زوجك جنتك أو نارك
شيماء فريج
كاتبة صحفية
أختي الفاضلة السلام عليك ورحمة الله وبركاته، في بداية هذا المقال أحب أن أسألك سؤالًا مهمًا: هل تحبين يا أختي الكريمة أن تكوني بإذن الله من أهل الجنة؟ هل تحبين أن تنعمي بحياة تزدان برضا الله عنك؟ أعلم إجابتك يا أختي الفاضلة فمن منا لا يطمع في الجنة؟ ومن منا لا يطمع في رضا الله عز وجل؟ بل ومن منا يجرؤ على سخط الله؟ اعلمي يا أختي الكريمة أن رضا الزوج من أهم الأعمال التي تتقربين بها إلى الله جل جلاله، قد تكونين من المصلين، قد تكونين من المستغفرين بالأسحار،

قد تكونين
ممن يتصدقون بأموالهم لكي تساعدي في رفع المعاناة عن المحتاجين، ولكن هل لهذه العبادات فائدة في غياب رضا الزوج عن زوجته؟ أختي الغالية أنا امرأة منَّ الله- عز وجل- عليَّ بالزواج، لسنا من الأثرياء أنا وزوجي وابنتي، نحن ولله الحمد في كل وقت نعيش حياة عادية نمتلك فيها بفضل الله ما لا يحوجنا للسؤال، شأننا شأن الكثيرين ممن يسعون وراء لقمة العيش، ولكني أقسم لك بالله إنني في نفس الوقت أغنى نساء الأرض، أو أكون كذلك عندما أرى في عيون زوجي نظرة رضا على شيء قمت بفعله، لمسة أضفيتها على بيتي، كلمة قلتها له فانشرح لها صدره، مزحة مني رسمت ابتسامة على وجهه، كلها أشياء بسيطة ولكن نتائجها تضمن لكي أغلى ما في الوجود (رضا الله) اعلمي يا أختي الغالية أن الإنسان برضا الله أغنى من على الأرض حتى إن كان لا يمتلك قوت يومه، وبسخط الله هو أفقر خلق الله حتى وإن كان يمتلك القصور، عليك أن تحاولي بكل جهدك إرضاء زوجك، قد تقول إحدانا، وماذا عن زوجي فهو قاسي القلب ولا يترك لي مجالًا لأن أكون قريبة منه، أقول لك إن كل لحظة تحاولين فيها إرضاء هذا الزوج هي بمثابة الجهاد في سبيل الله، بل إن أجرك عند الله- بإذن الله- عظيم، حاولي دائمًا يا أختي الفاضلة، حاولي مرات ومرات، بل لابد أن تعلمي أن ذلك لن ينقص أبدًا من قدرك، ولا تصدقي أحدًا قال لك إن محاولتك إرضاء زوجك واحتوائك له قد يهدر من كرامتك لا سمح الله، بل إن استماعك لنصائح البعض بتجاهل الزوج والتعامل معه بالندية هو قمة إهدار الزوجة لكرامتها، لا تستمعي إلى أي شيء قد يدفعك إلى إهمال زوجك أو الابتعاد عنه، واعلمي أن من يطلب منك ذلك فهو إما شيطان من شياطين الإنس يكن لك الكره والحقد، أو شيطان من أبناء إبليس اللعين قد تسلمينه مفاتيح عقلك الذي منَّ الله به عليك، إن أي لحظة تمر عليك في إرضاء زوجك هي خطوة تتقربين بها إلى الله، وكلما ازدادت هذه اللحظات، كلما كنت إلى الله أقرب، واعلمي أيضًا أن إرضائك لزوجك يسهم في نجاحه الذي تكونين فيه بمثابة الشريك الأساسي، أختي الفاضلة كلمات بسيطة لم أبتغ منها إلا أن يمن الله بها علينا جميعًا برضاه لننعم بحياة كريمة نتقرب فيها إلى الله، ونزين بها عباداتنا بالرضا والنور.

أستودعك الله أختي الغالية، راجية من الله متوسلة إليه أن تنفعك كلماتي وأن تنفعني معك، فنحن برضا الله نمتلك كل شيء، وبسخطه والعياذ بالله نخسر كل شيء.