يَمْسَخُ.
الباب الرابع: ( فَعِلَ يَفْعَلُ ) بكسر عين الفعل في الماضي وفتحها في المضارع، مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ.
الباب الخامس: ( فَعُلَ يَفْعُلُ ) بضم عين الفعل في الماضي والمضارع معا، مثل: حَسُنَ يَحْسُنُ.
الباب السادس: ( فَعِلَ يَفْعِلُ ) بكسر عين الفعل في الماضي والمضارع معا، مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ.
وهذا الباب الأخير قليل في كلام العرب.
وأما الرباعي المجرد فله باب واحد فقط هو: ( فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ ) مثل دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ.

قواعد في ضبط عين المضارع الثلاثي

أولا: إذا كان الماضي على فَعُلَ فالمضارع لا يكون إلا على يَفْعُلُ.
مثل: حَسُنَ يَحْسُنُ، كَرُمَ يَكْرُمُ، فَصُحَ يَفْصُحُ.
ثانيا: إذا كان الماضي على فَعِلَ فالمضارع على يَفْعَلُ.
مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ، شَرِبَ يَشْرَبُ، رَكِبَ يَرْكَبُ.
ولكن شذت بعض الأفعال فجاءَ مضارعها على يَفْعِلُ.
والشاذ هو: ما يكون بخلافِ القياسِ، أي القاعدة.
فقياس فَعِلَ كون مضارعه على يَفْعَلُ بفتح العين ولكن خرج عن هذا القياس بعض الأفعال فتحفظ ولا يقاس عليها.
مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ، نَعِمَ يَنْعِمُ، وَثِقَ يَثِقُ، وَرِثَ يَرِثُ، يَئِسَ يَيْئِسُ.
ثالثا: إذا كان الماضي على فَعَلَ فلا يجيء المضارع على يَفْعَلُ إلا بشرط أن يكون عين فعله أو لامه حرفا من حروف الحلق.
مثل: فَتَحَ يفْتَحُهذا هو الأصل وشذ عنه أَبَى يَأْبَى فجاء بفتح عين مضارعه من غير وجود حرف حلق في عينه أو لامه.

( شرح النص )

أَمَّا الثُلاثيُّ المجَرَّدُ: فإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعَلَ مفتوحَ العينِ؛ فمضارِعُهُ يَفْعُلُ، أو يَفْعِلُ، بضمِّ العينِ أو كسرِها، نحوُ: نَصَرَ يَنْصُرُ، وضَرَبَ يَضْرِبُ.
ويجيءُ على وزنِ يَفْعَلُ بفتحِ العينِ إذا كانَ عينُ فعلِهِ أو لامُهُ حرفًا من حروفِ الحلقِ، وهيَ سِتَّةٌ: الهمزةُ والهاءُ، والعينُ والحاءُ، والغينُ والخاءُ، نحوُ: سَأَلَ يَسْأَلُ، ومَنَعَ يَمْنَعُ، وأَبَى يَأْبَى شاذٌّ.
وإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعِلَ مكسورَ العينِ؛ فمضارعُهُ يَفْعَلُ، بفتحِ العينِ، نحوُ: عَلِمَ يَعْلَمُ، إلا ما شذَّ مِن نحوِ: حَسِبَ يَحْسِبُ، وأخواتِهِ.
وإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعُلَ مضمومَ العينِ؛ فمضارعُهُ يَفْعُلُ، بضمِّ العينِ، نحوُ: حَسُنَ يَحْسُنُ، وأَخواتِهِ.
وأَمَّا الرُّباعيُّ المجَرَّدُ فهوَ بابٌ واحِدٌ، فَعْلَلَ، كدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً ودِحْرَاجًا.
.............................. .............................. .............................. .............................
لما تبيّن مما ذكر أن أقسام الفعل أربعة: ثلاثي مجرد، ورباعي مجرد، وثلاثي مزيد فيه، ورباعي مزيد فيه، أراد أن يبين أبواب كل قسم منها على الترتيب فقال: ( أَمَّا الثُلاثيُّ المجَرَّدُ ) سواء أكان سالمًا نحو ضَرَبَ أو غير سالم نحو وَعَدَ ( فإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعَلَ مفتوحَ العينِ؛ فمضارِعُهُ ) يجيء على وزن ( يَفْعُلُ أو ) على وزن ( يَفْعِلُ بضمِّ العينِ أو كسرِها ) مثال الأول ( نحوُ: نَصَرَ يَنْصُرُ ) وهذا باب أول ( وَ ) مثال الثاني ( ضَرَبَ يَضْرِبُ ) وهذا باب ثان.

( ويجيءُ ) مضارع فَعَلَ أيضا ( على وزنِ يَفْعَلُ بفتحِ العينِ ) وذلك ( إذا كانَ عينُ فعلِهِ أو لامُهُ حرفًا من حروفِ الحلقِ ) فهذا شرط هذا الباب ولهذا يسمى بباب الشرط ( وهيَ ) أي حروف الحلق ( سِتَّةٌ: الهمزةُ والهاءُ، والعينُ والحاءُ، والغينُ والخاءُ، نحوُ: سَأَلَ يَسْأَلُ ) وهذا مثال ما كان عين فعله حرف حلق ( ومَنَعَ يَمْنَعُ ) وهذا مثال ما كان لام فعله حرف حلق وهذا باب ثالث ( وأَبَى يَأْبَى شاذٌّ ) هذا جواب عن سؤال مقدر تقديره: إنَّ ما ذكرتم من اشتراط وجود حرف الحلق في عين فعله أو لامه إذا كان الماضي والمضارع مفتوحي العين منقوض بـ أَبَى يَأْبَى، فإنه على وزن فَعَلَ يَفْعَلُ مع عدم وجود حرف الحلق في عينه أو لامه، فأجاب المصنف: بأن هذا شاذ أي مخالف للقياس، والشاذ لا تنخرم به القاعدة فيحفظ ولا يقاس عليه.
(وإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعِلَ مكسورَ العينِ فمضارعُهُ يَفْعُلُ، بضمِّ العينِ نحوُ: عَلِمَ يَعْلَمُ ) وهذا باب رابع ( إلا ما شذَّ مِن نحوِ: حَسِبَ يَحْسِبُ، وأخواتِهِ ) أي نظيراته كوَرِثَ يَرِثُ، فالأصل في ماضي فَعِلَ أن يكون مضارعه يَفْعَل، ولكن شذ عن هذا الأصل حَسِبَ يَحْسِبُ وأخواته، وهذا باب خامس.
( وإنْ كانَ ماضيهِ على وزنِ فَعُلَ مضمومَ العينِ ؛ فمضارعُهُ يَفْعُلُ، بضمِّ العينِ، نحوُ: حَسُنَ يَحْسُنُ، وأَخواتِهِ ) وهذا باب سادس.
فهذا هو بيان الثلاثي المجرد ( وأَمَّا الرُّباعيُّ المجَرَّدُ فهوَ بابٌ واحِدٌ ) فقط ( فَعْلَلَ كدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً ودِحْرَاجًا ) وهذان مصدران قياسيان فكل رباعي يصح أن تأتي له بمصدرين على هذين الوزنين نحو: زَلْزَلَ يُزَلْزِلُ زَلْزَلَةً وزِلْزَالًا، وزَخْرَفَ يُزَخْرِفُ زَخْرَفَةً وزِخْرَافًا.
وإنما لم يذكر المصنف المصدر مع الثلاثي المجرد لأن مصدره سماعي يرد على أوزان عديدة لاتنضبط بقاعدة، بخلاف الرباعي المجرد، والثلاثي المزيد فيه، والرباعي المزيد فيه، فإن لها مصدرا قياسيا معينا.

( أسئلة )

1- ما هي أبواب الفعل الثلاثي المجرد والرباعي المجرد ؟
2- ما هو شرط الباب الثالث ؟
3- لماذا كان أبى يأبى شاذا ؟


( ت )

عين باب الأفعال التالية واذكر وزنها:
( كَشَفَ يَكْشِفُ- رَسَمَ يَرْسِمُ- نَظَرَ يَنْظُرُ- بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ- يَشْرُفُ- سَمِعَ يَسْمَعُ- مَنَحَ يَمْنَحُ- وَجِلَ يَجِلُ- حَصْحَصَ يُحَصْحِصُ ).