لحمد لله وحده...

- والنبي صلى الله عليه وسلم أُمر بالصبر على الأذى فأمر أصحابه بذلك، وأمرهم بالثبات على التوحيد.

- ثم أمر بالهجرة وترك أحب البلاد إلى الله، حتى يقيم مجتمعًا إسلاميًّا خالصًا مؤسسًا على التوحيد التام، والعبودية المحضة لله وحده.

- ثم أمر بالعودة إلى مكة فاتحًا للقلوب والعقول والمهج والنفوس قبل أن يكون فاتحًا للأرض ومستعيدًا للمقدسات ومطهّرًا من الشرك!

- وقد جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق)، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا، لكنه لا يصح، نعم صححه بعض الأئمة، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله.

- وقد قال الله عز وجل في القرآن: (والفتنة أشد من القتل)، وهذا من المحكم!!

- فهذان فعلان للنبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بأمر الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة، ليس لهما ثالث:
** بيان الدين واضحًا خالصًا من الشوائب بلا مواربة ولا مداهنة ولا موازنة ولا توافق ولا حوار يفضي إلى التنازل عن شيء من بيان الحق.

** الهجرة فرارا بالرسالة والعقيدة والدين، لبيان الدين واضحًا خالصًا من الشوائب بلا مواربة ولا مداهنة ولا موازنة ولا توافق ولا حوار يفضي إلى التنازل عن شيء من بيان الحق!!!

ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم التكلم بالمعاريض في مقام تبليغ الرسالة والدعوة، ولا أنه رأى مفسدة تقع في التوحيد أو العقيدة فوازن بينها وبين مصلحة البقاء في أرضه أو التشارك في حكم مكة أو التعاون في إدارة المدينة!
بل ولا مصلحة غير هذه!

(بل) حفظ عنه صلى الله عليه وسلم العكس!
فترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل المنافقين معلومي النفاق عند آحاد المسلمين، لا لشيء سوى مخافة أن يلتبس أمر (البيان) عند من شطت داره عن ديار المسلمين!
فأبى أن يقتل المنافقين مخافة أن يتحدّث الناس أنه يقتل أصحابه!

=====
هذه هي الخطوط العريضة لخطة النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الوحي، (وما ينطق عن الهوى):
-- البيان الواضح الجلي للوحي مع الصبر على الأذى.

-- وإلا.. (من يئويني.. من ينصرني أبلغ رسالة ربي)!
الهجرة للوصول إلى حيث يمكن ذاك البيان!

خالد الأزهري السلفي.