الأدب حياة
التحرير
أقام منتدى الأدب الإسلامي بالمركز العالمي للوسطية مجلسه الأدبي الشهري تحت عنوان «الأدب حياة» للدكتور محمد مصطفى الكنز في محاولة لتعزيز فرص التواصل مع جمهوره العريض، والارتقاء برسالة الأدب الإسلامي الهادف مجتمعيًا، وتسليط الضوء على دوره المتميز في نشر القيم العليا.


استهل د. الكنز محاضرته بالتأكيد على دور الكلمة الطيبة والأدب الرفيع كعنوان لشخصية كاتبها وتعبيرًا مثاليًا عن وجدانه وذاته، مبينًا كيف أن الله تعالى اختص الإنسان بميزة البيان وفصل الكلام كونه خليفة الله في أرضه، وبسط له من الأدوات والوسائل،
وعلى رأسها البيان، ليقوم بواجبات الاستخلاف.
وخلص «الكنز» إلى أن الأدب هو الوعاء الذي يعبر عما يجيش في نفوسنا من الصراعات الداخلية والخارجية من مشاعر وأمزجة وطباع.
وأوضح العلاقة الوثيقة ما بين الأدب والدين، فكما أن الدين ضرورة ماسة في حياة الإنسان فالأدب نوع من الأساليب لبناء حياة تصلح لأن تكون ملاذا للهاربين من سطوة المادة وقسوتها.
وأشار إلى وجود التضارب الكبير بين الأدب والسياسة وانقطاع الصلة ما بين الأديب والسياسي للاختلاف الجوهري في القواعد، وأهمها إقصاء السياسي للجانب الإنساني الذي يتوافر لدى الأديب، واعتباره ضمن أدواته إلى جانب الطابع العنصري والتحيز للأجناس لدى السياسي، والذي لا يوجد عند الأديب.
وعرف «الكنز» بعض معاني مصطلح الأدب، وبين بعضًا من تلك التعريفات، والتي تلخصت وتماشت في مجملها مع معاني الدعوة والتعاطف وحب الخير، وكيف تعددت واتسعت علوم الأدب عند القدماء لتشمل العديد من الصنوف والأنواع، وكيفية انحسار المفهوم حديثا ليتطور ويقتصر على الشعر وفنون النثر الفني.


وقال: إن الأدب قادر على أن يبعث في النفس إنسانيتها، ويبث في الروح مباهجها، ويصفي الوجدان، لذا من الضروري أن يكون أدبًا سويًا غير مفرغ من معاني الإنسانية، بعيدًا عن العنصرية والطغيان.
وانتهى «الكنز» إلى أن الأديب روح أمته وضميرها النابض الذي يسري عبر الأجيال، والأديب الحق الذي يثري وجدانها ويحرك مشاعرها.