من أهم ما ميز واقع الصحابة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده

(((صفة الذاتية)))

تلك الصفة التي كانت نتيجة طبيعية لخروج الصحابي من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام في بداية إسلامه

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ربى هذه الصفة ونماها لديهم ولم يقتلها فيهم

فكان يترك القرآن - كلام الله - و يترك أقواله و أفعاله صلى الله عليه وسلم

كان يتركهم ليحفروا في وجدان الصحابي تعاليم الإسلام وخطوطه العريضة

ثم يكلف الصحابي بالقيام بتلك القيم التي رسخت في ذاته ووجدانه بما يقدر عليه وما يراه مناسبا لواقعه

فيبعث فلان من الصحابة ليدعوا قومه إلى الله ثم إذا أوصاه أيضا أوصاه بمعانى إجمالية كالرفق والحلم

ويأمر فلانا بأن يخذل عنه ما استطاع فيأتي بالعجب من التدبير والفقه في المعاملة

وغير ذلك كثير لا يحصى

ومن أخطر الآفات التي انتشرت في صفوف الصحوة الإسلامية المعاصرة لاسيما قبل الثورة

من أخطرها قتل هذه الصفة في نفوس أبناء التيار الإسلامي

فكان الشاب لا يريد أن يقرأ أو يتعلم أو يدعوا أو يتحرك إلا بإذن من شيخه ومتابعة منه على الدوارم

مما قتل الكثير من المواهب الفذة و الأفكار المبهرة في نفوس الشباب واندثر نموذج ((( أنت اليوم أفضل مني)))

وصار نماذج مستنسخة مريضة لا إبداع فيها

و كثير منهم كان يستفيق لذلك متأخرا فيفقد الثقة في مشايخة وعلمائه ويرى أنهم ضيعوا من حياته الكثير الذي كان باستطاعته أن يخدم به الإسلام

فلابد من الحرص على هذه الصفة في نفوس الشباب لا سيما في بداية الطريق حيث تكون في ذروتها في نفوسهم مع ترشيدها بإحترام وتقدير أصحاب الفضل والسبق

والله الموفق لكل خير


الدكتور: محمد جودة.