القراءة بالنسبة إلى الضعفاء والمبتدئين هي معرفة أصوات الحروف الثلاثة عشرة
(1)
القراءة مفهوم مشترك بين أكثر من مجال معرفي.
كيف؟
إنها على وفق المنهج التعليمي كتاب يحتوي نصوصا أدبية ومقالات وغيرها يقرؤها التلميذ أو الطالب لتفيده معلومات عن الموضوع وعن الأداء الكتابي الأدبي.
وهي بالنسبة إلى هذا المفهوم معروفة عند المسلمين قبل أن تأتينا من الغرب الذي رسم لنا سياستنا التعليمية، وما زال.
كيف؟
إننا إن تأملنا طرق تحمل العلم وجدنا منها العرض الذي يعني أن يقرأ التلميذ والشيخ يسمع، ومنها الوجادة وهي أن يجد الطالب كتابا فيقرؤه، و... إلخ.
هذا بالنسبة إلى المجال الأول الذي ألجأنا التقسيم إلى ذكره، فما مجالنا؟
(2)
مجالنا هو معرفة الحروف أسماء وأصواتا ومحتوى، والقراءة بالنسبة إليه مستويان.
ما هما؟
مستوى المتقنين، ومستوى المبتدئين والضعفاء.
ما الفرق بينهما؟
القراءة بالنسبة إلى المتمكنين المتقنين تتخطى الحرف والصوت إلى الدلالة والمعنى، وهي قد صارت أقساما ومستويات.
كيف؟
بالنسبة إلى مقياس قلة الزمن المستهلك فيها وكبر الفهم المستفاد منها ظهرت القراءة السريعة، وخرج منها القراءة التصويرية التي يعمل فيها الذهن كأنه آلة تصوير أو كثر؛ لأن آلة التصوير وحدة عملها السطر أما الذهن هنا فوحدة أدائه الصفحة.
وهذا النوع يذكرني بما كان يروى عن الإمام الشافعي الذي كان يضع يده على إحدى الصفحات حتى لا تتداخل مع الصفحة التي يحفظها من نظرة واحدة.
وقد تخرج بالنسبة إلى هذا المعيار أنواع أخرى من القراءات التي قد يكون بعضها واقعيا وبعضها الآخر غير ذلك، لكنها ستظهر في كتب ودورات تعليمية.
أما بالنسبة إلى معيار التفاعل مع المقروء فإن القراءة تنقسم أقساما هي: القراءة العامة، والقراءة التأملية، والقراءة الناقدة. ومن ثم فإن النقد يسمى في أحد أسمائه القراءة.
إذًا، القراءة في هذا المستوى تتخطى المقروء إلى ما وراءه من فهم، ومن ثم فهي عملية عقلية تستثير المهارات العقلية العليا، لكنها ليست كذلك بالنسبة إلى المبتدئين وضعفاء القراءة.
كيف؟
(3)
بالنسبة إلى المبتدئين والضعفاء فإن القراءة هي معرفة أصوات الحروف التي عرفوا أسماءها في مرحلة سابقة؛ لذا فإن المهارات العقلية المستخدمة هنا أقل من تلك المستخدمة هناك في المستوى السابق؛ لاختلاف الغرض والهدف.
فما أصوات الحروف؟
إنها تلبس الحرف بالحركات والمدود والتضعيف والتنوين، مما ينتج ثلاث عشرة صوتا للحرف إن جعلنا كل موضوع وحدة مستقلة.
كيف؟
هناك الحركات الثلاثة: الفتحة، والكسرة، والضمة. وهناك علامة السكون- فيكون المجموع أربعة. وتأتي المدود الثلاثة فيكون المجموع سبعة، ثم نزيد حالات التشديد الثلاثة فيكون المحصول عشرة، ثم التضعيف فتكتمل الأحوال الثلاثة عشرة. ونستبعد التنوين المصاحب للتشديد؛ لأنه يؤول إلى تشديد، ونستبعد التنوين الذي ينقلب مدا عند الوقف؛ لأنه يئول إلى مد.
فمثلا حرف الباء تكون أصواته: بَ بِ بُ بْ، بَا بِي بُو، بًا بٍ بٌ، بَّ بِّ بُّ. فإن أدرك المبتدئ أو الضعيف أن هذه الصور هي التي ستصادفه عند قراءة النصوص والموضوعات، وأنها لن تخرج عنها؛ فلن يصادف حرفا إلا وهو بحالة من هذه الحالات- فإن القراءة ستكون يسيرة بالنسبة إليه.
(4)
فإن بقي الضعيف ضعيفا بعد استيعاب ذلك فهناك مشكلة عقلية أو نفسية تحتاج إلى تحليل وحل.