تحذير نبوي من الكذب عبر وسائل الإعلام!
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ:... قال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "... رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِيَدَيَّ، فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ فَضَاءٍ، أَوْ أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ، فَمَرَّا بِي عَلَى رَجُلٍ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ، فَيَشُقُّهُ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ الْآخَرِ، وَيَلْتَئِمُ هَذَا الشِّدْقُ، فَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا:... إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَّابٌ، يَكْذِبُ الْكَذِبَةَ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ فِي الْآفَاقِ، فَهُوَ يُصْنَعُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَصْنَعُ اللهُ بِهِ مَا شَاءَ... وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ...". من حديث أخرجه البخاري: 7047، وأحمد: 20165، واللفظ له. والشِّدْق: جانب الفم.
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: " فِي الْآفَاقِ " فيه إشارة لما هو حاصل في زماننا من سرعة انتشار الأخبار عبر الأثير - كالشبكة العنكبوتية، والهاتف، والمحطات الفضائية، والإذاعات... -، وفي الحديث تحذير ما بعده تحذير لكل من استخدم تلك الوسائل في نقل الأخبار الكاذبة!.
ويدخل في هذا التحذير - بالأَوْلى - الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه يمثل حقيقة الدين صورة ومعنًى، قولاً وعملاً، فالكذب عليه كذب على الله تعالى، وافتراء في الدين!.
ومما يؤسف له أن نرى بعد كل هذا التحذير بعض الإخوة - هداهم الله تعالى - وهم ينقلون على صفحات " الفيسبوك " ونحوها أحاديث ليست بثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هي مكذوبة عليه!.