حواليْ و حَوالَى.. !! السائل (عبدالرحمن …) : كثيرا ما نسمع من يقول : كلمته حوالى عشر دقائق، بفتح اللام، فهل هذا النطق صحيح ؟الفتوى 85 : لفظ “حَولَ” من ظروف الأمكنة يقال – كما في تاج العروس-: “قعد حوالَيه، بفتح اللام وكسر الهاء، مثنّى حَوال، وقعد حوله وحوليه وحوالَه كسحاب، وقعد أحواله، على أنه جمع حول بمعنى واحد، قال الصاغاني: ولا تقل: حوالِيه، بكسر اللام”. ولا أجد تخريجا لما سألت عنه إلا أن يكون استعمل على أنه مفرد حَوالَ، كسحاب، ونطقت به الألسنة على وجهه منصوبا على الظرفية، واستقبلته الأسماع كذلك إلى أن تطور النطق بها باللام مشبعة بناء على توهّمه بالألف مثلما سألت عنه .ولا يحسن تخريج ذلك على أنه من باب إبدال الياء ألفا، كما يبدل بعض العرب الياء ألفًا في بعض الأفعال كـ( بقي ) يقولون فيه : بقى .وهناك مسألة أخرى لم تسأل عنها، ولابدّ من ذكرها، وهي أنّ هذه اللّفظة ظرف مكان، وقد خطأها بعض اللّغويين المعاصرين إذا استعملت على غير وجهها، وهو الشيخ عبدالقادر المغربي، وقال : الصواب أن يقال في نحو المثال الذي ذكرت”له في ذمتي نحوُ، أو زهاءُ ألف قرش” ولا يقال: حوالي ألف قرش . لأن “حوالي” ظرف يطلق على جهات الشيء المحيطة به، ( فيقال: اضطربت الأمواج حول السفينة وحواليها) .والمثال الذي ذكرته يخفف الاعتراض عليه أنه منصوب هنا على الظرفية، وتوجيهه مقبول، أما في نحو اجتمع حوالي ثلاثين طالبا، فالتوجيه فيه عسر جدّا، لأن “حوالي” ظرف غير متصرف، ولا يصح أن يكون فاعلا، ولا بد أن يكون ظرفا منصوبا، والفاعل لايكون كذلك، و مع هذا فقد أجازها مجمع القاهرة بناء على رأي جمهورهم وجعلوا الفاعل محذوفا مقدّرا، أو ضميرا، وفي ذلك خلاف معروف بين أهل العلم تجده في الكلام عن ظرف المكان، لايتسع له هذا المكان . د. عبدالعزيز بن علي الحربي