دِيانة وعَـدل .. صلاح الحال والملآل ..

لا يستقيم نظام الحياة إلا بحاكم يُسمع له ويُطاع في طاعة الله عز وجل .. وصلاح الرعية والبلاد والعباد .. منوط بصلاح الحاكم وعدله وبنائه ..

والحكام أنواع ومراتب :
• فالحاكم إذا كان له عقل راجح متزن ، وديانة متينة ، مانعة من الظلم والإفساد .. وجَعلَ له بطانةً صالحةً ، مُغلِّــبةً لخيرِ الأمة على النفعية الفردية ؛ صلحت البلاد ، ونمى فيها الخير والأمن والأمان ، وقوي اقتصادها وتأثيرها .. وهذا الحاكم ، ومن معه هو عين الشامة المطلوبة ، وغاية الأمة المرجوة .. وهو المعني بقول القائل :

ماذا على السلطانِ لو أجرى الذي ... تشتاقُهُ الأحـــرارُ من إصلاحِ
تاللهِ لو منــــحَ الرعيــــــــــ ةَ حقَّها ... لفـــداه كـلُّ الشعبِ بالأرواحِ

• فإنْ كان الحاكم له عقل ضعيف ، مع ديانة حسنة ، حمله الدين على مشاورة أهل الحزم والدين ؛ فكان بذلك استقرارٌ لبلاده وشعبه ودولته ..
• أمَّـا إنْ كان له دين ناقص ، وعقل راجح ؛ فقد تصلح به الدولة في أمور الدنيا ، مع إخلال بالديانة ؛ ولزامُ المآلِ في الغالب فساد البلاد ، وانحلال الجمع والاتفاق ، جزاء وفاقاً لإخلالهم بجانب الديانة ..

• وأما إنْ كان الحاكم فاسد الرأي والديانة ، مع تقريبه لبطانة السوء الجالبة برأيها الظالم لنفع نفسها دون الرعية ؛ فهنا يكون الفساد والدمار لتلك البلاد ، ولا ينجو من ذلك الانحلال والإخلال ، لا الحاكم ، ولا وزراؤه ، ولا الرعية ..

ومن دعاء العقلاء والصالحين .. أنهم كانوا يرددون في دعائهم وصلاتهم : أنْ يصلح الله ولي أمر الأمة ، معللين ذلك بقولهم :
( لو أنَّ لنا دعوة مستجابة لجعلنها للإمام ؛ لأن به صلاح الرعية ، فإذا صَلُح أمنت العباد والبلاد ) ..

حسن بن محمد الحملي.