التـاريــــخُ يتــكـلـــم ..

عاطفة الحماس اليوم نسيت معانةَ أجدادها التي عاشت معانة العبودية ، والقسوة الجائرة ، والمصادرة لجهود الكفاح في تحصيل مصالح الحياة .. تسلط عليهم لون الدم الأحمر محارباً للدين والفضيلة ، ناشراً للخنا والفجور .. جعل شعبه < ذلك الحزب الظالم > يعيش في معزل عن العالم .. ومن أراد خروجاً من أرض الظلم فمصيره الموت ، أو التشريد ..

< ذاك هو الجنوب > يا أبنا الجنوب ( بل أنتم أبناء اليمن الكبير !! ) الجنوب لم يكن أرض السعادة الأبدية ، والحياة الهادئة < قبل وحدة الحرية والمكانة لأبناء الجنوب > بل هو مجمع الفقراء والمستعبدين ، والمصادرين .. ؛ بسبب حزب الرفاق بنظامه الاشتراكي الجائر الذي سرقوا به : أرض العباد ، وصادروا سيارات المواطنين ، وطائراتهم ، وعمائرهم ومزارعهم ، وسلبوا منهم حرية القول ، والكلمة .. حتى جاءهم الله تعالى بوحدة الخير ، والحرية والكرامة ..

• الشمال قبل الوحدة :

كان الوضع مختلف تماماً في شمال اليمن ، فالناس هناك في كفاية ، وعيشة كريمة ، وحرية لا توجد في كثير من البلدان ، الكلمة مسموعة ، والدعوة إلى الله قائمة ، والخير منتشر ، والأمن سابغ .. وضع الشمالي محترم ومقدر في السعودية ، وفي كل أرض يذهب إليها .. سعادتهم غامرة ، وحياتهم هادئة ، لا كفالة في بلاد الحرمين ، عكس أبناء الجنوب !! .. فلما جاءت الوحدة تبدل الحال من غنا إلى فقر ، ومن هم إلى هم ، وضعف الاقتصاد ، وتشتت العباد ، وكثر الفساد .. فهل سُـمِـع من أبناء الشمال من يذم الوحدة ، ويكره إخوانه الجنوبيين ؟ ..

• هل جزاء الإحسان إلا الإحسان :

تتذكروا أنَّ أهل الشمال : كانوا أهلاً وآوياً لكل مشرد من الظلم الكائن في الجنوب من أهل الفساد في الدين والرأي والسياسة .. تذكروا : الخلاف بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عام 1967م لجأ أبناء جبهة التحرير إلى الشمال .. وأين فر قحطان الشعبي مع أنصاره .. وسالمين ولى هارباً بأصحابه إلى الشمال .. وعلي ناصر في يناير 1986هرب معه ألوف ، وكان أكثرهم من أبناء أبين وشبوة إلى الشمال.. ومنهم اليوم رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وكثيرون !! ..

أبناء الشمال القلب الحاني ، والصدر المتسع لإخوتهم في الجنوب في كلِّ نائبةٍ من نوائب الدهر .. فلماذا < يـُـنكر الجميل > من بعض من يجهل التاريخ ؟! ..

• الهـــمُّ سواء :
يردد بعض أبناء الجنوب : أن ثرواتهم قد نهبت ، وأن أبناءهم قد همشوا ، فيقال لهم : وكذلك النهب حاصل من الظالمين في الشمال ، والتهميش لكثير من أبنائه موجود .. وأن قُتل واحد مظلوماً في الجنوب ، فقد قُتل كثيرٌ في الشمال ..

• شيطان المصلحة :
حرَّك شيطان المصلحة في قلوب بعض النفعيين : أن الجنوب بزغ في فجره ببترول الرفاهية ، والموارد السمكية ، المواقع المميزة ، وغيرها .. فلننفرد بذلك عن غيرنا الذي < وقفوا معنا أولاً ، ولا حاجة لنا بهم آخرا !! > ونسي هؤلاء : أن اليمن جنوبه وشماله بلاد خير للجميع ، ففي الشمال : البترول والغاز والمعادن ، والمواقع سياحية المميزة ، وجمال جوها الرائع ، والقوة البشرية العاملة ، والمواقع البحرية بثرواتها وأسماكها ، وغيرها من خير الأرض والسماء ..

لكنَّ العقلاء من أهل اليمن جنوبه وشماله : يعلمون أن القوة في الاجتماع والاتحاد .. دِلالة دينية ، وتاريخ قديم ، وواقع اقتصادي متين ، ويد واحدة أمام كل من يريد جعل السعيدة بلا سعادة من القريب والبعيد !! ..

• لا مكان للعنصرية في اليمن الكبير ( دعوها فإنها منتنة ) :
الجنوبيون الفضلاء ، والأحبة الأعزاء .. ألوف مؤلفة يعيشون ويدرسون ويتاجرون في كل المحافظات الشمالية ، ولهم كل الحب والاحترام .. في جامعات صنعاء وغيرها ألوف من الطلبة الجنوبيين .. أطباء ، مهندسون ، معلمون .. لم نسمع يوماً بكلمة : أنت جنوبي دخيل .. أو نسمع يوماً بأذى أو حرق دكان تاجر جنوبي .. بل كلٌ يجمعهم هناك ( نحن جميعاً يمنيون ) أبناء وطن واحد .. بعكس ما يفعلوه بعض الخاطئين في الجنوب من حرق لمحلات المساكين من التجار ، وضرب الفقراء البسطاء الذين يسعون في الأرض طلباً للرزق ، ولغة العنصرية الحاقدة الصادرة من بعض الناس ، لا من كلهم ، فأبناء الجنوب أهل حب وهدوء وحكمة ولا عبرة بالشاذين ..

• من هم خصوم اليمن واليمنيين ؟ :
العدل والانصاف : معرفة أنَّ خصوم اليمن ، ومن أفسد أمنها وخيرها ، ونهب مالها وبترولها .. هم ثلة من المفسدين العملاء للداخل والخارج .. الذين < ينعمون هم ، ومن معهم بخير اليمن > .. وغيرهم من أبناء اليمن يعشون تعاسة الأيام .. هؤلاء هم خصومنا يجب على أهل العقل والحكمة في كل اليمن الكبير أن يكونا يداً واحدةً في مواجهة هذا الظالم الفاسدة ..

وأنْ نكون في قمة الذكاء المانع لتحقيق غاية المفرقين ، الذين يعلمون أنَّ بفرقتنا صلاح حالهم ، وبقائهم في مكان النهب والإفساد .. فهل يعي أبناء اليمن تلك الحقيقة ، ويعلمون من المفسد من المصلح ؟ .. وأنهم يجب أن يكونوا أمةً واحدة تقول لكل زنيم ظالم مفسد .. : كفى عبثاً أيها الظالمون المفسدون .. والله يحفظ اليمن وأهلها من كل فرقة وسوء ومكروه .. — مع ‏ابو المعتز بالله الغيلي‏ و ‏‏98‏ آخرين‏.

حسن بن محمد الحملي.